تعتزم كل من أنقرة وبغداد افتتاح مكاتب بشكل متبادل لمتابعة الأعمال المتعلقة بمشروع “طريق التنمية” بين العراق وتركيا، وصرح وزير النقل والبنى التحتية التركي عبد القادر أورال أوغلو، السبت 2 مارس/آذار 2024، بأن السلطات التركية والعراقية تعمل بشكل وثيق ومكثف بخصوص المشروع.
مشروع طريق التنمية بين العراق وتركيا
لفت أورال أوغلو إلى أنه التقى مؤخراً، في هذا الإطار، وزير النقل العراقي رزاق محيبس السعداوي والوفد المرافق، وأكد أن مشروع طريق التنمية له مكانة مهمة في العلاقات بين البلدين.
وأضاف أن الأعمال بخصوص الجانب الفني للمشروع مستمرة بين تركيا والعراق، وأفاد الوزير التركي بأنَّ تبادل الأفكار بشأن تمويل المشروع وتنفيذه متواصل أيضاً.
وقال إنه تم الاتفاق مع العراق على فتح مكاتب بشكل متبادل؛ لمتابعة الأعمال المتعلقة بمشروع “طريق التنمية”، وأكد أنه سيتم اتخاذ خطوات ملموسة بهذا الخصوص في الفترة المقبلة.
وسبق أن قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، إن مشروع “طريق التنمية” مهم لدول المنطقة، خاصةً العراق وتركيا، مؤكداً أنَّ دعم بلاده الكامل للمشروع “سيستمر”. جاء ذلك في كلمة خلال لقاء عقده مع رئيس إقليم شمالي العراق نيجيرفان بارزاني، على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي.
وذكر بيان صادر عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، أن أردوغان وبارزاني بحثا قضايا إقليمية وعالمية، ومشروع “طريق التنمية”، ومكافحة الإرهاب.
ووفق البيان، قال أردوغان إن مشروع “طريق التنمية” مهم لدول المنطقة، خاصةً العراق وتركيا، وأن دعم بلاده الكامل للمشروع سيستمر.
تفاصيل مشروع طريق التنمية بين العراق وتركيا
مشروع “طريق التنمية” يشمل طريقاً برياً وسككاً حديدية، ويمتد من العراق إلى تركيا وموانئها، ويبدأ من ميناء الفاو في خليج البصرة (جنوبي العراق)، بطول 1200 كيلومتر داخل العراق، على أن يتم ربطه بشبكة السكك الحديدية التركية.
وشدد أردوغان على أهمية العمل وفق مفهوم الكفاح المشترك ضد تنظيم “بي كي كي/ بي واي دي/ واي بي جي” (PKK/ PYD/ YPG) الإرهابي بالنسبة إلى السلام والاستقرار.
وفي وقت سابقٍ الجمعة، انطلقت أعمال المنتدى الدبلوماسي في ولاية أنطاليا بنسخته الثالثة بحضور نحو 4 آلاف و500 ضيف، بينهم 19 رئيس دولة وحكومة، و73 وزيراً، و57 ممثلاً دولياً من 147 دولة.
ويناقش منتدى أنطاليا الدبلوماسي حتى الأحد، العديد من القضايا العالمية التي تهم الشرق الأوسط ومنطقة المحيط الهادئ وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، مثل تغير المناخ وأزمة الغذاء و”دبلوماسية الفضاء”، فضلاً عن قضية غزة.
وستعقد على هامش المنتدى جلسة رفيعة المستوى برعاية السيدة التركية الأولى أمينة أردوغان، تتناول “المرأة والسلام والأمن”.
شركات تركية كثيرة تعمل في شمالي العراق
في الوقت نفسه قال مستشار وزارة الصناعة والتجارة بحكومة إقليم شمال العراق، صوران شوكور، إن أكثر من نصف الشركات الأجنبية الناشطة في الإقليم شركات تركية.
ونظمت جمعية التنمية والتعاون في الشرق الأوسط (OKID) اجتماعاً بمدينة أربيل، الثلاثاء، بحضور رجال أعمال وممثلين عن القنصلية العامة التركية في أربيل، تم خلاله مناقشة مجالات التعاون التجاري بين تركيا والعراق وحكومة إقليم شمال العراق.
وفي حديث مع الأناضول، أوضح شوكور أن وزارتهم والغرف التجارية في إقليم شمال العراق عقدت مؤتمرات تجارية مهمة مع مؤسسات ومنظمات بتركيا في الفترات الماضية.
وأعرب عن أملهم في زيادة عدد المؤتمرات المماثلة هذا العام، لافتاً إلى أن الاجتماعات التي جمعت مستثمرين من تركيا والعراق كانت مثمرة للغاية. وأفاد بأنهم يولون أهمية كبيرة للعلاقات التجارية بين تركيا والمنطقة.
وأشار إلى أن “عدد الشركات الأجنبية المسجلة في المديرية العامة للتسجيل التابعة لوزارتنا تجاوز 3 آلاف شركة”.
ولفت إلى أن أكثر من 50% من الشركات الأجنبية شركات تركية، ما يظهر حضور تركيا القوي في المنطقة من حيث التجارة والاستثمار.
جسر بين تركيا والعراق
بدوره، قال إمدات بلال، الرئيس المؤسس لـ”OKID” والنائب عن أربيل في الجبهة التركمانية العراقية (ITC)، إن الجمعية تهدف إلى إنشاء جسر بين تركيا والعراق وحكومة إقليم شمال العراق في التعاون الاقتصادي والمجالات الثقافية والاجتماعية.
وأشار بلال إلى أنه ستتم مناقشة تحسين التجارة بين الجانبين، فضلاً عن المشاكل الراهنة في هذه الاجتماعات وإعداد تقرير وإحالته إلى الجهات المعنية.
في المقابل أعلن وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، أن بلاده بصدد وضع خارطة طريق مشتركة مع تركيا لـ”مكافحة الإرهاب” والقضاء على التهديدات.
وقال حسين لصحيفة “ديلي صباح” التركية، السبت، إن العراق سيقدم ورقة في الاجتماع المقبل وأيضاً الجانب التركي، وعلى أساس ذلك “ستكون هناك خطة مشتركة”.
وأضاف الوزير العراقي أن المسؤولين في بغداد وأنقرة اجتمعوا في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، على مستوى اللجان السياسية والأمنية المشتركة. وأشار إلى أن “الاجتماع جرى في أجواء إيجابية للغاية، ومن المقرر عقده مرة ثانية الشهر المقبل”.
والمحادثات الجارية تبحث كيفية التعامل مع القضايا الأمنية، التي تشمل الأمن داخل الدولتين وكذلك الأمن بين الدولتين.
وتابع المسؤول العراقي: “نأمل أن نتمكن من التوصل إلى نتيجة في مناقشاتنا حتى نتمكن من تأمين المنطقة، وحينها لن نحتاج إلى أي هجمات على بعض الجماعات في العراق”.
وكانت تركيا نفذت سلسلة ضربات في شمال العراق ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني، المصنف على قوائم الإرهاب. وجاء ذلك بعدما كثف الحزب المذكور هجماته على القوات العراقية في المنطقة ذاتها، ما أسفر عن عدد من قتلى الجيش التركي.
وتعتبر كلمات حسين حاسمة في توضيح تصميمهم على حل المشكلة التي طالما سممت العلاقات وأعاقت تعزيز التعاون، على حد وصف صحيفة “ديلي صباح”.
وتشير الصحيفة إلى أن “وجود حزب العمال الكردستاني داخل العراق وحكومة إقليم كردستان يسبب مخاوف أمنية وطنية لأنقرة، ويدفعها إلى شن هجمات أحادية ضد أهداف على الأراضي العراقية”.
وترتبط تركيا مع العراق بحدود طويلة، فيما تهيمن على العلاقة بينهما منذ سنواتٍ ملفات معقدة، على رأسها “حزب العمال” والعمليات التي ينفذها الجيش التركي ضده في شمال العراق.
إضافة إلى القضية المتعلقة بالمياه، والمسار التجاري والاقتصادي الثنائي، والخطط “الطموحة٫ التي سبق أن تم كشف النقاب عنها من قبل بغداد وأنقرة.
لقاءات استخباراتية بين تركيا والعراق
كان رئيس جهاز الاستخبارات التركي، إبراهيم قالن، أجرى في يناير/كانون الثاني 2024، سلسلة من اللقاءات بمحافظة أربيل، شمالي العراق، في إطار زيارة للعراق كانت الثانية من نوعها في غضون أسبوع.
والتقى قالن في الزيارة الأولى لبغداد، الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وممثلين عن السنة والشيعة والتركمان.
وكشفت مصادر أمنية نقلت عنها وكالة الأناضول، أن قالن بحث خلال اللقاءات التطورات في المنطقة، والعلاقات الثنائية، والحرب الفعالة ضد “إرهاب حزب العمال الكردستاني”.
جدير بالذكر أن مشروع “طريق التنمية” يشمل طريقاً برياً وسككاً حديدية، ويمتد من العراق إلى تركيا وموانئها، ويبدأ من ميناء الفاو في خليج البصرة (جنوب العراق)، بطول 1200 كيلومتر داخل العراق، على أن يتم ربطه بشبكة السكك الحديدية التركية.