نشاطات الشبکات الداخلية المتميزة لمنظمة مجاهدي خلق والتي صارت ولاسيما بعد الانتفاضة الوطنية
الاخيرة، أشبه بظاهرة يتسم بها المشهد الايراني وماترکته وتترکه من تأثيرات وتداعيات غير عادية
على الشعب الايراني الذي يقوم هو بدوره بمواصلة إحتجاجاته المختلفة وبصورة ملفتة للنظر، کل هذا
بات يثير قلق وخوف النظام الايراني کثيرا خلال هذه الفترة التي تتزامن مع الحرب المدمرة المندلعة في
غزة والتي کان ولازال للنظام الايراني دور مريب فيها، خصوصا وإن النظام الذي کان ينتظر أن تساهم
هذه الحرب بتخلي الشعب عن نشاطاته المضادة ويقف خلف، لکن أي شئ من ذلك لم يتحقق بل وحتى
إن مشاعر الرفض والکراهية الشعبية قد إزدادت أکثر من أي وقت آخر.
إصرار الشعب الايراني على رفض هذا النظام الذي أذاقه الويلات والسعي من أجل تغييره لم يعد مجرد
مسألة عادية بالإمكان تجاوزها أو تخطيها، لأن الشعوب لو دخلت على الخط فإن كل المعادلات
والمراهنات ستتغير وستنقلب طاولة المخططات والمؤمرات على رؤوس أصحابها، لكن مشكلة النظام
الإيراني لا تنحصر فقط في دخول الشعب الإيراني على خط المواجهة ضده، وإنما دخول شعوب
المنطقة أيضا وإن دوره المشبوه والتآمري في حرب غزة قد جعلت شعوب المنطقة على بينة تامة من
دوره المشبوه الذي لايخدم أحدا سواه، کما إن مشاعر رفض وکراهية هذا النظام باتت تنتشر في بلدان
العالم أيضا ولاسيما بعدما صار العالم يدرك بأن النظام ومن خلال دور ونشاطات أذرعه العميلة يقود
المنطقة والعالم الى حرب شاملة.
لقد فشلت الخطة المشبوهة للنظام بعزل المقاومة الايرانية عن دول المنطقة والعالم وحصرها في زاوية
ضيقة كي لا تواصل نضالها والزعم بأنها لاعلاقة لها بالشعب الايراني ولايوجد أي دور أو تأثير لها
على الاوضاع الداخلية في إيران، حيث نجحت المقاومة الايرانية ورأس حربتها منظمة مجاهدي خلق
في حشد وتعبئة ليس الشعب الايراني فقط بل وحتى شعوب المنطقة والعالم ضد هذا النظام القمعي
الاستبدادي والذي يمثل خطرا وتهديدا على الانسانية والحضارة والتقدم لکونه ومن خلال القيم والافکار
الرثة الرجعية التي يحملها وينادي بها، يسعى الى إرجاع العالم الى العصور الوسطى، وهو ينطلق من
دول المنطقة کأساس لذلك، وقد وضحت ذلك المقاومة الايرانية على أتم وجه ولاسيما بعد أن صار هذا
النظام يسيطر من خلال نفوذه على 4 بلدان في المنطقة.
الأوضاع الحالية التي يمر بها النظام الايراني والتي تشهد متغيرات غير عادية وملفتة للنظر، وإن
التقارير الواردة من داخل إيران تؤكد أن الأوضاع في داخل إيران قد بلغت مستويات غير مألوفة
واستثنائية وصار الموقف بالنسبة للنظام أصعب ما يكون بل إن بعضا من هذه التقارير تشير إلى أن
النظام لم يعد بإمكانه الإمساك بزمام الأمور كسابق عهده إلى الحد الذي باتت تتواتر فيه اعترافات من
جانب قادة ومسؤولي النظام بتزايد نسبة الفقر والمجاعة في إيران، خصوصا بعد أن تفاقمت الأوضاع
الاقتصادية والمعيشية وبلغت أسوأ مستوى لها في ظل هذا النظام مثلما أن تدخلاته بلغت ذروتها في
المنطقة من خلال حرب غزة حيث خلفت وتخلف أسوأ الآثار والنتائج والتداعيات، ولذلك فإن النظام لم
يعد بوسعه أن يوقف عجلة الرفض الشعبي الدائرة بقوة ضده والتي ستسحقه عما قريب.