قالت إن ثلاثة مسلحين فقط قد تمت إدانتهم لحد الآن
دعت الناشطة الايزيدية، نادية مراد، في ندوة حوارية لها امام طلبة ومدرسي جامعة بوستن في اميركا الى ان تبذل حكومات العالم مزيدا من التحرك لملاحقة ومحاسبة مسلحي تنظيم داعش على الجرائم التي ارتكبوها مشيرة الى انه رغم الأدلة والافادات المتوفرة فانه تمت ادانة ثلاثة اشخاص فقط لحد الان، مؤكدة بان الامر يحتاج الى إرادة سياسية.
وقالت مراد في ندوة لها نظمها مركز ونستون للقيادة والأخلاق المهنية عقدت في قاعة جامعة بوستن في الولايات المتحدة مخاطبة جمع من الطلبة والكادر التدريسي وعدد من الناشطين ، بان هذه الحوارات هي اكثر أهمية الان من أي وقت آخر وذلك لما يشهده العالم الان منذ اكثر من سنة من حروب كثيرة وآلام امتدادا من حرب أوكرانيا والسودان وجمهورية الكونغو مرورا بمنطقة الشرق الأوسط وما تشهده من أزمات وحروب .
الناشطة، مراد، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام عام 2018 والتي تشغل منصب سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة ، كانت في السن 21 عندما اجتاح مسلحو داعش قريتها كوجو في قضاء سنجار عام 2014 وهي من احدى ناجيات العنف الجنسي على يد تنظيم داعش الذي قتل وأسر الالاف من الايزيديين بضمنهم عائلة مراد بأكملها.
وبقت مراد أسيرة لدى داعش على مدى ثلاثة اشهر حيث أجبرت هي و آلاف آخرين من النساء والفتيات الصغار على حياة الاستعباد الجنسي وتمكنت بعدها من الهروب والسفر الى المانيا عام 2014.
وقالت مراد انها كانت ملزمة بان تعلن عما حصل لها للملأ وتتحدث عن جرائم الاغتصاب التي تعرضت لها النساء رغم ان ذلك فيه نوع من الحرج مشيرة الى ان الصمت عن ذلك غير صحيح.
وقالت مراد “بعد ان شاركت الاخرين قصتي وأعلنت عنها أدركت بان الاغتصاب والعنف الجنسي هما ندان متوازيان مع وصمة العار والصمت والقيد الاجتماعي. ولكنني عرفت بانه لدي مسؤولية بالكفاح من اجل نساء وفتيات ايزيديات لم يحالفهن الحظ بالهروب ولم تحن لهن فرصة للكلام والدفاع عن أنفسهن”.
وقالت الناشطة مراد بانها بدأت تدافع عن الناجين من المعارك وما يتعلق بالعنف الجنسي الذي تعرضوا له وذلك بعد اطلاعها على قصص نساء اخريات حول العالم عايشن نفس التجربة التي عاشتها هي.
ومضت الناشطة مراد بقولها ” قبل 10 سنوات لم تكن لي خطة، ولم أكن اعتقد ان هناك ناشطين فعلوا ذلك. ولم يكن لي أي علم عن منظمة الأمم المتحدة وكيف تعمل. انا لم اغادر قريتي الصغيرة ابدا. ولكن في الوقت الذي افصحت فيه عن قصتي وعرفت بان هناك قصصا كثيرة مشابهة قد أثيرت من قبل آخرين أدركت حينها بان الصمت هو ليس خيار بالنسبة لي”.
وقالت مراد خلال كلمتها امام الطلبة بانها تعلمت أيضا بان المنظمات الكبيرة والسياسيين المتنفذين الذين يعربون عن مساندتهم لك لا يكونون دائما عونا لتفعيل ما تطرحه لهم رغم قناعتك بهم، وعندما يحصل ذلك فعلى المرء ان يواصل ويستمر بمحاولاته بنفسه لحين تحقيق ما يطمح له.
وتطرقت مراد أيضا في حديثها الى افتقار الحكومات الى الإرادة السياسية لتفعيل جانب ملاحقة مسلحي داعش ومقاضاتهم ومحاسبتهم على الجرائم التي ارتكبوها.
وقالت مراد “الحكومات لم تقم بما هو كاف في مقاضاة ومحاسبة مسلحي تنظيم داعش . ورغم إفادات الضحايا والأدلة المتوفرة على الجرائم التي تم ارتكابها، فان ثلاثة مسلحين فقط قد تمت ادانتهم لحد الان. لدينا ادلة عن كل شيء نحتاجه. ولكن ما نفتقده هو الإرادة السياسية”.
وقالت الناشطة الايزيدية انه ما يزال هناك آلاف من نساء وأطفال اسرى لدى داعش وفي عداد المفقودين ويحتاجون لمساعدة من اجل انقاذهم ولم يتم فعل شيء لحد الان، مشيرة الى ان تنظيم داعش ومجاميع إرهابية أخرى قد استخدموا العنف الجنسي كسلاح حرب.
وأوضحت بقولها “انهم اردوا ان يتركوا أثرا دائما على المجتمعات التي هاجموها ، ان جرائمهم ليست جرائم إبادة جماعية فقط وتدمير للبنى التحتية بل انهم استخدموا العنف الجنسي كسلاح حرب”.
وكانت مراد قد أسست منظمتها الخيرية ، مبادرة نادية ، للمساعدة في دعم مجتمعها الايزيدي من نساء وأطفال في العراق ، واستنادا لها فانه يتوجب على البلدان الأخرى ان تقدم المزيد من اجل مساعدة النازحين والمهاجرين لتمكينهم من إعادة بناء حياتهم .
وقالت انه رغم مرور عشر سنوات فان المجتمع الايزيدي ما يزال في مرحلة التعافي من تبعات جريمة الإبادة الجماعية ولن يتمكن من نسيان ما حصل لهم.
• عن مجلة هيغتس الأميركية
ترجمة / حامد أحمد