لئن کان هناك دائما دور بارز وملفت للنظر للسيدة مريم رجوي، زعيمة المعارضة الايرانية من حيث
قيادة عملية الصراع والمواجهة ضد النظام الدکتاتوري القائم في إيران، لکن هذا الدور ولاسيما بعد
الانتفاضات الثلاثة الاخيرة في الاعوام 2017 و2019 و2022، قد برز بصورة وشکل أکبر وأقوى
من السابق الى الحد الذي دفع عدد کبير من الشخصيات والاوساط والمحافل السياسية في العالم الى
إعتبار برنامجها ذو العشرة بنود بمثابة خارطة طريق لإيران المستقبل کما إعتبرت أيضا المجلس
الوطني للمقاومة الايرانية کأفضل بديل سياسي مناسب لإيران مابعد نظام ولاية الفقيه.
مريم رجوي، التي تعتبر أکبر خصم سياسي ـ فکري للنظام الايراني، تٶکد دائما بأن إيران المستقبل
يجب أن تختلف جذريا ومن کل الجوانب والنواحي عن النظام الديني الحالي، إذ بعدما قام هذا النظام
بإرتکاب الکثير من الجرائم والمجازر والانتهاکات بحق الشعب الايراني وأذاقه الذل والهوان والفقر
والحرمان، لابد من تعويض هذا الشعب عما واجهه على يد هذا النظام الفاسد وتکريمه وتبجيله على
المقاومة والصمود الذي أبداه بوجهه، ولايمکن أن يکون يحدث ذلك من دون التأسيس لنظام سياسي
جديد يختلف عن هذا النظام اللاإنساني بجعله معتمدا على قيم ومبادئ وأفکار إنسانية تقدمية حضارية
علمية، وإن السيدة رجوي ومن خلال ما قد طرحته من أفکار ورٶى في برنامج العشرة بنود، تٶکد على
کل ذلك.
إيران المستقبل التي يرنو الشعب الايراني بأبصاره لها ويحلم بکونها تختلف عن النظام الدکتاتوري
القمعي القائم منذ 45 عاما، فإن السيدة رجوي تبشر الشعب الايراني دائما بالخطوط والمبادئ الاساسية
لذلك ولعل ماقد جاء في آخر خطاب لها في الامسية الرمضانية التي تم إقامتها في باريس في 16 من
الشهر الجاري دعت العالم الى دعم نضال الشعب الايراني من أجل الحرية وإسقاط النظام عندما قالت:"
أدعو العالم بأسره إلى الاعتراف بنضال الشعب الإيراني لإسقاط النظام وقتال وحدات المقاومة ضد
قوات الحرس من أجل مواجهة خطر الإرهاب وإثارة الحروب من قبل النظام.."، والحقيقة إن السيدة
رجوي شددت دائما على إن کل الظلم والاضطهاد الذي يرتکبه هذا النظام، إنما کان ولايزال تحت
غطاء الدين، ولذلك تٶکد السيدة رجوي بأن إيران المستقبل ستکون مبنية على الفصل بين الدين والدولة
کما جاء في أحد بنود برنامجها ذو العشرة بنود، والتي تحكم فيها سيادة وأصوات الشعب، وصوت
الشعب هو كلمة الفصل. ذلك إن فصل الدين عن الدولة هو ما يحلم ويطالب به الشعب الايراني لکي
يسدل الستار على هذه الصفحة السوداء الکريهة لنظام ولاية الفقيه
إيران المستقبل کما تصوره وتشدد عليه السيدة رجوي، هي إيران التي ستٶمن بالتعايش السلمي بين
الشعوب وبالحرية والديمقراطية وحقوق الانسان وحقوق المرأة ومساواتها بأخيها الرجل، وإن شمس
إيران المستقبل ستشرق على إيران والمنطقة والعالم عما قريب.