منذ تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية فإن مواضيع مثل الممارسات القمعية والاعدامات والتدخلات في
البلدان الاخرى والسعي من أجل الحصول على أسلحة الدمار الشامل، کانت هي بمثابة المواضيع
الرئيسية المطروحة في الساحة الايرانية، ولکن وبعد مرور بضعة أعوام على تأسيس هذا النظام فإن
موضوع الفساد في المفاصل المختلفة لهذا النظام بات أيضا يفرض نفسه بقوة خصوصا بعد أن بات
الفساد يستشري وبصورة ملفتة للنظام في کل مفاصل النظام ورائحته النتنة تزکم الانوف.
هذاالنظام الدکتاتوري ومن أجل فرض نفسه کأمر واقع وضمان بقائه وإستمراره، فإنه أباح لنفسه أن
يستخدم کافة السبل والطرق المتاحة وحتى غير المشروعة من أجل ضمان ذلك، والملفت للنظر إنه وفي
خضم تماديه في ممارساته القمعية ونشاطاته المشبوهة ولأنه نظام إستبدادي ليست فيه من أية شفافية
ومحاسبة من قبل جهات وسلطات منتخبة من قبل الشعب وتتمتع بالحرص والامانة والمسٶولية، فإن قادة
هذا النظام ومسٶوليه وفي مقدمتهم المرشد الاعلى خامنئي قد إعتبروا إيران بمثابة ملك خاص لهم
وتمادوا في عمليات السلب والنهب وتحايلهم على قوانينهم التي وضعوها بأنفسهم والاستحواذ على
الاموال والممتلکات بغير وجه حق وهو ماتسببب ويتسبب في مضاعفة الفقر والحرمان والتخلف
والمرض للشعب الايراني.
ويوما بعد يوم، تتوضح الصورة أکثر بتزايد الفساد وخروجه عن الحدود المألوفة ولاسيما بعد أن صار
الشعب على إطلاع کامل بالفساد الشائع في داخل النظام وأصبح يتحامل أکثر على النظام ويرى
الضرورة لإسقاطه ويمکن القول بأن الفساد هذا قد صار بالنسبة للنظام بمثابة حبل ملتف حول عنقه وقد
يخنقه في أية لحظة.
المثير للسخرية إن هذا النظام الذي دأب على طرح رجال الدين بأنهم القدوة للشعب من حيث صدقهم
وأمانتهم وعزوفهم عن الدنيا وتزهدهم فيها، فإن رجال الدين هٶلاء قد صارت التقارير التي تکشف
فسادهم غير العادي وعمليات السرقة والنهب من قبلهم، تتزايد بإستمرار وهو مايکشف الوجه الحقيقي
البشع لهذا النظام ومن کونه نظام يتمادى في کذبه وخداعه ولعل التقرير الاخير بهذا الصدد والذي تم
نشره مٶخرا يشير الى وجود فساد متعلق بكاظم صديقي، إمام الجمعة في طهران، إيران. ویقول
التقرير أن صديقي استحوذ على عقار ضخم تقدر قيمته بأكثر من تريليون تومان. المثير للسخرية
والتهکم إن الامر لايبقى على ماجاء في هذا التقرير بخصو صديقي، بل إن تقرير آخر يفيد بأن عوائد
فندق جهان بمدينة مشهد حيث يرتادها الزوار بمليارات التومانات يتم إيداعها في حساب كاظم صديقي.
صديقي هذا وقبل تعيينه اماما لصلاة الجمعة في طهران، لعب دورا مهما في النظام القضائي للنظام وقام
بتأسيس مدرسة خميني في منطقة أزکل الراقية بطهران. ومع مرور الوقت، ذکر أن صديقي قام بتوسيع
نطاق المعهد من خلال الاستحواذ على الأراضي المحيطة به، مما أدى في النهاية إلى إنشاء عقار ضخم
يتجاوز 23000 متر مربع في شمال طهران. ويقول التقرير أيضا أن جزءا من هذه الارض، وهي
حديقة بمساحة 4200 متر مربع في الزاوية الشمالية الشرقية، تم نقلها بشكل مثير للجدل إلى شركة
خاصة تسمى “بيروان-أنديشه قائم”. ومن اللافت للنظر أن هذه الشركة تعتبر صديقي وأبناءه هم
المالكون الرئيسيون.
أکثر مايلفت النظر إن التقرير يشير الى انتماء صدیقی إلى فصيل قوي داخل النظام الإيراني، بجانب
مرتضى آقا طهراني وحميد رسائي. ومن المفترض أن تنافس الجماعة الفصيل الذي يقوده قاليباف،
حيث تسلط الصراعت الأخيرة حول قضايا مثل “مشروع قانون الحجاب والعفة” والمقاعد البرلمانية
الضوء على هذا الصراع المستمر على السلطة.