أعد الجيش الأمريكي دراسة مؤخرا سلط فيها الضوء على فترة تواجده في العراق منذ الغزو الأمريكي عام 2003 ولغاية الانسحاب عام 2011، حيث توصل إلى انه أخطأ بالانسحاب من العراق، كما فشل في تدريب القوات العراقية.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، في تقرير لها اليوم الأحد، 20 كانون الثاني 2019، ان الجيش الأمريكي نشر دراسة تاريخية عن حرب العراق لم يرغب في نشرها مسبقا، لأنها تنتقد قرارات بعض كبار الضباط، وتوضح أهم الدروس المستفادة من الصراع الذي دام ثمانية أعوام بدءا من الغزو الأمريكي عام 2003، وانتهاء بالانسحاب عام 2011، حيث فشل الجيش قبيل انسحابه في تدريب القوات العراقية وتسليحها وتجهيزها، وهو الأمر الذي أسفر عن ظهور الجماعات المسلحة مثل تنظيم داعش فيما بعد.
وأضافت الصحيفة أن الجنرال “ريموند توماس أوديرنو” كلف، أثناء توليه رئاسة أركان الجيش الأمريكي، فريقا من ضباط الجيش بإعداد الدراسة من جزئين، وكانت محاولة نشر هذه الدراسة أُحبطت سابقا، نتيجة قلق كبار الضباط من تأثيرها في سمعة ضباط بارزين ودعم الكونجرس للخدمة.
وبحسب الصحيفة، فقد توصلت الدراسة إلى استنتاجات مهمة بشأن فشل الولايات المتحدة في تدريب القوات العراقية، وقيود حرب التحالف، وعدم قدرة واشنطن على ردع إيران وسوريا عن توفير الملاذ والدعم للجماعات المسلحة، كما قدمت الدراسة رواية صادقة حول تأثير انسحاب القوات الأمريكية من العراق عام 2011، وما أعقب ذلك من ارتفاع في معدلات العنف والتوترات الطائفية، وظهور داعش في نهاية المطاف.
وأوضحت أن “موجة التعزيزات التي أرسلها الرئيس جورج بوش الابن إلى العراق عام 2007، نجحت في خفض مستويات العنف بالبلاد، لكن فشل إدارة أوباما ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في التوصل إلى اتفاق بشأن تمديد وجود الجيش الأمريكي قلل فرص إرساء دعائم الاستقرار السياسي في البلاد.
وبينت الدراسة أيضا أن العلاقات بين قيادة الجيش الأمريكي في العراق، والسفارة الأمريكية انحدرت إلى مستوى من “القصور الوظيفي” مع اقتراب موعد سحب الجنود، ما أسهم في تقويض فرص النجاح المستقبلية، حيث كشفت ان الخطط الأولية التي وضعها الجيش الأمريكي لم تتوقع سحب الجنود الأمريكيين بالكامل عام 2011، وافترضت أن جهود تدريب الجيش العراقي ستتواصل، لكن مكتب التعاون الأمني في السفارة الأمريكية افتقر الموارد والسلطات اللازمة لسد الفجوة، وتوفير المساعدة الأمنية للعراقيين.
وأشارت الدراسة الى انه “بينما كان الجيش الامريكي يقاتل في العراق فانه أخفق في فهم جانب مهم يتعلق بالانقسامات الطائفية للبلد ومال بدلا من ذلك الى إلقاء اللوم على قادة العراق المشرفين عليهم”.
كما سلطت الضوء على إخفاقات كثيرة رافقت الحرب التي استمرت لثماني سنوات والتي تضمنت قصورا بين قادة الجيش الامريكي في إدراك الأبعاد الطائفية والاجتماعية والسياسية في البلد التي من شأنها ان تولد كثيرا من العنف،
وتابعت أن “العملية الديمقراطية ليس بالضرورة أن تؤدي الى تحقيق الاستقرار، حيث اعتقد القادة الأمريكان بأن الانتخابات العراقية لعام 2005 كان يتوقع لها أن يكون لها تأثير إيجابي في تهدئة الأوضاع ولكن فاقمت هذه الانتخابات بدلا من ذلك التوترات العرقية والطائفية”.
يذكر ان الدراسة التي جاءت بعنوان “الجيش الاميركي في حرب العراق” أشرف على بدايتها رئيس أركان الجيش الأمريكي السابق الجنرال ريموند أوديرنو، في العام 2013 واستمر العمل بها تحت إشراف رئيس الاركان الحالي الجنرال مارك ميلي، وقد تأخر إصدارها الى العلن منذ ان اكتملت عام 2016، حيث اكتملت بـ 1300 صفحة مع رفع السرية عن 1000 وثيقة.
وأكد رئيس أركان الجيش الأمريكي الحالي الجنرال مارك ميلي، ان “الدراسة كانت بمثابة محاولة أولى للتشبث بدروس الحرب على العراق وإن دراسات أخرى ستظهر مستقبلا عن دور الجيش في حرب العراق” .