احببت ان اكتب شئ مختصرا عن قرية باختمة وعشيرة الديارية اي تيارى ..حيث كانت طفولتي وبداية رحلة المدرسية في الأبتدائية قرية باختمة الذي درست فيها لمدة تسعة سنوات والحق يقال كنت دائما من الاوئل وهي قرية تقع بقرب قرية كبرتو الأيزيدية التابعة لقضاء سميل في اقليم كوردستان الحالي الذي عاش فيها الاباء والاجداد ..واجداد الأجداد مئات السنين والرائع في كل هذا وذاك كانت هناك عشرات القرى الأيزيدية والقرى المسيحية تتعايش في ارض واحد جيران بعضهم البعض والى يومنا هذا وانا بلغت من العمر 57 عاما لم اسمع بحوادث القتل والنهب والاغتصاب والسرقة والخطف الفتيات وهتك العرض والناموس بين العشائر الايزيدية والمسيحية الى الان .. وفي رأي الشخصي لان الديانتين يؤمنون بالتسامح والتعايش السلمي ونقاوة الافكار الدينية بينهم
المهم سكان قرية باختمة اكثريتهم او ربما جميعهم كانوا من التياريين …والتيارى تعني الجبلي اي من سكان الجبل ..حيث سكنوا الجبال بعد سقوط الامبراطورية الاشورية ..وحملات الساسانيين الزرادشتيين المتكررة عليهم وعلى الأيزيدية في ارض كوردستان ..ومن ثم تعرضوا الى حملات العثمانيين الاسلامية حيث قاموا بارتكاب حملات أبادة ضدهم .وضد ابناء الديانة الأيزيدية..حيث سميت المذابح الاشورية بحق القرى الاشورية والسريانية والأيزيدية وتهجيرهم من قراهم الاصلية بحملات (( سيفو )) أنذاك
تعتبر عشيرة الديارية المسيحية ثاني اكبر عشيرة بعد عشيرة التخومناية المسيحية
موطنهم الاصلي من شمال تركيا مدينة وان. وفي كردستان العراق وشمال شرق سورية وتنقسم عشيرة الديارية الكبيرة الى عدد أوجاغات وافخاذ ومنها البرواية ..والقارواية.. والجلوآية . واشطناية.. والنهرنآية….ومن القرى الديارية الاصلية هي باختمة .. تل طلعة..تلشميران ..تل كوران..تلتمر.. چلگ..دهه..تئمر..قرنوا..آرخ..توتین..چلنایه..غوتدگنایه..پفوصنای.. سرداری..هلمون..قوچصنایه…والاخيرة اقصد القوجصناية كانت قرية ئيزيدية لأبناء عشيرة الجصانة الموجودين حاليا في مجمع بابير ..والتيارية الذين كانوا يسكونون قرية ديرجندي نزحوا من بحيرة وان وأورمية اثر حملات راغب أغا
العثماني بحدود عام 1780م ..
وايضا هناك عشائر وطوائف مسيحية عاشوا منذوا مئات السنين مع عشائر الأيزيدية ومنها التخومناية ..وسرحدناية..وسريستنأية وبنررماية ..والطواياية وهم ايضا ديارية.ومن ثم البازية والصرناية اي المصنارواية..والقوشنآية..والبطناية
واذكر بعض الأوجاغات الكبيرة في ديارية اوجاغ بتي اي متواية…اوجاغ مالكسفر..اوجاغ كوركواتى…واجاغ بني دشتا اوجاغ النخبا…والحدادين المواصلة .. وطبعا هناك الارمن الكلدان والسريان والاثوارية
ويقال حسب روأيات المصادر الاجتماعية ان جميع ابناء طائفة التيارية هم من الغساسنة … والتيارية يتحدثون بلهجة مشتقة من الآرامية وهي لغة سامية كانت مستخدمة في زمن المسيح..
ويقال ايضا ان هناك 14
طائفة مسيحية معترف بها رسميا في العراق ..وفي العراق وخاصة في سهل نينوى..الديارية أو التيارية كما يلفظونها موجودين في قرى عين بقرة وكرانجوك وداشقوتان وبيرزاوه وكرماوه وشرفية…. وكان موجودين أيضا في كفنه كولكا قرى تابعين إلى ناحية القوش …وأعتقد كلهم من النازحين من فرمان سنة ١٩١٥ و ١٩٣٣ من الدولة العثمانية…في البداية سكنوا الجبال والكهوف الموجودة في جبال القوش وبوزان وكرساف وخورزان وكابارا وديركئ في جبل اشكفتيه…وبعد ذلك وبمساعدة قوات الإنكليز تم شراء كثير من الأراضي لهم في هذه القرى وكذلك ديربون وقرى أخرى بسعر ٥ دنانير للطغار الواحد هذا ماذكره أحد المصادر الاجتماعية…كذلك تم دمجهم في الجيش الإنكليزي أبان الحرب العالمية الثانية وفتح كمب للتدريب في قرية داكا الأيزيدية ..
واخيرا مجزرة سميل الذي قادها بكر صدقي ابان الحكم الملكي في العراق بحدود عام 1933م ضد المسيحيين الاشوريين الدياريين بمشاركة العشائر العربية تسبب في نزوح مئات العوائل التيارية الاشورية الى سوريا وتم التنكيل بهم وسبي نسائهم واغتصابها من قبل قوات العراقية انذاك ..وبالمناسبة بكرة صدقي من خريجي كلية العسكرية في اسطنبول وشاركة كضابط مع جيش العثماني في حملة إبادة الأرمن في تركيا عام 1915م
. سيروان سليم شرو
