في الفترة المحصورة بين 4 الى 7 يناير/کانون الثاني1979، تم عقد مٶتمر غوادلوب بحضور قادة أربعة بلدان غربية هي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا الغربية، وبعد أقل من شهر على عقد هذا المٶتمر أي في 11 فبراير/شباط1979، سقط نظام الشاه، وقد تم الربط بين هذا المٶتمر وسقوط الشاه إذ قيل بأن قرار الاطاحة بالشاه قد تم إتخاذه في ذلك المٶتمر.
خلال يومي 13 و14 فبراير/شباط القادم، سيتم عقد مٶتمر وارسو الذي سيکون الهدف من وراء عقده وفقا لما قاله وزير الخارجية الامريکي؛ تعزيز الاستقرار والحرية في الشرق الأوسط، مع التركيز على مواجهة النفوذ الإيراني الإقليمي. لکن القلق العميق الذي ترکه نبأ عقد هذه القمة في نفوس القادة والمسٶولين الايرانيين، تعطي إنطباعا بأنهم لايرون في هذا المٶتمر کأي المٶتمرات الاخرى التي تم عقدها بخصوص إيران ولاسيما توقيت المٶتمر، أي في أوائل العام 2019 وبفاصل قصير نسبيا يکاد أن يکون ذلك الذي کان بين قمة غوادلوب وسقط الشاه!
مالذي يدفع بالقادة الايرانيين ولاسيما رجال الدين الذين يمسکون بزمام الامور فعليا في طهران، الى القلق والخوف من هذا المٶتمر؟ هناك الکثير من الاسباب والعوامل التي تدعو رجال الدين الى الحذر الشديد من هذا المٶتمر، خصوصا وإن الاوضاع الداخلية أشبه ماتکون ببرميل بارود قابل للإنفجار في أية لحظة، أما على صعيد المنطقة فهناك نوع من التململ والنفور من الدور واالنفوذ الايراني في المنطقة، فالنظام السوري ينتظر بفارغ الصبر إخراج الايرانيين من سوريا بعد أن إستفاد منهم في الاوقات المناسبة وصار وجودهم يشکل عبئا ثقيلا على النظام، وحتى في العراق فإن العديد من القوى والساسة الشيعة على وجه التحديد صاروا يفضلون إنحسارا للدور والنفوذ الايراني الذي يجعل منهم في الکثير من الاحيان مجرد قطع شطرنج يتم تحريکها بإيعاز من طهران. أما روسيا الحليف الاکبر لطهران، فإنها وبعد أن رسخت نفوذها ودورها في سوريا، ترى في الحضور الايراني في سوريا عبئا لم يعد هناك مايبرره.
من داخل الاوساط السياسية الحاکمة في طهران، هناك الکثير من التصريحات التي تٶکد على إن الاوضاع خلال المرحلة الراهنة في إيران، غير مسبوقة من حيث وخامتها، ولعل من أبرز سمات هذه المرحلة تعاظم الرفض الشعبي للنظام والذي وصل الى الحد الذي يهتف فيه الايرانيون الغاضبون علنا:”عدونا هنا أمامنا وليس في أميرکا”، وهو مايٶکد مدى سخط وغضب الشعب على النظام وعدم إستع