الأربعاء, نوفمبر 27, 2024
Homeاخبار منوعةطائفة “الحشاشين”.. من هي وما قصة دولتهم في بلاد الشام؟

طائفة “الحشاشين”.. من هي وما قصة دولتهم في بلاد الشام؟

.

كثيرة هي الطوائف والمذاهب المنتشرة حول العالم ومختلفة هي الاعتقادات والتفسيرات بين تلك الأديان، لكن هل سمتعم يوماً بطائفة الحشاشين؟ هي طائفة إسماعيلية نزارية، انفصلت عن الفاطميين في أواخر القرن الحادي عشر الميلادي لتدعو إلى إمامة نزار المصطفى لدين الله ومن جاء مِن نسله، واشتهرت ما بين القرن الحادي عشر والثالث عشر الميلادي، وكانت معاقلهم الأساسية في بلاد فارس وفي الشام بعد أن هاجر إليها بعضهم من إيران.

أسّس الطائفة الحسن بن الصباح الذي اتخذ من قلعة آلموت في فارس مركزاً لنشر دعوته وترسيخ أركان دولته.

اتخذت دولة الحشاشين من القلاع الحصينة في قمم الجبال معقلاً لنشر الدعوة الإسماعيلية النزارية في إيران والشام، ما أكسبها عداءً شديداً مع الخلافة العباسية والفاطمية والدول والسلطنات الكبرى التابعة لهما كالسلاجقة والخوارزميين والزنكيين والأيوبيين بالإضافة إلى الصليبيين، إلا أن جميع تلك الدول فشلت في استئصالهم طوال عشرات السنين من الحروب.

كانت الاستراتيجية العسكرية للحشاشين تعتمد على الاغتيالات التي يقوم بها “فدائيون” لا يأبهون بالموت في سبيل تحقيق هدفهم.

كان هؤلاء الفدائيون يُلقون الرعب في قلوب الحكّام والأمراء المعادين لهم، وتمكنوا من اغتيال العديد من الشخصيات المهمة جداً في ذلك الوقت مثل الوزير السلجوقي نظام الملك والخليفة العباسي المسترشد والراشد وملك بيت المقدس كونراد.

لا النصوص الإسماعيلية التي تمت استعادتها حتى الآن، ولا أياً من النصوص الإسلامية غير الإسماعيلية المعاصرة التي كانت معادية للنزاريين تشهد بالاستعمال الفعلي للحشيش من قبل النزاريين.

وحتى المؤرخون الرئيسيون للنزاريين فإنهم لا يشيرون إليهم “بالحشاشين” والمصادر العربية التي تشير إليهم بذلك لا تشرح البتة هذه التسمية من جهة استعمال مادة الحشيش.

أما التفسيرات الأخرى فتقول إن أصل الكلمة يعود الى كلمة أساسان (Assasins): أي القتلة أو الاغتياليون. وهذه لفظة كان يطلقها الفرنسيون الصليبيون على الفدائية الإسماعيلية الذين كانوا يفتكون بملوكهم وقادة جيوشهم، فخافوهم ولقبوهم “الأساسان”.

كان الحشاشون في سوريا قد شاركوا غيرهم من المسلمين في التصدي للتهديد المغولي، وحاولوا كسب ثقة المماليك وخاصة الملك “الظاهر بيبرس” وذلك عبر ارسال الهدايا ولم يبد بيبرس في بداية الامر عداء نحوهم.

غير ان بيبرس لايمكن ان يتوقع منه التسامح ازاء استمرار وجود جيب مستقل في قلب سوريا، ففي عام 1265 أمر بجمع الضرائب والرسوم على الحشاشين ولم يكن باستطاعة الحشاشين الذين اضعفوا في سوريا نتيجة مصير اخوانهم الفارسيين ان يبدوا مقاومة تذكر.

فأصبحوا هم يدفعون الجزية بدلاً من اخذها من امراء الدول المجاورة وسرعان ما أصبح بيبرس هو الذي يعين رؤساء الحشاشين ويخلعهم. وفي عام 1270 استاء بيبرس من موقف رئيس الحشاشين المسن نجم الدين فخلعه وعين بدلاً منه سريم الدين مبارك، وكان الرئيس الجديد يحكم من منصبه كممثل لبيبرس واسثنيت مصيف من سلطته وجعلت تحت السيطرة المباشرة لبيبرس.

ولكن سريم الدين استطاع ان يضم مصيف إلى املاكه فعزله بيبرس وجاء به سجيناً إلى القاهرة حيث مات مسموما هناك. واستولى عام 1271 على قلعتي “العليقة” و”الرصافة” وسقطت قلعة “الخوابي” في العام نفسه لتسقط بقيه القلاع عام 1273 لتنتهي بذلك طائفة الحشاشين ودولتهم التي حلموا بها في بلاد الشام.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular