تشكيل الإدارة الجديدة في سنجار بانتظار الأحزاب التي لم تتوصل حتى الآن لاتفاق، ما اضطر مجلس محافظة نينوى لتمديد فترة استلام طلبات الترشح لمنصب القائمّقام.
باب الترشح لمنصب قائمّقام سنجار فُتح من مطلع شهر نيسان الماضي وكان من المقرر أن يكون 15 نيسان آخر موعد لاستلام طلبات الترشح، لكن بسبب غياب الاتفاق بين الأحزاب ووجود مرشحَين اثنين فقط للمنصب، جرى تمديد الموعد حتى منتصف شهر أيار الحالي.
عيدان شيفان، عضو مجلس محافظة نينوى عن المكون الايزيدي، قال لـ(كركوك ناو) إن “المجلس يعمل جدياً على حل مشكلة تشكيل إدارة القضاء وقد تم تمديد فترة استلام طلبات الترشح حتى منتصف شهر أيار، ويتزامن ذلك مع استمرار الاجتماعات والمحادثات بين الأطراف للوصول الى اتفاق، وهي قريبة من الاتفاق الى حد ما، لكن لم يعلن شيء رسمي حتى الآن”.
بموجب قانون عمل المحافظات العراقية، بسبب غياب مجالس الأقضية، يكون تحديد وانتخاب المرشحين لمنصب القائممقام ومدير الناحية من صلاحيات مجلس المحافظة، وفي هذا الاطار، شكل مجلس محافظة نينوى لجنة لتشكيل إدارة سنجار.
محمد جاسم، رئيس كتلة الاتحاد الوطني الكوردستاني في مجلس محافظة نينوى قال لـ(كركوك ناو)، “يحق لمجلس المحافظة انتخاب شخص لمنصب قائمّقام سنجار، لذلك فتح باب الترشيح ويوجد حالياً مرشحان للمنصب”.
قلة المرشحين للمنصب مرده الى عدم توصل الأحزاب لاتفاق قبيل التصويت على المرشحين في مجلس المحافظة.
“الكل يعرف لمن سيؤول منصب القائمّقام وفقاً لعدد الأصوات، لكن حتى أن تم تنصيب قائمّقام بالتوافق لا مشكلة لدينا، ما يهمنا هو اختيار شخص يحظى بقبول أهالي سنجار، بغض النظر عن الحزب أو الجهة التي ينتمي لها”، بحسب عضو مجلس المحافظة عن المكون الايزيدي، شيفان عيدان.
منصب قائمّقام سنجار كان سابقاً بيد الأطراف الكوردية التي تملك في الدورة الحالية لمجلس محافظة نينوى ستة مقاعد، من أصل 29 مقعداً، (أربعة للحزب الديمقراطي الكوردستاني واثنان من نصيب الاتحاد الوطني الكوردستاني)، المقاعد الأخرى –باستثناء مقعد الكوتا الثلاثة المخصصة لكل من الايزيديين، الشبك والمسيحيين- موزعة على الكتل العربية السنية والشيعية.
إدريس زوزاني، مسؤول إعلام فرع الديمقراطي الكوردستاني في سنجار، قال لـ(كركوك ناو)، إن “مناصب إدارة سنجار ستحسم بموجب اتفاق سياسي، ولا يمكن إبرام أي اتفاق بدون الحزب الديمقراطي الكوردستاني، الديمقراطي بدأ منذ وقت طويل محادثات على مستوى رفيع مع الجهات السياسية لتشكيل إدارة جديدة في سنجار”.
وشدد زوزاني على أن “قضية سنجار سياسية وستحسم مع الحكومة العراقية”.
ويأتي ذلك في وقت يتم الحديث عن وجود عدة سيناريوهات لتشكيل إدارة سنجار، أحدها منح منصب قائمّقام سنجار لمرشح مقرب من الحشد الشعبي (من المكون الايزيدي) ومنصب مدير ناحية سنوني لمرشح من الاتحاد الوطني الكوردستاني.
وقال محمد جاسم، “كان هناك توجه بمنح منصب القائمّقام لكوتا الايزيديين، ومدير ناحية سنوني للاتحاد الوطني، لكن ليس هناك اتفاق حتى الآن، رغم أن الحصول على منصب رفيع كمنصب مدير ناحية من استحقاقنا”، وأشار رئيس كتلة الاتحاد الوطني الى عدم وجود اتفاق رسمي بهذا الشأن.
توجد في سنجار منذ سبع سنوات إدارتان، إحداها تسير مهامها من دهوك والأخرى داخل القضاء، الى جانب هاتين الإدارتين، يتمتع مجلس الإدارة الذاتية الديمقراطية في سنجار، الذي شكل من قبل أطراف مقربة من حزب العمال الكوردستاني كمشروع لإدارة سنجار، بسلطات في القضاء.
يقول عيدان شيفان إن الايزيديين لم يتفاوضوا مع أي جهة حول منصب القائمّقام، لكنهم يتطلعون للعمل بروح التعاون في سنجار، ويسعون في هذا الإطار الى حل مشاكل سنجار وتشكيل الإدارة الجديدة بأسرع وقت.
قبل انتخابات مجلس المحافظة وتحديداً في عام 2020 أبرم اتفاق سنجار بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم لإعادة تنظيم الملف الإداري، الأمني والخدمي، ورغم إدراج الاتفاق ضمن لمنهاج الوزاري للحكومة العراقية برئاسة محمد شياع السوداني، إلا أن بنوده لم تُنفذ حتى الآن.
قضاء سنجار (120 كم غرب الموصل) من المناطق المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة اقليم كوردستان ضمن محافظة نينوى، بموجب الدستور العراقي، يقدر عدد سكان القضاء بأكثر من 334 ألف شخص، يعيش أكثر من 91 ألف منهم في مركز القضاء غالبيتهم ايزيديون. سيطر مسلحو تنظيم داعش على سنجار في 3 آب 2014 وتم استعادتها في 13 تشرين الثاني 2015.
عمار عزيز,نينوى