الإثنين, ديسمبر 23, 2024
Homeمقالاتدراسة لكتاب  ثلاثة عقود في النضال النقابي لفيصل الفؤادي : عبدالجبار نوري

دراسة لكتاب  ثلاثة عقود في النضال النقابي لفيصل الفؤادي : عبدالجبار نوري

المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية
محاورالبحث : الطبقة العاملة العراقية- النقابات العمالية العراقية – الحزب والجبهة والقومية التقدمية – محطات للكفاح المسلح
توطئة : إلى العمال النقابيين الذين ناضلوا من اجل وحدة الطبقة العاملة وحقوقها وحريتها النقابية كان لتأريخ الحزب الشيوعي
العراقي التسعيني ملفاً نضاليا مريرا يشهد لهُ التأريخ في فضاءات الأعلام والتضحية السخية في سبيل وجود أتحاد نقابات العمال
ودورهُ المشيمي البارز والمؤثر والفعال في مسيرة الطبقة العاملة العراقية ومرافقتها المصيرية الديناميكية الفعالة والحية ، يستعرض
مؤلف كتاب ( ثلاثة عقود من النصال النقابي ) الشيوعي المخضرم والأنصاري النقابي " فيصل الفؤادي" تأريخ الحركة العمالية
ودور الحزب الشيوعي العراقي في بث الوعي الطبقي ومآلات حركة حتمية التأريخ .
وللحقيقة لقد سجلتُ أعجابي بهذا الرجل الأسطورة قبل أكثر من عقد في بحث نقدي تأريخي لكتابه الأول ( من تأريخ الكفاح الأنصاري المسلح ) : إن الكاتب ا لمؤرخ فيصل الفؤادي
أرشيف وثائقي يجمع بين كونهِ مؤلف وكاتب سيناريو ومخرج في آنٍ واحد ، فهو الكاتب والمؤرخ الفكري والعقائدى للمسيرة النضالية الشاقة للحزب الشيوعي العراقي ، و( مُنظرْ
)المسيرة الأنصارية (وبيلوغرافية) النقابات العمالية العراقية ، أي جبل أنت أبا رضية !؟ وأنت تغوص عمقاً عبرجهنم سنوات الجمر ومخاطر الشبكة العنكنوتية وسيمياء متاهاتها
المرعبة والمخيفة للنظام القمعي السابق .
وبقدراته الكتابية الفذة أنجزكتابهُ الجديد " ثلاثة عقود في النضال النقابي " بمدونة وثائقية وتراتيبية هيكلية واقعية ، وخلال سرديته النصية الشيَقة لآقيا أضواءهُ الكاشفة على زمكنة
الفترة النضالية للألوية ( محافظات ) وحغرافية البلاد وخصوصاً الفترة العصيبة ما بين 1960 – 1991 بحديثٍ سلس واضح المعالم مزود بالثقة والكبرياء عبر سردٍ واقعي
للأحداث حلوها ومرها للأدلاء أمام محكمة التأريخ ليسجل مآلات الصراع الطبقي بملفات خطيرة تتعلق بتوصيات الحزب بتواصلها المشيمي مع النقابات العمالية العراقية ، فمهمة
بطل الحكاية التراجيدية المأساوية ( للفؤادي) ليست سهلة ولكنها ليست مستحيلة أمام هذا الكاتب المحترف والمهني حاملا في قلبه الكبيرهموم كادحي الشعب ومنغصات شتات المنفى
وضميرهُ الحي أقسم بالولاء (للوطن والحزب والنقابات) ولم يساوم عليهما أطلاقاً ، وهو رجل المهمات الصعبة وذو حسٍ أستخباري نادروغير مسبوق وهو ملغوم بحشدٍ هائل وكبير
من الأحداث المؤلمة والمفرحة ، وجعبتهُ العسكرية تخفي اسرار الحزب والوطن ومصير كادحي الفكر واليد ومقالات وحكايات أبطال شيوعيون جيفاريون وسير ذاتية ومذكرات
شخصية ومواقف محرجة بعضها قاتلة عرضها في كتابه الجديد ( ثلاثة عقود من النضال النقابي) بأسلوب أدبي شيق وجذاب ، ومفعم بروح التحدي وهو يتمتم أحيانا بكبرياء
جيفاري: إننا لم نبغي الأنتصار بل غايتنا أستعراض عسكري لكسر هيبة وغطرسة والكبرياء الفارغ للنظام (من رسالة جيفارا وهو في غواتيمالا) ، وقد قرأت الفصل الأول من
الكتاب أشعر بأنني أمام طود شامخ لا يجارى يتمتع بذكاء حاد وثقة هائلة بالنفس وسريع البديهية وهو فخور بوطنه وبحزبه وطبقته العاملة ، أكتشفت في الكاتب والمؤرخ الطبقي
والنقابي الشجاع فيصل الفؤادي أبتكارين رائعين في عالم الكتابة :
هما أختزال النصية السردية بحصر المؤلف بوقت محدد على سبيل المثال : دراسة منهجية ل233 صفحة بوقت محدد "1960 -1990" بحيثيات كاملة ، والملفت للنظر أن تكون
أغلب أنجازاته القيمية المعرفية الثورية بين 1968-1990 وهي فترة جمهورية الخوف كما سماها منظر البعث وعرابهِ حسن العلوي ( كتاب جمهورية الخوف – حسن العلوي ) ،
وعند قراءتك لفكرالفؤادي وأنجازاته القيمية المعرفية تجد نفسك أمام بصمة عسشق صوفي للوطن والحزب والنقابات العمالية ، وحركة الأنصار خط أحمر عند "الفؤادي"
يرفض وبشدة المساومة فيها لكونه صاحب آيديولوجية أنسانية خريج دفعات سنوات الجمر من (مدرسة فهد وسلام عادل ) فهو( يهدف) من خلال فلسفة أيحاءاته وبالأخص كتابه ثلاثة
عقود من النضال النقابي (تحرير الأنسان ) الذي يستحق لقب أثمن رأس مال حين توهب له الحياة مرة واحدة فيجب أن يعيشها بدون ندم بمعاناة لسع الجلد الذاتي ، والفؤادي
يردد دوما : إن حياتي وكل قواي هدية لآروع حدث لعالم النضال في سبيل (تحريرالأ نسان) طالما شارك الطبقة العاملة نضالها في تحقيق شعارها الخالد (وطن
حروشعب سعيد} إنها رسالة ( بافل ) بطل رواية وسقينا الفولاذ " تعلم أن تعيش حتى وإن أصبحتْ حياتك لاتطاق "

تحية أعجابٍ لك وصمودك وصبرك ومطاولتك العنيدة وتحدياتك الأسطورية بقبولك منازلة العدو الغاشم وأنت تعلم غياب التكافؤفي العدة والعتاد وفزت بمسك بيرق النصروحسن
الخاتمة ، وأضفت منجزاتك السبعة الثرة والثرية إلى سفر المكتبة الخالدة لفقيد الحزب الشهيد الرفيق سلام عادل والتي هي :
1-مذكرات نصير 2004، 2018 ، 2012
2- الحزب الشيوعي والكفاح المسلح 2010
3- من نأريخ الكفاح المسلح الأنصاري 1978 – 1989
4- حياة مفعمة بالحب والأمل ( التجربة الأنصارية ) 2016
5- دور تأثير الأجهزة الأمنية والمخابراتية على حركة الأنصار الشيوعية
6- مسارات الطبقة العاملة وحركتها النقابية
7- ثلاثة عقود من النضال النقابي
الموضوع : أسم الكتاب ثلاثة عقود من النضال النقابي ، المؤلف فيصل الفؤادي ، دار النشر بغداد دار الرواد المزدهرة ، سنة النشر 2022 ، عدد الصفحات
240
الكتاب ملخص دراسة(بيلوغرافية) لسيرة وحياة المناضل الشيوعي الأنصاري والنقابي " فيصل الفؤادي " ومنجزاته الوطنية ومؤلفاته القيمية المعرفية ، بتراتيبية
منهجية .
الطبقة العاملة العراقية :
الطبقة العاملة في العراق تعاني منذُ عقودٍ من الزمن تحديات سياسية وأجتماعية وأقتصادية تهزُ الوطن تحت ظل وكلاء الرأسمالية العالمية التي تبحث دوماً على
مصادر الطاقة ، والملفت بعد 2003 تشهد مكونات العراق صراعاً طبقياً بل ظهر بشكل أصطدامات طائفية وأثنية ومناطقية كادت في 2006 و 2014 أن
تتحول إلى حربٍ أهلية شبيهة بالحرب اللبنانية (1975 – 1990في سبعينات وثمانينيات القرن الماضي والتي دامت لخمسة عشر عاما طحنت الأخضر
واليابس وثُمَ الأخضرلولا معجزة الأرادة الأنسانية اللبنانية أن تُخمدْ نيرانها في الرياض سنة—-1990 .
وهنا فُرضتْ على الطبقة العاملة مسؤولية مراقبة صمام الأمان والمحافظة على النسيج الأجتماعي ، وفي عام 1924 شعرت الطبقة العاملة في عموم العراق
بحاجتهم إلى التنظيم فقدم محمد صالح القزاز ومحي الدين محمد وقاسم عباس طلباً لأنشاء نادٍ للعمال وقد رفض الأنكليزالطلب ، وكان رد فعل عمال العراق
بأضراب السكك عام 1927( صفحة 16 من كتاب ثلاثة عقود من النضال النقابي- لفيصل الفؤادي ) ولكن الآلة الرأسمالية – بأنشطة وكلائها وعملائها حصدت
العشرات من الشغيلة والعمال الكسبة بأعتبارهم وقوداً لحروبهم العبثية الظالمة ، بيد أن وعيهم الطبقي ووحدتهم في خمسينات القرن الماضي بدت تتنامى وتنتشر
في الألوية الكبرى بغداد والموصل والبصرة وهم مؤدلجون مسبقاً من مدرسة الحزب الشيوعي الماركسية ، من أجل ذلك رسمت الكوادر
العمالية (خارطة طريق نضالية ) وبمتطلبات متعددة حسب ما تفرضهُ حاجات ألويتهم ( محافظاتهم ) وظروفهم الجيوسياسية على سبيل المثال :

-الأضراب والأعتصام كقوة ضغط على أصحاب القرار السياسي لتحقيق التغيير.
– التحزب السياسي في التمترس بأحزاب سياسية من اليسار التقدمي والذين هضموا الأشتراكية نظريا وعمليا.
– وقد أتسمت سياسة الحزب الشيوعي العراقي بالمعاداة الصريحة للوجود الأستعماري وللمعاهدة العراقية- البريطانية وبقيادة كوادر عمالية مؤدلجة من
الشيوعيين الأوائل في لواء البصرة ، ( ص18 – الفصل الثاني نفس المصدر السابق ) .
– تميزت مساهمة تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي في أقامة اللجان السرية وتنشيط الحركة النقابية وتطوير العمل الدائم في وحدة الطبقة العاملة العراقية (
ص27 نفس المصدر السابق ) ، وكان للحزب (مأثرة ) عظيمة في تأسيس أول مجلس مركزي للمؤتمر التأسيسي لأتحاد العام لنقابات العمال في الجمهورية
العراقية في 11 تموز 1959وأنتخب النقابي الشهيد طالب عبدالجبار رئيسا للمؤتمر ، ثم أنتخب أعضاء المؤتمر (صادق جعفر الفلاحي) رئيسا لأتحاد نقابات
العمال ( ص33نفس المصدر السابق) .
– في أول أعلان فكري هوياتي بكشف موقف النقابات من التغيير المفصلي والأ نساني على النسيج العراقي من ثورة 14تموز1958{ بأنها ثورة وطنية
ديمقراطية وتقف سداً منيعا للدفاع عن وجودها ومنجزاتها الوطنية وزعيمها الخالد عبدالكريم قاسم في موقف النقابات من ثورة 14 تموز 1958( صفحة 31
نفس المصدرالسابق )
-أتحاد الأحزاب العمالية واليسارية ضرورة ( ملحة ) في رسم رؤية واضحة لما تعيشهُ الجماهير العراقية المسحوقة في ظل التبعية الرأسمالية
والشبه أقطاعية .
– تفعيل نشاطات العمال النقابيين .
– النضال في دعم نشاطات ومكانة المرأة العاملة في المجتمع .
– تحصن الطبقة العاملة العراقية بالنظرية العلمية الأشتراكية لحمايتها من السقوط صيداً سهلا في الشبكة العنكبوتية للرأسمالية الطفيلية الجشعة .
– وللأسف المؤلم لا يبدو هناك ضوءَ في نهاية النفق المظلم وأ مل قريب في النفق السياسي والأجتماعي والطبقة العاملة العراقية تعاني شظف
العيش والبطالة والأمية والجهل والمرض ، والأخطر مصادرة حقوقها النقابية وعدم الأعتراف بها كطبقة معترف بهل أممياً ."
– ويضيف النقابي الشيوعي فيصل الفؤادي " في كتابه ( ثلاثة عقود من النضال النقابي ص22 ) بالرغم ظروف الأ رهاب والبطش والأعتقال
وغياب الحريات الديمقراطية والنقابية كان لهم حضورا ونشاطا سياسيا وأعلاميا بارزا .
موقف الحزب ودعمه للطبقة العاملة العراقية ونقاباتها الديمقراطية التقدمية
لقد تطورت وأتسعت الحركة النقابية بعد ثورة تموز 1958 بشكل لم يعد لهُ مثيل في بلادنا وبمبادرة من الحزب المهيمن الوحيد على جميع مفاصل النقابات
العمالية ومنظماتها المعنية الديمقراطية في العراق وذلك :

-للجذور العميقة للتقاليد النضالية والتنظيمية التي زرعها الحزب في كوادرها التنظيمية والتقدمية .
– الأسلوب السليم في العمل الجماهيري ببصمة الحزب .
– تضحيات الحزب السخية والجسيمة في سبيل مصالح العمال ونقاباتها . ( آرا خاجادور- كتاب تجارب شخصية من العمل النقابي ص45 ) .
– أعتمد الحزب مبدء التوعية لحقوق العمال ومصالحهم والدفاع عنها . ( ص- 29 نفس المصدر السابق ) ثُم أنتقال الحزب الشيوعي إلى المعارضة سنة
1979بعد أفشال التحالف من قبل البعث (صفحة 162 نفس المصدر السابق ) ، وكان السبب كما أشيع في أدبيات وأعلام حزب البعث فوبيا سماعها بالحركة
الأنقلابية في أفغانستان وأستلام الحزب الشيوعي الأفغاني السلطة سنة 1976 بمساعدة السوفييت بتجاوز الجبهة الأتحادية والتي دامت لثلاث سنوات وأجهضت
من قبل المخابرات الأمريكية لاحقاً ، حيث قام البعث الحاكم بحملة هستيربة دموية ضد الشيوعيين وأصدقائهم .
نموذج واقعي حي لأنتفاضات العمال العراقيين .
وثبة كانون الثاني 1948 مضى عليها 76 عاما على أ نتصار أرادة الشعب العراقي وطبقتهِ العاملة على الطغاة عملاء الأجنبي وكسر غطرسة (أبو ناجي )
المستعمر البريطاني وألغاء معاهدة بورت سموث تلك المعاهدة المذلة والجائرة بأبتزازات عسكرية ونفطية ، وأضافت الجماهير المنتفضة درساً وطنيا لسفر
النضال الوطني (لآرخنتهٍ) لاحقاً في سفر الكفاح والنضال الوطني العراقي ، وتسجيل هذه المأثرة الوطنية في سجل أرشيف الحزب الشيوعي العراقي الذي يمثل
الطبقة العاملة وإرثها النضالي الثر والذي كان لهُ قصب السبق في تحريك الشارع العراقي وأشعاله ، فهي حقاً وهج مضيء في ذاكرة الأنسنة
الخاتمة – الأفكار الرئيسة التي وردت في الكتاب !؟
-إن حيثيات كتاب الباحث العمالي والنصير الشيوعي فيصل الفؤادي ثلاثة عقود من النضال النقابي مدرسة فيصلية في تلقين مباديء قيمية في
الأستقامة للأنسان السوي في الصبر والشجاعة والصمود والمصداقية .
– حين يحصر الكاتب الفؤادي تركيزهُ على فترة معينة وخاصة إذا كانت تغلو بطوفان أحداث ساخنة وملتهبة ، لعمري إنها قمة الفداء والتضحية
والشجاعة الأقتحامية الجريئة في مسيرة الكفاح المسلح ووثقت في المؤتمر الوطني الرابع للحزب في تشرين ثاني 1985( صفحة 197 نفس
المصدرالسابق ) .
– حين تقرأ المحطات النضالية للطبقة العاملة ونقاباتها تتقارب أمميا بأساليب نضالية مقبولة ومطابقة مع أساليب كفاح الشعوب من أجل التحرر
والحصول على الحرية .
– ربما أصبحت مفاهيم الكتاب سلاحاً مؤثرا وخصما عنيدا وندا لخمس وثلاثين عامٍ في جمهورية سنوات الجمر والصمود الأسطوري للحزب
والنقابات العمالية في زمن التصحر الروحي سنوات الحروب العبثية والحصار الأقتصادي الظالم .
– تعتبر مفاهيم الكتاب ( قوة ) لتحريك الوعي والأرادة المطلوبة للتغيير.

– لقد وجدتُ في الكتاب خلال أحداثيات الحركة الديناميكية للطبقة العاملة أن الكاتب الفذ والمتمكن في صياغة الجمل الثورية والأقتحامية الجريئة
وتوليفتها مع التوقيت الزمني ويسير بها بعدة أتجاهات ولآكثرمن جبهة في مزج النضال الفىكري مع الكفاح المسلح مثلا في أهوار جنوب العراق
المحضور من قبل اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ا لعراقي آنذاك بأتباع ا لنهج السلمي مع حكومة البعث ، أما في 1981طالب الحزب ( تبني
الكفاح المسلح) وعودة قيادة الحزب إلى كردستان وألتحاق أعضاء الحزب في فصائل ( الأنصار ) في جبال كردستان ( صفحة 196 نفس
المصدرالسابق )
هوامش ومصادر
– كتاب تجارب شخصية في العمل النقابي – آرا خاجادور -ص45
-عبدالرزاق الحسني – تأريخ الوزارات العراقية ج7 –ص203
– خالد بكتاش – أنتفاضة بغداد ص11
– زكي خيري – صدى السنين ج\1 ص144
كاتب وباحث عراقي مغترب
في حزيران 2024

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular