هل انت مفتي العراق؟ .. أم مفتي الدواعش.. او مفتي البعث.. او مفتي الإرهاب.. او اي تسمية ترغبها لها علاقة بالأجرام والعنف .. لا اعرف حقاً بأي تسمية اخاطبك!.. الا تعلم اننا في عصر التكنولوجيا المتطورة والحضارة الانسانية المنفتحة .. ولسنا في عصر الجاهلية وفترة الظلام في الكهوف والمغارات الجبلية .. ان كنت مواطنا شريفا وعراقيا اصيلا فعليك عند صلاة الجمعة ان لا تدعو لتحريم رأس السنة الميلادية لأنها اصبحت طقساً تمارسه كل شعوب العالم ودوله المتحضرة ..
وانت كرجل دين يتبوأ موقعا مهما في هذا الظرف الصعب الذي يمر به العراق وشعبه والمعناة التي لا حدود لها .. عليك ان ترى حالة البائسين في مخيمات النزوح وقلة الخدمات والفساد والجوع والامراض وكل ما يطفح الى السطح في العراق اليوم ..
وهذا واجبك ان تسعى لتقديم الخلاص ومساعدة الفقراء والسعي لفتح المدارس والمستشفيات ودور الايتام وكبار السن ومساعدة المحتاجين .. وهم كثر امامك لا تحتاج للالتفاتة.. فقط حرك عيونك اينما تشاء وانت في طريقك للجامع ..حينما تمر بتلك الشوارع الممتلئة بالأوساخ ولقاذورات.. ولا احد يتحمل المسؤولية عنها.. كأننا في بلد لا توجد فيه بلديات ولا خدمات ولا دولة .. لا بل حتى المتواجدين في الصحراء ينعمون بحالة افضل وبيئة انظف ..
او ان شئت نحدثك عن الارامل والمعوقين وكبار السن والمرضى ممن اصبحوا يشكلون نسبة عجيبة وغريبة في العراق .. ولن نغفل ان نحدثك عن حقوق بقية شرائح المجتمع من طلاب ومعلمين وموظفين ونساء وفلاحين يعانون من الجور وانقطاع الرواتب وعدم وجود الضمان الصحي والخدمات الطبية ..
ايها المفتي المبجل .. اتحفتنا في نهاية العام بتصريحك المذل للمواطنين وانت تستعمل كل ما له علاقة بالحضارة من انتاج الاخوة المسيحيين في الغرب وبقية الدول .. ابتداء من ساعتك اليدوية ونظاراتك الطبية والسيارة التي نقلتك للجامع و المايكرفون الذي استخدمته لتوجيه هذا الخطاب العنصري واللاانساني و اللااخلاقي .. خطاب العنف والكراهية والدعوة للتفرقة بين البشر.. وهذا هو بداية الشروع في دعم مشروع الفتن والاقتتال الطائفي والديني الذي سار عليه الدواعش .. فما الفرق بينك وبينهم وانت تستخدم التكنلوجيا في توجيه الارهاب وهم يستعملون السكين والمفخخات في التدمير والقتل ..
انظر لحولك ودقق في وضع الدول الاسلامية من ايران ومرورا بالسعودية وافغانستان وباكستان وبقية الدول الاسلامية وانظر لحالة الفساد المنتشرة فيها وحالة التخلف المتواجدة بينهم.. المسلمين يعيشون خارج اطار التاريخ بمن فيهم المسلمون المتواجدين في أوربا واولادهم الذين يدرسون و يعيشون على الضمان الاجتماعي الذي يًحصلْ من خدمات بيع اللحوم والمشروبات وضرائب العمل بما فيها الضرائب التي تفرض على العاهرات .. كل هذا تتقبلونه وتعتبرونه شرعيا وحلالا لكم وتعيشون من فضائل هذه المجتمعات ومع هذا انتم تكفرونها وتطالبون بتخريب دولها وقتل مواطنيها اليس هذا هو نفسه ما تسعى اليه داعش؟! .. ما الفرق بينك وبين داعش ايها المفتي الفاشي؟ ..
الا تعلم ان الاسلاميين في الدول الاوربية يعملون خارج القانون لساعات طويلة كي يحصلون على المزيد من الاموال وحولوا انفسهم الى عبيد للمال ..بينما الاوربي يتمتع بوقته وينظم عمله بثمان ساعات في اليوم ولمدة خمسة ايام في الاسبوع ويتمتع بإجازة سنوية مع عائلته للترفه والسفر والراحة والاحتفالات والمشاركات الثقافية والفكرية.. وهم مسالمون لا يتقاتلون او يتدافعون على لقمة الخبز كما هو الحال في البلاد الاسلامية ..
ومع هذا تعتبرونهم كفارا ووسخين يجب قتلهم وازالتهم من الوجود.. وانتم لو توقفنا عند اي جامع من جوامعكم لاضطررنا لسد انوفنا من الروائح العفنة التي تزكم الانوف.. مقابل البخور التي تعطر اجواء الكنائس .. هذا دينهم وذاك دينكم وقارنوا هذا وهذه الحرية في أوربا مع الحريات التي في البلاد الاسلامية …هل توجد كنيسة واحدة بقيت في السعودية؟ .. هل يسمح للمسيحي بإقامة شرائعه الدينية او توزيع نسخه من كتابه المقدس في البلاد الاسلامية ..
ومع هذا انتم تهاجرون وتلتحون بالغرب وكذلك يضطر غير المسلمون للهجرة من بلدانكم الى الغرب .. لست في معرض الاطالة وهذا غير مجدي ولكن ادعوك.. ايها الى مراجعة نفسك.. وتقديم الاعتذار للذين اسئت بحقهم.. من الاخوة المسيحيين وبقية اتباع الديانات الاخرى ..
اننا بحاجة الى لغة خطاب انساني يدعو للمشاركة والسلام وليس لخطاب داعشي من امثالك .. ارحل كما رحل الدواعش فالمسلمون ليسوا بحاجة الى امثالك.. المسلمون بحاجة الى مفتي عقلاني يستوعب رحمة الدين واهمية المشاركة الضميرية للناس على اختلاف ميولهم وافكارهم واديانهم ..
بختيار حريري 2019
المانيا ـ هامبورغ