بعد کل تلك الضجة الصاخبة والتصريحات النارية لقادة النظام الايراني على أثر زعمهم بالقضاء على
إنتفاضة 16 سبتمبر2022، التي إستمرت لأکثر من 6 أشهر، وبعد کل تلك الاجراءات الامنية
ومضاعفة الممارسات القمعية، فإن النشاطات المعارضة للنظام إستمرت وتستمر بصورة تصاعدية الى
الحد الذي بات يربك النظام ويحرجه کثيرا أمام العالم.
إستمرار النشاطات المعارضة للنظام من قبيل التحرکات الاحتجاجية الشعبية في سائر أرجاء إيران
وکذلك نشاطات الشبکات الداخلية لمنظمة مجاهدي خلق المتمثلة في وحدات المقاومة وشباب الانتفاضة
والتي باتت تشمل سائر أرجاء إيران، هو في حد ذاته يثبت کذب مزاعم النظام بأنه قد قضى على
الانتفاضة الشعبية وأنهاها والدليل على ذلك إستمرار النشاطات المضادة على قدم وساق وحتى إنها في
العديد من الاحيان تأتي کرد فعل إنتقامي من جرائم قام النظام بإرتکابها.
من يتصور بأن النظام الايراني يقف موقفا لاأباليا من النشاطات المعارضة ضده، فإن تصوره هذا غير
واقعي بالمرة، إذ أن النظام ومن أجل مواجهة هذه النشاطات ولاسيما نشاطات وحدات المقاومة وشباب
الانتفاضة، فإنه قام ويقوم بأقصى مافي إمکانه ولکن المشکلة التي يواجهها ولايتمکن من تذليلها هي إنه
يقف أمام طرق واساليب نوعية غير مسبوقة للشبکات الداخلية لمنظمة مجاهدي خلق والتي لايعرف
کيف وأين ومتى ستحدث ناهيك عن إن دائرة الرفض والکراهية الشعبية للنظام في تزايد مستمر الى
جانب إن الاجيال الايرانية الشابة تزداد إقبالا وإنضماما للشبکات الداخلية لمجاهدي خلق.
المثير للسخرية والتهکم، إن النظام الايراني قد سبق وإن أعلن لمرات عديدة عن قضائه على منظمة
مجاهدي خلق ومن إنها أصبحت شيئا من الماضي، ولکن في کل مرة تعود مجاهدي خلق بصورة
وبشکل أقوى من السابق، والسر الکبير في کراهية النظام الايراني لمجاهدي خلق وسعيه المفرط من
أجل القضاء عليها يعود لأنها تمثل داينمو وبوصلة المواجهة والصراع ضد النظام، ولأنها تحظى
بمصداقية شعبية کاملة من حيث مبدأيتها وموقفها الحازم من النظام، فإن النظام وعلى الرغم من حملاته
المکثفة لم يتمکن أبدا من التأثير السلبي على شعبية المنظمة بين الأوساط المختلفة للشعب الايراني.
تعويل النظام على أسباب ومرتکزات سطحية من أجل تغيير الواقع القائم على الارض والتأثير عليه بما
يقود الى تغييره لصالحه، کان وسيبقى أضغاث أحلام کتلك التي تراود النظام الدکتاتورية بالاستمرار
والبقاء وإمکانية تذليل کافة العقبات وإفشال کافة الثورات!