اتَّخذت التركيات اللاتي خلعن حجابهنَّ من تحدي فيسبوك الأخير فرصة للحديث عن سبب قرارهن، ليتحدثن عن الحجاب في تحدي العشر سنوات أو 10YearChallenge.
إذ شاركت فتيات وسيدات صوراً لهن منذ 10 سنواتٍ وفي الوقت الحالي، ولكن بالنسبة لبعض النساء في تركيا كان قرار خلع الحجاب هو الحدث الأقرب عهداً، لذا استخدموا عوضاً عن ذلك الهاشتاغ #1yearchallenge أو تحدي السنة الواحدة.
ما هي قصص المشاركات في التحدي؟
كانت نازان واحدةً من بين النساء المشاركات في التحدي، إذ شاركت صورةً لها وهي تقفز بالمظلات.
وغرَّدت نازان على موقع تويتر، قائلةً: «#1yearchallenge، لا يسعني وصف كم هو جميلٌ أن تعيش كما تؤمن وكما ترغب».
وكتبت امرأةٌ أخرى تُدعى جوزفين: «أتحدَّث بصفتي فتاةً أُجبِرَت على وضع غطاءٍ على رأسها في سن السابعة، كفتاةٍ بيعت إلى زوجٍ حين كانت في الرابعة عشر من عمرها (أو حتى بوصفي طالبة)، ولكني أتحدَّث كشخصٍ لا يستسلم أبداً في نضاله».
وأضافت: «أتوجه بكلامي لهؤلاء النساء اللائي يعانينَ زوبعةً تكاد تكسر قلوبهنَّ. لستِ وحدكِ، لا تستسلمي أبداً! 2011-2018».
بكتبت فتاةً تُدعى بوسرانور: «أيُّ شخصٍ يمكنه أن يقول ما يريده. نحنُ نتحرَّر، وليس لهذا الأمر علاقة بعائلاتنا أو أهلنا. لقد تحرَّرت أفكارنا عن أنفسنا وأفكارنا حيال ما يُمكننا فعله».
وأضافت: «تطهَّرنا من أيِّ شكلٍ من أشكال العقائد الجامدة -يُمكن للديانة أن تُفرض على المرأة. لم نعد نضطلع بالدور الذي حدَّده لنا الآخرون. لقد أصبحنا أنفسنا».
وغرَّدت أخرى، قائلةً: «أبتسم طوال الوقت، لكنَّ الحياة لا تكون دوماً مفروشةً بالورود لي. حينَ تخرَّجت في مدرسة «إمام خطيب» الثانوية الإسلامية، كنتُ أكافح من أجل حقي في ارتداء الحجاب في الجامعة، لكنَّني أيضاً كافحتُ كذلك لخلعه لثمانية أعوامٍ».
مُستطردةً: «لمدةٍ طويلة، كان لديَّ صراعٌ داخلي وعلى مدار خمس سنواتٍ وصل الأمر إلى كفاحٍ ضد الوسط المحيط بي والمجتمع بأكمله».
حملة لأتراك يشجعون خلع الحجاب
شورِكَت العديد من تلك التغريدات على موقع تويتر عبر منصة إلكترونية تحمل اسم (You’ll Never Walk Alone)، تُشجِّع النساء التركيات اللاتي خلعن حجابهنَّ أو يُفكرن في خلعه على سرد قصصهنَّ.
أوضح مؤسس الموقع لشبكة BBC التركية، مُشترطاً عدم ذكر اسمه، أنَّ هدفهم هو أن يُظهروا للمرأة التركية أنَّهن «لسن وحدهنَّ، وأنَّهم يتضامنون مع هؤلاء النساء في رحلتهم الصعبة».
وقال: «لا ينبغي إجبار أي شخصٍ في عمر 13 و14 عاماً على ارتداء شيء ما عليهم الالتزام بارتدائه لبقية حياتهم».
آخرون يرون الأمر بشكلٍ مختلف
ورغم ذلك، كانت هناك استجابةٌ مُعاكسة، إذ دافعت بعض المستخدمات عن حقهنَّ في ارتداء الحجاب.
إذ غرَّدت امرأة تُدعى إليف مُستخدمةً الهاشتاغ نفسه: «لقد بلغنا، وأصبحنا جميلاتٌ وتحرَّرنا. نحن نتمتَّع بالحرية مع ارتداء حجابنا».
وأضافت: «اعتقِدن ما يحلو لكُنَّ. فنحن لا نُغطي أنفسنا بسبب الضغط العائلي. إنَّه مُعتقدنا الخاص. لا يسعنا سوى التعليق بشأن أنفسنا، وليس أنتنَّ».
انضم الرجال للجدل المثار أيضاً
كتب أحد الرجال في تعليقٍ له: «لكل شخصٍ الحق في ارتداء ما يحلو له. هذا ليس من شأن أحد».
وأضاف: «أرى مشاركاتٍ من تلك اللاتي خلعن الحجاب في الأيام القليلة الماضية. أعتقد أنَّ هذا نوعاً ما يبدو كلاماً فارغاً! ينبغي أن يكون لديك احتراماً للنساء اللاتي يرتدين الحجاب وكذلك اللواتي خلعن إيَّاه. توقف عن توجيه تعليقات مُهينة».
فيما قال مستخدمٌ آخر: «ربط الحجاب بمسألة الحريات أمرٌ خاطئ؛ إنَّه تعصب. فالحرية تعني القدرة على التصرف بحريةٍ بدون أن تكون تحت إمرة أي شخصٍ. أحياناً، حتى تغطية الرأس تُعتبر حرية».
حظر الحجاب في تركيا
كانت هذه المسألة مثار جدلٍ منذ وقتٍ طويل؛ إذ كان يُحظَر عليهن ارتداء الحجاب في المؤسسات العامة لسنواتٍ ولم يكن من المسموح للطالبات الذهاب إلى الجامعة مرتدينَ إياه.
ولكن على مدار العقد الماضي، في ظلِّ حكم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رُفِعَ الحظر شيئاً فشيئاً، وفق هيئة الإذاعة البريطانية BBC