تحالف المحور الوطني ولد ميّتا!
ساهر عريبي
لم تكد تمضي سوى أربعة أيام على إعلان ولادة تحالف ”المحور الوطني“ الذي يضم عددا من الشخصيات السنية الفائزة والخاسرة في الإنتخابات, إلا وتوالت الأنباء عن تصاعد حدة الخلافات بين
أعضائه حول المناصب التي سيحصل عليها التحالف في التشكيلة الحكومية المقبله وبما ينذر بتفككه عاجلا.
ولايبدو هذا الأمر مستغربا , لإن الهدف الواضح من تشكيله هو الإستحواذ على رئاسة البرلمان ونيابة رئيس الجمهورية ووزارات من ضمنها واحدة سيادية كما جرت العادة في الحكومات السابقة.
ويعكس تشكيل هذا التحالف استنساخا لتجربة التحالف الوطني الذي عادة ما كان يتشكل عقب كل انتخابات من القوى السياسية الشيعية لضمان الحصول على رئاسة الوزراء وتقاسم المناصب وبعدها
يوضع في أدراج النسيان ولحين الإنتخابات اللاحقة.
لقد اظهر السجال الذي جرى في الأونة الأخيرة بين أركان هذا التحالف وخاصة بين جمال الكربولي وأسامه النجيفي حول المرشح لرئاسة البرلمان, أظهر أن قادة هذا التحالف غير مهتمين بأوضاع أبناء
المكون الذي يمثلونه والذين يعيش الكثيرون منهم بعيدا عن منازلهم, فيما تعاني العديد من مدنهم من الدمار الذي ألحقه تنظيم داعش الإرهابي بها, فكل هم هؤلاء القادة هو الحصول على المناصب ونهب
موارد الدولة العراقية وكما فعلوا طوال السنوات السابقة.
كما وان بعض الكتل الشيعية التي حالها كحال قادة المحور إذ لاهم لها سوى تشكيل الحكومة واقتسام المغانم , فإنها مستعدة لإعطاء منصب رئاسة البرلمان لكائنا من يكون من اعضاء التحالف وإن كان
فاسدا او داعما للإرهاب, لأن الهدف المشترك واحد وهو الهيمنة على السلطة ونهب ثروات البلاد. ولذا فيمكن تفسير سبب غياب أي برنامج لهذه الكتل لحل المعضلات التي تعاني منها البلاد ومنها ازمة
الكهرباء والتعليم والمياه الصالحة للشرب والوضع الصحي فضلا عن إعمار البلاد وتطوير القطاعين الزراعي والصناعي والسياسة الخارجية والعلاقات مع دول الجوار وغيرها من الملفات المهمة. فهذه
الكتل في واد والبلاد في واد آخر.
ومع الأخذ بنظر الإعتبار الأهداف الغير سامية التي تشكل من أجلها هذا المحور والتجاذبات الإقليمية بين أطرافها المتعددة الولاء بين تركيا والسعودية , وطموحات أعضائه , فإن هذا المحور ولد ميتا في
إنتظار إعلان وفاته رسميا!