منذ 45 عاما، وإيران و شعبها يرزخان تحت نير حکم جائر مشغول بنهب وسرقة المال العام ونشر
الفساد المالي والاداري بکل أنواعه وإستخدام مختلف أنواع الممارسات القمعية ضد أبناء الشعب الى
الحد الذي ضاقت فيه السجون بالمسجونين وتصاعدت حملات الاعدامات حتى بلغت حدودا قياسية
وجعلت هذا النظام قريبا من أن يکون البلد الاول في العالم من حيث إرتکابه للإعدامات، ولئن إنتفض
الشعب الايراني لمرات عديدة، وأعلن موقفه الرافض للنظام، وفي ظل موقف دولي مريب، إستخدم
النظام کل أنواع الطرق والاساليب القمعية لإخماد الانتفاضة والقضاء عليها، فإن الشعب ظل على
رفضه للنظام وإستمر في الاعراب عن رفضه القاطع للنظام وبشکل خاص من خلال نشاطات وحدات
المقاومة وشباب الانتفاضة جنبا الى جنب مع التحرکات الاحتجاجية الشعبية على صورة الاضراب
والاعتصام والتظاهرات وکتابة الشعارات.
النظام الايراني وبسبب من سياساته ونهجه المشبوه المثير للحروب والفتن وتصديره للتطرف الديني
والارهاب وتدخلاته في المنطقة، فقدصار خطرا وتهديدا على السلام والامن والاستقرار بحيث قام بعزل
إيران عن العالم ووقطع تواصل الشعب الايراني بشعوب العالم، وإن وصول الحال بإيران الى هکذا
وضع غريب يتنافى ويتعارض تماما مح الحضارة العريقة لهذا البلد وکونه مصدر إشعاع فکري وفني
وأدبي وثقافي، ولاريب من إن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية"المعارضة الايرانية الرئيسية ضد
النظام" قد أدرك سلبية هذا الوضع ولذلك فإنه بادر الى التحرك على مختلف المستويات والاصعدة من
أجل عکس الصورة الحقيقية المشرقة لإيران وقد کان لنشاطاته السياسية الدؤوبة دور کبير في السعي
بهذا الاتجاه وجعل العالم يعرف حقيقة الدور السلبي للنظام بهذا الصدد.
الشعب الايراني، وبعد أن رأى الدور الکبير للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية، فقد إلتف حوله وتمسك
به من خلال الانتفاضة الجبارة التي قام بها، وهو يضع کل ثقته فيه وکيف لا يفعل ذلك وهو الذي لم يکل
أو يمل طوال الحکم الاسود البغيض لهذا النظام عن النضال من أجل شعبها وجعل العالم على إطلاع
کامل بما يعانيه من أوضاع بائسة في ظل هذا النظام المعادي للإنسانية.
إنتفاضة الشعب الايراني التي إنطلقت في 16 سبتمبر2022، کانت قد جسدت لوحة رائعة جدا لمدى
التلاحم الانسجام بين الشعب وبين هذا المجلس، من أجل إعادة إيران الى موقعها المناسب لکي تؤدي
دورها الحضاري الموکول بها على مر التأريخ، وإن هذه الانتفاضة في الحقيقة قد جسدت سعيا جديا
وعمليا من جانب الشعب الايراني وهذا المجلس في سبيل بناء إيران الغد التي ستصبع منبرا للتواصل
بين الشعوب وصاحبة دور کبير وفعال في المحافظة على السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم،
ومن المهم جدا التأکيد على إن هذا السعي سوف يستمر حتى تحقيق الاهداف المرجوة من ورائه.