الإثنين, ديسمبر 23, 2024
Homeاراءأهلنا في معسكر الهول : شفان شيخ علو

أهلنا في معسكر الهول : شفان شيخ علو

 

” كامبا هولى ” أو ” معسكر الهول ” الذي يقع جنوب شرق محافظة الحسكة السورية، مرعب، ولا بد أنه أخطر معسكر داعشي، وهو يهدد سلامة العالم جميعاً، ففيه أكثر من ” خمسين ألف ” داعشي، بين رجال ونساء وهناك أبناؤهم وبناتهم الذين كبروا الآن، والعالم يتفرج، وخاصة الدول المتنفذة بقواها، لا تعمل شيئاً، لتترك الكامب مستودع بارود يهدد حياة أهلنا هناك.
والذي يؤلم كثيراً، هو وجود أهل لنا من الإيزيدية، من النساء وأطفالهم، قبل كل شيء، تحت رحمة أولئك الإرهابيين، الذين تنعدم الرحمة في قلوبهم، كما نسمع باستمرار، عن حالات قتل وتهديد، وإرهاب في المعسكر، ومن قبل نساء الدواعش، وبأشكال مختلفة.
والحديث هنا يخص أهلنا الإيزيدية الذين لا يجرؤون على الكشف عن هويتهم، خوفاً من الانتقام المباشر، وخوفهم في محله، لأن عيون الدواعش مفتوحة على الآخر، ولا يترددون عن إلحاق الأذى باي كان، وليس هناك أسهل من القتل لديهم.
نعم، إنهم يتألمون، ويخافون من أن يصرحوا بحقيقتهم، أي على أنهم إيزيدية، وهو ألم وعذاب ووجع يقابله ألم وعذاب ووجع أهلهم في الطرف الآخر، في سنجار وغير سنجار، وينتظرون عودتهم إليهم بفارغ الصبر .
من المؤسف جداً أن الجهات المسؤولة عن كل ذلك لا تفعل شيئاً، وهي بذلك تتحمل المسؤولية. إنها تستطيع أن تتعرف على الهوية الحقيقة لكل فرد في المعسكر، وتحرره من أسر الدواعش، أي الذين كانوا أسرى الدواعش الإرهابيين منذ آب 2014.
لماذا لا تتحرك هذه الجهات المسؤولة؟ ولماذا تكون المسؤولية على القوات المحلية هناك؟ ولماذا الحديث المستمر عن ضرورة محاربة الإرهاب المتمثل في داعش، وهي تعلم جيداً أن الوكر الأكبر للإرهاب موجود هناك، أي من السهل جداً إيجاد مخرج لهذه المشكلة المرعبة ؟
لحساب من، يستمر أهلنا في معاناتهم، ولا يجدون من يستمع إلى صرخاتهم، أو إلى دعواتهم، ووضع حد لهذه الآلام؟
إلى من يتجه أهلنا وفي كل يوم تتضاعف أوجاعهم، وقد جفت الدموع في عيونهم، ولا يعرفون راحة، لا يستطيعون أن يناموا، أو يقوموا بأي عمل، وصورة أسراهم أمام أعينهم؟
أليس هذا الذي يجري مهزلة، خاصة حين يجري التأكيد على ملاحقة كل من له صلة بداعش؟
أليست هذه لعبة، وهي لعبة حية تقوم على أرواح الأحياء، وتعبّر عن غياب الأخلاق في ذلك؟
وحين أكتب هذه الكلمات، أضم صوتي إلى كل الذين يناشدون الهيئات والمنظمات الدولية، للعمل على تحرير أسرانا من هذا الظلم التاريخي الفظيع، أم أن علينا أن نبقى قلقين، ونقدّم الضحايا لمن لا يريدون لنا نحن الإيزيدية لا راحة ولا سلاماً ولا استقراراً؟
أقول ذلك وأنا كغيري، لا أملك سوى هذه الكلمات التي أوجهها إلى كل من فيه جسمه ينبض ضمير، وقلب يخفق إنسانياً، لمواجهة هذه المحنة التي لا نعرف إلى متى ستنتهي؟

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular