الإثنين, ديسمبر 23, 2024
Homeمقالاتقي بايدن… عاد ترامب - يك* حساب ! : احسان جواد كاظم

قي بايدن… عاد ترامب – يك* حساب ! : احسان جواد كاظم

فاز الرئيس السابق دونالد ترامب للولايات المتحدة الأمريكية على الرئيسالحالي جو بايدن في المناظرة التي أجريت على الملأ, والتي وصف نتيجتهاضيف  قناة CNN الأمريكية المحلل السياسي موفق حرب : ” ترامب لم يفزبل سقط بايدن !!! “.

وبغض النظر عن تحليلات مواقفهما من مختلف القضايا السياسية ومنتفسيرات لغة الجسد لكليهماتقطيبة بايدن الهوليودية وتعابير وجه ترامبوإيماءاته الكثيرة , وتحليل حالتهما النفسية من خلال الحركات, والألزهايمرلدى أحدهم والنزق المفرط لدى الآخر, ولكننا بالنهاية علينا التعامل معالنتيجة التي أفرزتها المناظرة, في يومٍ من الأيام وبحسب ما تأتي بهانتخاباتهم.

قد يقول البعض أن هذا ليس شأننا ولا ينبغي أن نشغل بالنا به, ولكن المؤكدأن تنصيب رئيس أكثر الدول نفوذاً وبطشاً وغطرسة, لابد أن يدخل محطاهتمامناوما علينا بألعاب الإيگو ( الأنانية ) بينهما, فالقادم الجديدللبيت الأبيض كما القديم لا يختلفان جوهرياً في تعامله مع شؤون منطقتناومصالحنا, الا أن كونهما يمثلان قوة عظمى باستطاعتها التأثير علينا, بمختلف الوسائل, الناعمة منها بالحصارات الاقتصادية أو الخشنة بشنحرب. وهو ما نشهد وطأته في عراق اليوم والذي يفرض علينا التعاطي معه.

انتشار فيديوهات التهكم على الرئيس الحالي جو بايدن ومظاهر الوهنوالشيخوخة البادية عليه على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام, لاتنفي وجود سلوكيات وسمات سيئة لدى غريمه ترامب, لا تؤهله ليكون رئيساً لدولة عظمى تتحكم بمصير الكون.

يذهب منتقدو الرئيس السابق دونالد ترامب إلى القول أن أحد مثالبه, أنه لميُشعل حرباً, كما من سبقوه من رؤساء أمريكا الجمهوريين, ويعتبر البعضذلك نقصاً أو هِنة أو ضعفاً في سيرته كقائد .

في حقيقة الأمر أن البلد الوحيد الذي أراد قائد العالم الحر ترامب غزوه لتغيير نظامه هو فنزويلا التي كانت تعاني من مشاكل سياسية, عندماأعلن زعيم المعارضة اليميني خوان كودو نفسه رئيساً للبلاد أملاً بدعم الغربمطامحه في السلطة وإسقاط غريمه السياسي الرئيس الشرعي اليسارينيكولاس مادورو, بعد زرع CIA بذور عصيان يميني لم يتبناه لا الشعب ولاالجيش.

الباحث في الشؤون السياسية Daniel W. Drezner أشار  أن الرئيسترامب, في حقيقة الأمر, لم يتعد مرحلة النمو الطبيعي الاعتيادي, فهو يحيابسلوكه فترة ما بعد الطفولة الأولى, وهو ما يطلق عليه باللغة الانكليزيةtoddler “, وأكد ذلك في مؤلفه الموسومToddler in Chief ” ( طفل فيموقع المسؤولية ). وأثبت مظاهر ذلك وما يمكن أن تكون العواقب. فعندمايُظهر رئيس الولايات المتحدة لسمات نمو لطفل بين سنته الأولى والثالثة مثلعدم القدرة على التركيز لفترة طويلة, وضعف التحكم بردود الأفعال والاندفاعدون تدبر وكذلك الوقوع في نوبات غضب طفوليةواضطرابات العنادوالتمرد, فإن ذلك يفقده الأهلية لقيادة العالم الحر.

العاملون مع الرئيس السابق ترامب كانوا يعرفون بطبائع الطفل المشاغبلديه وتعاملوا معه بضبط النفس والمسؤولية في تنفيذ طلباته.

عندما كان ترامب في سنته الرئاسية الأولى, كان مستشاروه من ذوي الخبرةبالشؤون الدولية مثل وزير الخارجية Rex Tillerson والمستشار لشؤونالأمن الوطني الجنرال H.R. McMaster يتملصان من اصراره لمعرفةأسباب عدم غزو هذا البلد المتمرد على الارادة الامريكية,  المسمى فنزويلا, تارة بمحاولة إقناعه بعدم الجدوى وتارة أخرى بتجاهل أوامره, وانتظار مللهبعد حين من متابعة أمر احتلال كاراكاس هذا.

أحد الأمثلة الملموسة للنزعات الطفولية لديه هو صفة أطلق عليها علماء نفسأمريكيونالتركيز القصيرالناتجة عن فرط النشاط الحركي النفسي معالعجز عن التركيز والانتباه.

هذه الحالة مقبولة بالمطلق لدى طفل بعمر السنتين ولكن وجودها لدى شخصبلغ السبعين تعني بدايات الخرف.

رئيس الناتو  Jens Stoltenberg ينس شتولتنبرج نقل لأحد الدبلوماسيينالأوروبيين أن رئيس الولايات المتحدة لديه قدرة تركيز لا تتعدى 12 ثانية. وكلمن عمل معه, بما فيهم مرؤوسيه يتفقون مع هذا التقييم :- كان الرئيسترامب يسأل سؤالاً وفي غضون دقيقة يطرح سؤالاً اخراً ليس له علاقةبموضوع البحث.

نقل موظفو إدارته, أيضاً, أنه لم يكن باستطاعته قراءة تقرير يتكون من عشرصفحات, لنفاذ صبره السريعولحل هذه المعضلة, عملوا على تهيئةأشخاص ليقوموا بطرح مضامين التقارير الرسمية عليه شفهياً وبإيجاز, لكنتبين أن الرئيس لا يستمع بنفس القدر الذي لا يقرأ به, ولا يملك الصبرللمتابعة حتى النهايةثم حاولوا اختصار خطاباته في أكثر قضايا العالمأهمية في نصف صفحة على طريقة تويتر معززة بصور وافلام لتيسيراستيعابه للمعلومات, ولكنها لم تفلح أيضاً.

اخيراً فكر موظفو مجلس الأمن الوطني بوضع اسمه في كل فقرة منتقاريرهم, على أمل أن تدفع الرئيس, بما لديه من نرجسية, على متابعةقراءتها حتى النهاية.

إحدى الصفات الأخرى لقائد العالم الحر المستقبلي, سهولة الوقوع فينوبات الغضب الطفولية وعدم القدرة على التحكم بعواطفه وهي أشبه بحالةالطفل الغاضب الذي يفترش الأرض ويرفس, رافضاً النهوضطبعاالرئيس ترامب لم يصل إلى هذا الحد بحكم العمر والموقع, لكنه غالباً ما كانيزعق على شاشة التلفزيون عندما تعرض ما لا يرضيه من مواقف.

وحسب ما نُقل, أنه يقوم بإهانة العاملين معه علانية لكنه بعد ساعتين يتعاملوكأن لا شيء حصل

لا يتحمل أي نقد إعلامي, لذا قام موظفو إدارته بحجب المقالات ووجهاتالنظر التي تغضبه وتقديم ما يريحه, لهذا كان رئيس أقوى دولة في العالمقليل الدراية بما كان يحدث حقاً وما يدور حولهلكنه عندما يكتشف أمراً أخفي عنه يثور غضباً.

كما سجلت إدارته بأنها الأكثر تدويراً للأشخاص في المناصب منذ أربعةعقود, وهذا دليل عدم استقرار وتخبط.

أثناء دراستي في بولونيا, كان ناشطو منظمة التضامن المعارضة للحكومةالاشتراكية الحاكمة حينها, يهزأون من صورة للزعيم السوفيتي السابقليونيد بريجنيف, الذي بلغ من العمر عتياً, في إحدى مؤتمرات الحزبالشيوعي السوفيتي وتتكدس أمامه مجموعة كبيرة من الميكروفونات التيتنقل خطابه, بأنها ليست ميكروفونات لاقطة وإنما لنفث الأوكسجين.

أن الحقائق المطروحة عن حالة المتنافسيّن على رئاسة الولايات المتحدةالأمريكية السلوكية والنفسية تجعلنا وضع أيدينا على قلوبنا خشية علىمصير العالم من هكذا رؤساء يتحكمون بمصير البشرية, بضغطة واحدةعلى الزر النووي.

بكلمة واحدة, كلما كانت الأمور صعبة للولايات المتحدة تكون الحياة أسهلللبشرية !

*يكتعني بلغة الشعوب الهندوأوربية, رقم واحد.
يك حساب تعبير عراقي متداول  يعني لا فرق.
استقيت بعض معلومات مقالي من مقال للصحفية البولونيةأغنيشكا فوّكوانيفسكا في اسبوعية نيه ( كلا ) اليساريةالبولونية.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular