إستمرار التحرکات الاحتجاجية الشعبية المناهضة للنظام الايراني وعدم تمکن الاخير من إنهائها
والسيطرة عليها ليست بسبب إن النظام صار ضعيفا وعاجزا کما قد يذهب البعض بل إن هذه التحرکات
الاحتجاجية کانت قائمة في ذروة قوة النظام وفي ذروة ممارسته لأفظع أنواع ممارساته القمعية التعسفية،
ولکنه کان يغطي ويتستر عليها بطرق وأساليب مختلف مثلما إن الاوضاع والظروف في تلك الاوقات
وعلاقاته السياسية والاقتصادية مع بلدان العالم عموما والبلدان الغربية بشکل خاص کانت لصالحه، لکن
إستمرار الشعب على مواصلته نضاله وتحرکاته الاحتجاجية ضد النظام وجعلها تسير في سياق سياسي
واضح المعالم يدعو الى إسقاط النظام، کان ولايزال بسبب من الدور والنشاط الحيوي والفعال للمقاومة
الايرانية ومجاهدي خلق بين أوساط الشعب الايراني وتوعيتها وإفهامها حقيقة أن إستمرار هذا النظام هو
عين المصيبة وأساس معظم المشاکل والازمات التي يعاني منها.
دور ونشاط المقاومة الايرانية بين أوساط الشعب الايراني طوال الاعوام ال44 المنصرمة کانت هي
أساسا السبب والعامل الاهم وراء إندلاع 3 إنتفاضات عارمة بوجه النظام من جهة ووراء ليس إستمرار
بل وحتى إتساع وتزايد التحرکات الاحتجاجية ضد النظام، وإن الذي يثبت ويٶکد هذه الحقيقة ويدعمها
بقوة هو إن رأس النظام خامنئي بنفسه قد أکد على شعبية مجاهدي خلق وإن الشباب الايراني ينضمون
الى صفوفها کما إن العديد من المسٶولين في النظام من جانبهم قد حذروا من دور ونشاط مجاهدي خلق
ومن نشاطاتها وخصوصا بعد تأسيس وحدات المقاومة التابعة لمجاهدي خلق والتي لعبت دورا فعالا
وبالغ التأثير على النظام بحيث صار هناك نوع ملفت للنظر من الترکيز عليها خصوصا وإنها لم تقم
بالنشاطات والاعمال الثورية المختلفة بالتعرض کمراکز وأوکار النظام وحرقها بل إنها قامت بدور
توعوي وتوجيهي کان له أبلغ الاثر في تحطيم جدار الخوف والرهبة الذي بناه النظام على مر ال44
عاما، وهو کان له أبلغ الاثر في المساهمة في فتح أعين الشعب وجعله ليس يواصل تحرکاته الاحتجاجية
وإنما حتى يوسع من دائرتها أيضا.
إضفاء الطابع السياسي على الاحتجاجات الشعبية والذي إتخذ سياقا غير مألوفا منذ عام 2017، ولاسيما
بعد إندلاع إنتفاضة 28 ديسمبر2017، وکذلك بعد إنتفاضة 15 نوفمبر2019، اللتان مهدتا لإنتفاضة
16 سبتمبر2022، والتي دامت لعدة أشهر وغلب عليها طابع سياسي واضح المعالم يطالب بإسقاط
النظام ورفض کافة الخيارات الاخرى، وهو الامر الذي لفت نظر العالم وأثبت بأن الوعي السياسي
للشعب الايراني قد وصل الى درجة بحيث يصر على إسقاط النظام کقضية أساسية ويعتبرها المطلب
الملح الذي من دونه لايمکن أبدا إخراج إيران من الاوضاع البائسة التي آلت إليها.