المادة الأكثر شيوعًا على الأرض، ويغطي أكثر من 70% من سطح الأرض. يملأ الماء المحيطات، والأنهار، والبحيرات، ويوجد في باطن الأرض، وفي الهواء الذي نتنفسه، وفي كل مكان. ولاحياة بدون ماء، كل الكائنات الحية (نبات، حيوان، إنسان) لابد لها من الماء كي تعيش. وفي الحقيقة فإن كل الكائنات الحية تتكون غالبًا من الماء، كما أن ثلثي جسم الإنسان مكون من الماء، وثلاثة أرباع جسم الدجاجة من الماء. كما أن أربعة أخماس ثمرة الأناناس من الماء.
لماذا لا ينصح بتكرار غلي الماء؟
يقضي غلي الماء على الكائنات الدقيقة فيه، ما يزيد من صلاحيته للشرب والاستخدام البشري، ولكنه من جانب آخر يسبب تغيرات في تركيبه، ما يجعله غير صالح حتى لتحضير الشاي.
ويؤكد الأكاديمي، يوري رحمانين، مدير معهد “سيسين” للبيئة البشرية ونظافة الوسط المحيط، أن غليان الماء يفقده مواد طيارة كثيرة بما فيها الأكسجين. لهذا السبب، لا ينصح بغليه ثانية لتحضير الشاي، بل يجب غلي كمية جديدة منه، تحتوي على المعادن والأكسجين، أي أن جزءا منها سيبقى في الماء بعد الغليان. أما الماء الذي يغلي مرة ثانية فلن يبقى فيه أي “شيء حي”.
من جانبه، يؤكد العالم الأمريكي، بريند ديفي، من جامعة فرجينيا التقنية، على أن غلي الماء ضروري، لأنه يقضي على الكائنات الدقيقة المرضية. ولكن غليه ثانية ليس مضرا، إذا كان نقيا جدا. ولكن كقاعدة، فإن الماء الذي يستخدمه الملايين في العالم يحتوي على الشوائب.
ويقول ديفي: “غلي الماء ثانية يغير بنيته، فنتيجة لعملية التبخر السريعة بسبب الغليان، يرتفع تركيز الأملاح والمواد المعدنية وغيرها فيه، وهذا بطبيعة الحال ضار بالصحة”.
وتؤكد هذا الأمر النتائج التي حصل عليها علماء جامعة هارفرد من تحليل نتائج 27 دراسة علمية، حيث استنتجوا أن غلي الماء ثانية يزيد من تركيز الفلوريد والزرنيخ والنترات. علاوة على ذلك، فإن مياه الصنبور الذي يستخدمه الناس تحتوي على الكلور. لذلك يشير عدد من الخبراء إلى أن غلي الماء عدة مرات قد يسبب تفاعل الكلور مع مكونات المواد الأخرى الموجودة في الماء وتكوين مركبات خطرة على الصحة.