السبت, أكتوبر 19, 2024
Homeاراءتعليق على فرهنگين : حاجي علو

تعليق على فرهنگين : حاجي علو

قبل أيام نُشر في الفيس بوك عتاب من كاتب كان قد ألف كتاباً بعنوان مشابه نوعما لكتابٍ ألّفته بعده وأنا لا علم لي به, وعنوان كتابي لم يكن من إختياري بل فرضه الموضوع والمحتوى وهكذا يجب أن تكون البحوث, يعاتبني بصلافة لأنني لم أشر إلى كتابه أو أستشيره في تسميته وما أدراني بأفعاله ونشاطاته وهل أنا منعته من شيء أو فرضت عليه شيئاً هو حر برأيه .
لا أدري أين هو وجه الغرابة في أن تتشابه عناوين الكتب المختلفة, فالعبرة هي في المضمون يا باحث وليس في الألفاظ والعناوين, إذا كان الموضوعُ يتناول تعريف الرموز يُمكن أن يُسمى قاموساً بأية لغة كانت وأنا إستخدمت الإسم الفارسي فرهنك وهو أيضاً إستخدم نفس الكلمة, وبالتأكيد فالمضمون مختلف جداً, وبدلاً من أن يدعو القراء لمقارنة الفقرات في الكتابين , كان عليه أن يستشهد ببعض الفقرات من كتابنا ليتبيّن فيما إذا كانت مستنسخة من كتابه أم لا, دون اللجوء إلى مزيد من الكلام الذي لا معنى له فيتهمنا بأننا قد تجاهلنا كتابه الذي سبقنا في طبعه وبأسلوب صلف خال من الإحترام هكذا (كتيبا حاجي علو …) مع العلم إني لست أستاذه بل أستاذ أبيه المرحوم ريسان حسن الجندي وهو يعلم ذلك, أنا فعلاً لم أعلم بكتابه ولا بكثير من الكتب الئيزدية التي طبعت قبله وبعده, وحتى لو إقتنيناه يوماً ما فسأعلق عليه حتماً بما يستحق, وهو سلفاً يعلم بأن آراءنا في الدين الئيزدي مختلفة جداً وعلى طرفي نقيض بمقدار 180 درجة فقد إلتقينا مرة في لالش وجرى بيننا نقاش حاد قال فيه أنه لا يوجد في الئيزدية غير شيخ عدي واحد هو إبن مسافر, وأنا قلت لا علاقة لنا بهذا الشيخ وهو لم يدخل لالش أبداً هو سكن بوزا وتوفي فيها, حفيد أخيه, الشيخ عدي الثاني هو الذي تزعم الداسنيين فترة بعد صلاح الدين وإنتقل للعيش في لالش أثناء النهضة الداسنية العظمى, وما نعلمه نحن عن الشيخ عدي بن مسافر ويزيد بن معاوية إنما هو من ترويج الشيخ عدي الثاني وإبنه الشيخ حسن لهما, وما بني على خطأ فهو ليس بأفضل من الخطأ من وجهة نظري أنا ولا نقطة إلتقاء بين آرائنا فكيف ننتفع من الباطل حتى لو إقتنينا كتابه؟
في فقرة بازيد باسطمي إعتمدنا على كتاب والده المرحوم ريسان (بازيدي باسطمي يي ئختيار) وهذا ليس شيئاً يُعاب عليه في البحث العلمي, وقد إقتطفنا بعضاً منه وعلقنا علي بعض التناقضات الزمنية بأسلوب تاريخي مهذب, فقد ورد في الكتاب أن بازيد ولد في 376 هجرية وفي عمر 115 سنة أي في 491 هجرية إلتقى بالشيخ عدي بن مسافر في لالش فكان تعليقي: أن ذلك قد جاء بسبب التشدد في الإشتياق إلى دينه القديم بعد فرض الأسلام عليه بالسيف فكان يبحث ليل نهار عن معبد شمساني سلِمَ من يد العربان في الأماكن العاصية التي لم تصلها يدهم, وأن اللقاء المزعوم هو لقاء باطني, وليس حدث تاريخي حقيقي فالتاريخ يُناقض ذلك بشدة, الشيخ عدي بن مسافر لم يقدِم لالش أبداً إنما بدعوة من الخليفة العباسي قدِم بغداد في 505 هجرية وبعد 23 عاماً قضاها في الترحال بين بغداد والبصرة والكوفة ومكة والمدينة توجه شمالاً إلى بلاد الهكار وإستقر مع أسرته في بوزا وتوفي فيها فكيف إلتقى ببازيد في لالش وهو لايزال صبياً يافعاً ليس له من علوم الدنيا شيئاً؟ ثم كيف هاجر هكذا مسن إلى بنكلادش ليتوفاه الله هناك في عمر ناهز 124 عاماً ؟ نعم بكل تأكيد فإن قومه وأتباعه قد تشتّتوا وهربوا إلى أقاصي الدنيا خوفاً من سيف الإسلام الذي لحق بهم في كل ناحية فأقاموا له مزاراً بإسمه هناك . أنا أبحث وأستقي من كل المصادر خاصة الئيزديين ذوي القصص وعلم الصدر الشفاهي وليس الكتبة الذين معظم نتاجاتهم قد تلوّثت بالمصادر الإسلامية المحرفة, هؤلاء آخر من ألتجئ إليهم فأنا أعلم سلفاً ما في جعبتهم , لكن باحثنا الصاعد كوفان خانكي يتعالى عن أن يسأل أحداً من خَدمة لالش عن إسم العنوان الذي إختاره لكتابه (فرهنكا دارا هنارا شيشمس) هل كان في لالش شجرة تسمى : دارا هنارا شيشمس ؟ فكانوا يصححون له خطأه فيقولون: نعم كانت هناك كول هنارا شيشمس, شجرة رمان ذي أزهار كبيرة الحجم رائعة الجمال لا تثمر كانت على يمين الطريق الصاعد قبل بيت الفقير وقد أُزيل لتوسيع الطريق. لكن الأخ لم يفعل ولم يُعلّمه الدملوجي ولا الديوجي ولا الحسني ….. ؟
حاجي علو 28, 7, 2024

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular