من أفكار دوستويفسكي:
“العمل عبودية وليس عبادة، والوظيفة قتل للنفس لا بد منها.”
في قصته القصيرة المعنونة باسم “العذبة”، يحدثنا دوستويفسكي عن فتاة نشرت في الصحيفة هذا الإعلان:
“فتاة تبحث عن عمل ولا تطلب راتباً، تكتفي بطعامها أجراً.”
ولأن دوستويفسكي نبه القارئ أنه يروي قصة “خيالية” فلم يخطر على كثير من الناس أن الأمور ستسوء لتصل بالبعض أن يبحث عن عمل يوفر له اللقمة فقط!
عمل لا يستطيع الإنسان أن يحقق من خلاله لا حياة كريمة ولا أن يفتح بيتاً أو أن يحقق حلماً.
وليت الأمر يقتصر على سخافة الأجور المضحكة التي تُعطى للعامل، وإنما عن الاستعباد الذي يلاقيه العمال في العمل.
فالمرء في العمل صار يعمل مع رؤساء عمل يتلذذون في إذلال من يعملون تحت إمرتهم.
هذه النظرة السلبية التي يقدمها دوستويفسكي للعمل ما كان له أن يصل إليها لو كانت الأوضاع في روسيا وقتذاك ليست بتلك المأساوية. ولو كانت ظروف العمل صحية لوجد الكاتب ألف رأي ورأي ينتقده، ولما شاعت أعماله وذاع صيتها.
تُرى، هل كان دوستويفسكي ساخراً عندما وصف قصته بالخيالية، وأنه أراد أن يقول إن هذا هو مستقبل البشرية القادم؟
منقول
الصوره لاتخدم النص بل بما نحن مقبلين عليه
حفظ الله البلاد وأصلح العباد.