منذ حادثة سقوط المروحية ومصرع ابراهيم رئيسي في ال19 من الشهر الماضي، يبذل النظام الايراني
جهودا محمومة في سبيل إستغلال هذه الحادثة وتوظيفها من أجل مصلحة النظام وتجميل وجهه القبيح
وذلك بالدفع بإتجاه العمل على جعل الشعب الايراني ينسى التأريخ والماضي الاسود الملئ بالجرائم
والانتهاکات لرئيسي والتي من أبرزها وأکثرها دموية ووحشية، مجزرة السجناء السياسيين في صيف
عام 1988، والتي جرى فيها تصفية 30 ألف سجين سياسي لمجرد کونهم ينتمون الى منظمة مجاهدي
خلق.
المثير للسخرية والتهکم البالغين، إنه وفي الوقت الذي کان النظام يواصل بذله للجهود المحمومة من أجل
نسيان الماضي والتأريخ الدموي الاسود للسفاح رئيسي، فإن الشعب کان يقيم مظاهر الفرح إبتهاجا
بمصرع رئيسي، ومظاهر الفرح هذه لم تقتصر على الشعب الايراني في داخل إيران فقط بل وتعدتها
الى الايرانيين المقيمين في سائر أرجاء العالم.
مظاهر الفرح والبهجة هذه للشعب الايراني، کانت بمثابة تعبير واضح جدا عن الشعور بالسعادة والراحة
لمصرع هذا السفاح الذي ثکل آلاف النساء ويتم وشرد آلاف الاطفال، ناهيك عن إنه فعل ذلك من أجل
بقاء وإستمرار النظام المعادي للحرية والديمقراطية والرافض لمبادئ حقوق الانسان والمرأة، ولاريب
من إن الشعب الذي يعرف الماضي والتأريخ الاسود لرئيسي، والذي هو أساسا جزء وجانب من ماضي
النظام وتأريخه الدموي، لايمکن أبدا أن يصفح يوما عن السفاح رئيسي وينسى جرائمه ومجازره
الدموية.
الملفت للنظر، إن النظام وعلى الرغم من مساعيه المحمومة والمشبوهة بإتجاه التأثير على الشعب
الايراني لجعله ينسى جرائم وفظائع رئيسي، فإنه وفي نفس الوقت يدرك جيدا بإستحالة ذلك، ولاسيما
وهو يواجه نشاطات خلايا وحدات المقاومة وشباب الانتفاضة في سائر أرجاء إيران الى جانب
النشاطات الاحتجاجية ضد النظام من قبل مختلف شرائح وطبقات ومکونات الشعب الايراني، ولذلك فإن
النظام يعمل جاهدا من أجل ترميم ولملمة نفسه خصوصا وإن مصرع رئيسي کانت خسارة کبيرة للنظام
وخامنئي لايمکن أبدا تعويضها.
ابراهيم رئيسي الذي ينظر إليه الشعب الايراني کواحد من أسوء جلادي النظام ومن أکثرهم دموية
وإجراما، ليس لايصفح عنه بل وحتى إنه يرفض مجرد التفکير بذلك، لأنه في الاساس يشکل مجرد
حلقة من حلقات النظام الذي يرتکب مختلف أنواع المظالم والجرائم والانتهاکات بحق الشع منذ 45
عاما، وإن الشعب لايعتبر إن بموت رئيسي فقد إنتهت مواجهته ضد النظام بل إن المواجهة باقية
ومستمرة حتى إسقاط النظام ولايوجد شئ يمکن أن يحول دون ذلك.