ليس من أي معنى قانوني أو أخلاقي أو إعتباري لقيام الأمم المتحدة بإقامة مراسم تأبين لإبراهيم رئيسي،
أحد منفذي مذبحة السجناء السياسيين عام 1988، إذ بموجب الانباء ستقام مراسم تأبين في 30 مايو في
قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة بدعوة من رئيسها دينيس فرانسيس. ويعد رئيسي مسؤولا عن مجزرة
راح ضحيتها 30 ألف سجين بريء، معظمهم من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
المثير للسخرية الاشمئزاز إنه قد جاء في رسالة الدعوة التي أرسلها دينيس فرانسيس إلى الجمهور، من
بين أمور أخرى: "وبموجب القرار المعتمد رقم 503/78 تحت عنوان "تنظيم القمة الثامنة والسبعين"،
يتم تشجيع الدول الأعضاء على الإدلاء ببياناتها في إطار المجموعات الإقليمية. وبطبيعة الحال يعتبر
هذا القرار المشين دعما صريحا للنظام الإيراني المعادي للإنسانية، ويظهر تجاهلا تاما لقيم حقوق
الإنسان وقوانينها، بما في ذلك الميثاق العالمي لحقوق الإنسان.
وکان من الطبيعي بل وحتى من المنتظر والمتوقع أن يثير قرار رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة
سخطا واسعا، خاصة لدى عائلات ضحايا مذبحة 1988. كما أثار ضجة إعلامية كبيرة، وساهم بطريقة
وأخرى بإسعاد النظام الدکتاتوري الدموي في طهران في وقت کان يجب القيام بالعکس من ذلك أو على
الاقل تجاهل مصرع هکذا رجل سفاح صاحب تأريخ دموي وسجل حافل بأنواع الجرائم، ومن هنا يمکن
إعتبار قرار إقامة مراسم تأبين لإبراهيم رئيسي ازدراءا صريحا لحقوق الإنسان وقيمها، ووصمة عار
على جبين الأمم المتحدة.
إلقاء نظرة ملية على السجل الاجرامي لإبراهيم رئيسي الذي لقبه الشعب الايراني بأوصاف من
قبيل"السفاح"و"الجزار"، يبين کيف إنه يعتبر واحدا من أکثر قادة النظام الايراني تعطشا لإرتکاب
الجرائم، ومن جرائمه الرئيسية التي قام بإرتکابها مايلي:
ـ مجزرة السجناء السياسيين: لعب رئيسي دورا محوريا في مجازر عام 1988، حيث كان نائب المدعي
العام في "لجنة الموت" المسؤولة عن إعدام آلاف السجناء السياسيين في محاکم صورية غير قانونية
جملة وتفصيلا.
ـ في فترة قصيرة، تم إعدام 30 ألف سجين سياسي في السجون في جميع أنحاء إيران ودفنوا في مقابر
جماعية، ولم يتم إبلاغ عائلاتهم مطلقا بمكان دفنهم. وقد تم تدمير العديد من هذه المقابر الجماعية بطرق
مختلفة من قبل قضاء النظام، ولطالما تمتع رئيسي بمناصب عليا، تحت ذرائع مختلفة، من أجل إزالة
آثار مجزرة 1988. تم تنفيذ مذبحة عام 1988 بموجب مرسوم الخميني المكتوب بخط اليد والمتكون
من عدة أسطر.
ـ قمع انتفاضات 2019 و 2022: لعب دورا رئيسيا في قمع الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في
عامي 2019 و 2022، مما أسفر عن مقتل العديد من المتظاهرين.
ـ اتهم بإصدار أوامر باعتقال وتعذيب الناشطين والصحفيين.
ـ استمرار انتهاكات حقوق الإنسان: شهدت فترة حكمه ارتفاعا ملحوظا في عمليات الإعدام، حيث تم
إعدام أكثر من 223 شخصا خلال العام الجاري، 50 منهم في شهر مايو فقط.
ـ مارس سياسة التضييق على حرية التعبير والتجمع السلمي.
ومن هنا فإن عقد مراسم التأبين لرجل صاحب هکذا سجل إجرامي يمکن إعتباره بمثابة تکريم تكريم
لمجرمي التاريخ مثل هتلر وموسوليني وستالين وأيخمان وغيرهم في التاريخ المعاصر وغيرهم من
مجرمي التاريخ، وهذا الاجرايتناقض وبشکل صارخ مع ميثاق الأمم المتحدة، وهو حماية حقوق الناس
في جميع أنحاء العالم.