المرحلة الحالية التي يمر بها النظام الايرانيي ولاسيما بعد الفشل الذريع لإنتخابات الاول من مارس التي
عول عليها المرشد الاعلى للنظام کثيرا، وهي مرحلة تزداد صعوبة وتعقيدا مع مرور الايام، وتبدو
تأثيراتها وإنعکاساتها واضحة أشد الوضوح على النظام ولم يعد يتمکن من التبجح بأن الامور طبيعية أو
إنه بمقدوره مواجهة تلك التأثيرات وکبح جماحها، ولعل الاختلافات الحادة جدا بين قادة النظام ولاسيما
ليس بين جناحيه فقط بل وحتى داخل الجناح المتشدد الذي يقود النظام، بخصوص قضية التفاوض مع
الولايات المتحدة الامريکية وکذلك القضايا المتعلقة بالفساد، نموذجين عمليين على ذلك.
الاختلافات والانقسامات السائدة في داخل الجناح المتشدد وإنقسام الآراء بشأن ذلك وتحذير خامنئي من
ذلك، يدل على إن قادة النظام صاروا يعلمون ويدرکون جيدا کم صار وضعهم حرجا والى أي حد باتوا
في خطر، خصوصا وإن الاوضاع الداخلية الآيلة للإنفجار في أية لحظة من جراء تزايد مساعر الرفض
والکراهية ضد النظام بالاضافة الى العزلة الدولية الخانقة التي يعيشونها وحراجة وضعهم الاقتصادي
في ضوء تکهنات بإحتمال إنهيار الاقتصاد الايراني إضافة الى تدخلاتهم السافرة في المنطقة ودورهم
المريب في حرب غزة، الى جانب إن الضغوط الدولية تزداد ضدهم حتى مع أطراف دولية تبدو مقربة
إليهم، کل ذلك يجعل النظام يعي جيدا بأنه لم يعد يجري على سکة آمنة وإن مساره سينتهي به في أية
لحظة الى هاوية السقوط.
الصراعات والاختلافات الدائرة بين أقطاب النظام وإرتفاع حدتها بصورة غير مسبوقة وخصوصا وإنه
لم يمض سوى أيام قلائل على مسرحية الانتخابات، يجسد واقع النظام مع إن النظام يشعر بالخوف
والرعب بدرجة أکبر من حالة الغضب التي تعتري الشعب الايراني وکذلك من النشاطات والتحرکات
التي تقوم بها المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق في داخل وخارج إيران والتي صارت تلقي لها آذان
صاغية وحتى إن تأکيد الاوساط السياسية على کون المقاومة الايرانية البديل القائم الوحيد للنظام،
والإشارات المستمرة للمبادئ العشرة التي أعلنتها السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من
جانب المقاومة الايرانية وإعتبارها بمثابة خارطة طريق مثلى لإيران مابعد سقوط نظام الايراني، تزرع
المزيد والمزيد من الرعب والهلع بين قادة النظام الايراني وتجعلهم يشعرون بأن أية خطوة يقدمون عليها
بأي إتجاه غير مجدية وحتى إنه من شأنها أن تدفعهم خطوات أخرى بإتجاه الهاوية.
الاوضاع السيئة جدا للنظام والتي لم يتمکن خامنئي من خلال مسرحية الانتخاات الفاشلة تغييرها نحو
الاحسن ولو قليلا، فإن عودة النظام الى تنفيد أحکام الاعادامات بعد أيام قليلة من الانتخابات وتنفيذه
أحکام الاعدام بحق 13 مواطنا خلال 4 أيام، تبين حالة الخوف والهلع التي يواجهها النظام والتي يسعى
من خلال إشاعة أجواء الخوف والرهبة أن يضمن عدم إندلاع إنتفاضة عارمة جديدن بوجهه، ولکن
أغلب الظن إن کل المٶسرات تدل على إن الانتفاضة قادمة لامحال وإنه ليس هناك من يمکن أن يحول
دون سقوط هذا النظام.