الثلاثاء, ديسمبر 24, 2024
Homeمقالاتالجمهورية الديمقراطية مطلب الشعب الايراني : منى سالم الجبوري

الجمهورية الديمقراطية مطلب الشعب الايراني : منى سالم الجبوري

إلقاء نظرة على الاجواء غيڕ الاعتيادية السائدة في إيران عموما وفي داخل مؤسسات وأجهزة النظام
الايراني ولاسيما بعد الهجمة الفاشلة الاخيرة التي قام بها ضد إسرائيل وأثبتت خلاف مايدعيه، تعطي
إنطباعا بأن هناك حالة من القلق تکاد أن تطغي على النظام خصوصا وإن الهجمة لم تتمکن من حشد
الشعب کله خلف النظام، والذي يضفي المزيد من التوجس والقلق على هذه الاجواء إنها تتزامن مع
أحداث وتطورات إقليمية ودولية يمکن أن تساهم أيضا بمضاعفة القلق والخوف لدى قادة النظام.
إقصاء جناح روحاني وحالة الخلاف والانقسام السائدة داخل التيار التابع لخامنئي ولاسيما بعد التطوات
المتلاحقة الجارية على صعيد الاوضاع في إيران، يعود اساسا الى إحساس النظام بحالة من الرعب من
التطورات الجديدة على صعيد دخول الشعب الايراني والمقاومة الايرانية الى حلبة الصراع والمواجهة
ضدهبصورة أقوى من السابق بکثير وعدم بقائهما بموقف المنتظر او المترقب السلبي خصوصا بعد أن
بدأت دول المنطقة والعالم تمنح لهذا الجانب أهمية وإعتبار يناسب حجمه وإن إرتفاع نسبة التحرکات
والنشاطات الاحتجاجية في الداخل وتزايد وتصاعد الدور والحضور الاقليمي والدولي للمقاومة الايرانية
قد فرض على المعادلة السياسية الايرانية القائمة تغييرا کبيرا وهو مادفع المنطقة والعالم للأخذ به،
ولاسيما بعد أن لفتت المقاومة الايرانية الانظار إليها بقوة من خلال نشاطاتها المستمرة ضد النظام
ولاسيما من حيث تحشيد الشعب ضده والعمل من أجل إسقاطه
من يراقب الاوضاع الوخيمة في إيران ولاسيما بعد إنتفاضة 16 سبتمبر2022، يجد أن الکيل قد طفح
بالشعب تماما مثلما أن الظروف المختلفة قد باتت مهيأة بشکل او بآخر للمقاومة الايرانية کي تبادر الى
تفعيل برنامجها السياسي العام لإسقاط نظام الملالي وإقامة الجمهورية الديمقراطية التي تکفل کل شروط
ومرتکزات نظام سياسي يوفر الحرية وتعترف بمبادئ حقوق الانسان والمرأة وترفض القمع
والاضطهاد، وهذا التهديد يعتبر بالنسبة للنظام، بالغ الجدية وهو يعلم جيدا بأن المقاومة الايرانية التي
عبرت وتخطت مختلف الحواجز والعقبات المنيعة التي تم وضعها أمامها من قبل النظام الايراني،
بأنها"أي المقاومة الايرانية"، سوف لن تقف مکتوفة الايدي بعد أن توفرت الشروط والظروف الذاتية
والموضوعية للتغيير في إيران وهي ستبادر مع الشعب للعمل من أجل التعجيل بعملية إسقاط النظام في
الوقت واللحظة المناسبة، ولذلك فإن النظام وفي ظل الظروف الحالي بالغ التأزم يعمل بکل مالديه من
جهد وطاقة من أجل الحيلولة دون ذلك ووضع العراقيل مجددا أمام الشعب والمقاومة الايرانية سيما وإن
دورها القيادي للإنتفاضة الاخيرة قد کان تجسيد وتعبير عن قوة الدور والحضور الداخلي، ومثلما إن کل
ماقد فعله هذا النظام من أجل تحجيم المقاومة الايرانية عمومام والمقاومة الايرانية خصوصا، قد ذهب
أدراج الرياح بعد الانتفاضة، فإن ماسيفعله النظام مجددا لن يغير من واقع الامر شيئا ذلك إن مايجري
هو مطلب الشعب الايراني بالتغيير الجذري وإقامة الجمهورية الديمقراطية.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular