تقدمت نحو 20 منظمة ومجموعة دفاع عن حقوق انسان ايزيدية بطلب الى الحكومة السويسرية لتحذو حذو بلدان أوروبية وغربية أخرى وتقر باعترافها بالأفعال الاجرامية التي ارتكبها تنظيم داعش بحقهم على انها جريمة إبادة جماعية ، مؤكدين بطلبهم ان المجتمع الايزيدي يستحق دعما وتعهدا دوليين لإنصافهم وتحقيق العدالة لهم من مجرمي داعش لمنع تكرار جرائم مستقبلية.
وكانت المؤسسة الايزيدية الحرة The Free Yezidi Foundation قد رفعت رسالة مفتوحة باسم 20 منظمة ومجموعة حقوق انسان ايزيدية الى الحكومة السويسرية وأعضاء البرلمان السويسري لمراجعة ودراسة ما تعرض له الايزيديون من جرائم إبادة جماعية لتتكون لهم صورة لما حدث والاقرار بهذه الجرية رسميا.
وجاء في الرسالة التي بعثها أصحاب هذه الحملة في التماسهم للحكومة السويسرية ” في آب عام 2014 شن تنظيم داعش الإرهابي حملة ابادته الجماعية ضد المجتمع الايزيدي في سنجار شمالي العراق. هجمات داعش التي اشتملت على قتل واستعباد واعمال وحشية واختطاف واعدامات قد تم الإقرار بها رسميا من قبل الأمم المتحدة وحكومات عديدة ومجالس تشريعية حول العالم على انها جرائم إبادة جماعية”.
وكان تنظيم داعش قد شن في عام 2014 هجوما دمويا على منطقة سنجار حيث يقطن الايزيديون مسببا هروب مئات الالوف منهم الى جبل سنجار وترك منازلهم وقراهم، حيث قتل الالاف منهم واختطفت نساؤهم للاستعباد الجنسي وتعرضهن للاغتصاب والزواج القسري وزج أطفالهم في صفوف المسلحين واجبارهم على حمل السلاح.
وأوضح المنظمون في رسالتهم أيضا بما يلي “المجتمع الايزيدي ما يزال يعاني من جروح عميقة وصدمات وامراض نفسية جراء انتهاكات فضيعة لحقوق الانسان تعرض لها وذلك منذ آب 2014 والى الان، وتسببت تلك الاحداث بموجات نزوح جماعية، وما يزال مصير آلاف من المفقودين المدنيين غير محسوم منذ ما يقارب من عقد من السنين”.
ويدفع الناشطون والمنظمات الايزيدية المنظمات الدولية والحكومات الى الاعتراف بجريمة الإبادة الجماعية التي تعرض لها الشعب الايزيدي. في العام 2021 اقرت الحكومة العراقية رسميا بجريمة الإبادة الجماعية التي ارتكبها داعش بحق الايزيديين، والذي مهد لاصدار قانون الناجيات الايزيديات في آذار عام 2021 والذي يفوض الحكومة العراقية بمساعدة وتعويض الناجين وحل مشاكلهم.
في العام 2021 اقر فريق يونيتاد المشكل من قبل الأمم المتحدة للتحقيق بجرائم داعش ومساءلة المتورطين بها بحقيقة جريمة الإبادة الجماعية التي تعرض لها الايزيديون على يد داعش. وان كل من البرلمان الكندي والفرنسي والاسترالي وكذلك الخارجية الأميركية والكونغرس والمجلس والبرلمان الأوروبي قد صوتوا على قرارات بإقرار وقوع جريمة إبادة جماعية ضد الشعب الايزيدي على يد داعش. وتبعهم بعد فترة في العام 2023 كل من البرلمان البريطاني والألماني وحذوا حذوهم بتمرير قرارات يقرون بها بوقوع جريمة الابادة الجماعي بحق الايزيديين على يد داعش”.
الرسالة التي بعثتها المؤسسة الايزيدية الحرة تحث أعضاء البرلمان السويسري ان يدرسوا هذه القضية بعناية. وجاء فيها “الإقرار بالجريمة وتذكر معاناة الايزيديين يعد قطبا حيويا في هذا المسعى المستمر. من أولويات الدول والحكومات التي يحكمها القانون حول العالم ان تقر رسميا بالأعمال الوحشية والجرائم التي تعرض لها شعبنا وذلك عبر تشريعات برلمانية او مراسيم جمهورية. وبينما نحن نقترب من الذكرى السنوية العاشرة للأيام السود لشهر آب عام 2014 التي مررنا بها ، فنحن نحث وندعو الحكومة السويسرية بشكل عاجل وكذلك أعضاء البرلمان السويسري على اصدار قرار رسمي يقر بجريمة الإبادة الجماعية التي تعرض لها الايزيديون”.
واضافة المنظمة الايزيدية بقولها ان “هذا الإقرار لا يمجد فقط ذكرى ضحايا هذه المجزرة بل يؤكد أيضا على تعهد المجتمع الدولي بتحقيق العدالة للمجتمع الايزيدي ويمنع وقوع جرائم مستقبلية”.
وبينت المنظمات الايزيدية في الرسالة التي رفعوها انه حال التوصل الى إقرار بهذه الجريمة فانه سيكون بالإمكان مناقشة الاحتياجات القائمة للناجين من الايزيديين.
وذكروا في رسالتهم “نناشد أعضاء البرلمان والحكومة السويسرية على ان يدرسوا هذه القضية بعناية واتخاذ جميع الإجراءات المطلوبة لضمان إقرار رسمي بجريمة الإبادة التي ارتكبت في 3 آب 2014 . نحن جاهزون لتجهيزكم بكل الأدلة والافادات. ونأمل أيضا انه في حال مصادقتكم على قانون إقرار الجريمة التي ارتكبها داعش سنكون جاهزين للدخول في نقاشات معكم حول الاحتياجات التي ما يزال يطلبها مجتمعنا في العراق”.
وكانت محكمة المانية قد أصدرت اول حكم لها ضد متهمين من داعش بارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق ايزيديين وذلك في العام 2021 بإصدار حكم بالسجن مدى الحياة على مسلح داعشي يقيم في المانيا لتسببه بموت طفلة ايزيدية وكذلك الحكم بالسجن 10 سنوات على زوجته المانية الجنسية لمساعدته في جريمته. وفي حزيران 2023 قضت محكمة المانية أيضا بسجن داعشية المانية الجنسية لجريمة استعباد امرأة ايزيدية والمساعدة والتحريض على جرائم حرب وابادة بحق الايزيديين.
• عن موقع ميديا نيوز الاخباري
ترجمة / حامد أحمد
