لم تعد النشاطات المختلفة في سائر أرجاء إيران لوحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق أمر
يمکن للنظام أن يتستر عليه أو أن يستمر في نفيها، إذ أن تکرارها وبصورة ملفتة للنظر هو الذي أجبر
النظام وکما نقلت وكالة أنباء فيلق القدس (11 تموز/يوليو) عن قائد شرطة محافظة بوشهر قوله بعد
عدة حوادث تدمير وحرق، وعدد من اللافتات الدعائية والإعلامية حول تصريحات القائد المعظم بشأن
أهمية وضرورة المشاركة في الانتخابات، وكتابة شعارات في أجزاء مختلفة من المحافظة وقلق أمة
حزب الله والمسؤولين المحليين والقضائيين والأجهزة الأمنية بشأن استمرار وتوسيع مثل هذه الإجراءات
المضادة للأمن، وضعت متابعات على جدول أعمال ضباط الشرطة في محافظة بوشهر"!
هذا الاعتراف الواضح جدا يثبت بأن نشاطات وحدات المقاومة صارت من القوة ومن التأثير والفعالية
بحيث تجبر النظام على الاعتراف ولو على مضض بهذه الحقيقة، ولاسيما وإن وحدات المقاومة تضم
في صفوفها الشبان الايرانيين من الجنسين وهي تعبر وبصورة صادقة عن آمال وطموحات الشعب
الايراني وتسعى من أجل تحقيقها.
وحدات المقاومة التي تهز منذ أعوام عديدة الجدار الامني للنظام بضرباتها القوية المحکمة وتقوم في
نفس الوقت بالعمل من أجل تعبئة وتوعية الشعب الايراني وإدامة روح رفض النظام والسعي لإسقاطه،
باتت تمثل أکبر تهديد يحدق بالنظام خصوصا وإنه المفيد جدا الإشارة هنا الى إنه وفي يوم الخميس 27
يوليو، وردا على الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها النظام والقضاء التابع له، بما في ذلك الإعدام
التعسفي للسجين السياسي السني كامران شيخة، بعد 15 عاما من السجن والتعذيب، قام هذه الخلايا
التابعة لمنظمة مجاهدي خلق باستهداف منظمة السجون والإعدامات في طهران، بالإضافة إلى قواعد
الباسيج والحرس في طهران وأصفهان ونيشابور وزاهدان وياسوج.
المثير للسخرية والتهکم، إن قائد شرطة بوشهر، ولکي يخفف من وقع وتأثير إعترافه الملفت للنظر
بتصاعد نشاطات وحدات المقاومة والتي جاءت بعد المظاهرات الحاشدة للإيرانيين في برلين والقمة
العالمية لإيران الحرة، و 20000 نشاط ثوري وأكثر من 1700 عملية مختلفة نفذها أعضاء وحدات
المقاومة وشباب الانتفاضة في المدن في جميع أنحاء البلاد، فقد زعم أن مخربين اعتقلوا في أحد
الدوائر في دشتستان على صلة بمجاهدي خلق، کما إدعت وزارة مخابرات النظام أنها اعتقلت العناصر
النشطة في ست خلايا عملياتية تابعة لمنظمة مجاهدي خلق! ومن دون شك فإن النظام الذي سعى دائما
من أجل التغطية على هذه النشاطات والتعتيم الاعلامي عليها، فإن إعترافه بها جاء مصحوبا کالعادة
بمزاعم وهمية مخادعة من أجل إبقاء شئ من الهيبة للنظام الذي بات يتزلزل من جراء هذه النشاطات.