كشف رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي، والوكيل الأقدم لوزارة الداخلية السابق، عدنان الأسدي خمسة اسباب لسقوط مدينة الموصل بيد تنظيم داعش في حزيران 2014 ، فيما روى ما فعله رئيس مجلس الوزراء الاسبق نوري المالكي لحظة سقوط المدينة. وتحدث الاسدي عن ملابسات سقوط مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، بيد تنظيم داعش في حزيران/ يونيو 2014، عندما كان يشغل منصب الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية، قائلاً: “سقوط الموصل صدمة كبيرة، التنظيم دخل إلى المدينة يوم 6 حزيران/ يونيو 2014، وكانت لدي محادثة مع محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي، قبل انهيار المدينة بالكامل”.وأضاف: “اتصلت حينها بقائد عمليات نينوى، وأبلغني بأن الوضع مسيطر عليه، وقواته تصد هجوم التنظيم، لكن اتصل بي وقتها أسامة النجيفي (شقيق أثيل) وأخبرني بأن داعش دخل الموصل، فأبلغته إن قائد العمليات قال بأن الموقف مسيطر عليه!”. واعتبر الأسدي إن “أحد أسباب سقوط الموصل بيد التنظيم هو أهل المدينة، الذين لم تكن لديهم ثقة بالقوات الأمنية والعسكرية المتواجدة في المنطقة مطلقاً، أخطاء تلك القوات هي التي أوصلتهم إلى هذه المرحلة، القوات الأمنية والعسكرية التي كانت متواجدة في المنطقة، كانت تمارس تعسفاً تجاه أهل المدينة، على حدّ قوله. وأشار أيضاً إلى سبب آخر، يتمثل بـ”الإعلام العربي حينها كان له دور أيضاً بسقوط الموصل، من خلال تصويره بأن الجيش طائفي وتسميته بجيش المالكي، في حين إن أكثر من 70 في المئة من القوات الأمنية التي كانت متواجدة في الموصل هم من السنّة”. وعرّج الأسدي قائلاً: “هناك سبب آخر يتمثل بالخلاف بين الجيش والشرطة من جانب، والمحافظة من جانب آخر. الموصل كانت شبه ساقطة بصراحة”، معتبراً أيضاً إن سقوط المدينة “سياسي بالدرجة الأولى. وكان هناك تآمر سياسي من دول في المنطقة مع قوى داخل العراق. المحافظة والمحافظ كانت تتبنى مخيمات الاعتصام، رغم علمهم إن فيها عناصر من تنظيم داعش والقاعدة، لكنهم يدافعون عنها، وكانوا يصفونهم بأنهم ثوار عشائر أو ثوار السنّة”. وتابع: “مخيمات الاعتصام كانت بقيادة حزب البعث، والنقشبندية، والقاعدة، وداعش، كانوا يعرفون ذلك جيداً وعلى علم بأن هؤلاء هم من يتحكمون بالاعتصامات، أغلبهم هاربون من السجون، وهم من قاد عملية سقوط المدينة”. وفي لحظة سقوط الموصل بيد التنظيم، كان هناك نحو 100 ألف مقاتل من قوات الجيش والشرطة في المدينة، غير أنهم انهاروا أمام نحو 500 عنصر من التنظيم، دخلوا إلى الموصل من جهة الجزيرة (غرباً)، وفقاً للأسدي الذي أكد أن “هؤلاء كانوا يحملون جنسيات عربية، وكانت لهم حواضن في داخل المدينة من السكان المحليين”. وأضاف قائلاً: “بعد سيطرة التنظيم على المدينة، كان جميع أهالي الموصل يدفعون أتاوات لداعش، ناهيك عن رواتب الموظفين التي يستقطع منها التنظيم نسبا معينة في كل شهر. الأهالي كانوا يمولون داعش”. وبالإضافة إلى ذلك، كشف الأسدي عما وصفه “دور أمريكي بسقوط الموصل، مستنداً بذلك على حديث لنائب وزير الدفاع الأمريكي حينها، في استضافة في الكونغرس أو مجلس الشيوخ، عندما سئل عن السبب في عدم تدخل الولايات المتحدة عند دخول داعش للعراق، فقال: “كنا مخيرين بين أمرين، إما تسقيط المالكي ومنعه من تشكيل الحكومة (في 2014)، أو نغض الطرف عن الموصل”. ومضى إلى القول: “الأمريكان لا يريدون المالكي، كونه أسهم في إخراج القوات الأمريكية من العراق في 2011، وفقاً للاتفاقية الاستراتيجية، وليس لما يشاع إن السبب هو لقرب المالكي من إيران. العبادي وعبد المهدي أليسوا قريبين من إيران؟. الجمهورية الإسلامية دولة جارة ولدينا حدود مشتركة معها تقدر بنحو ألف و800 كم، فضلا عن التقارب الديني والمذهبي والعشائري”. وطبقاً للأسدي فإن “المالكي عندما سمع خبر سقوط الموصل كان في موقف لا يحسد عليه. كيف يمكنه تقبل خبر سقوط مدينة في غضون يومين أو ثلاثة أيام وفيها
100 ألف شرطي وعسكري؟”، كاشفاً عن “عقد اجتماع طارئ لخلية الأزمة، حينها، برئاسة المالكي وعضوية وزير الدفاع ومستشار الأمن الوطني ونحو 3 قادة أيضاً،
وقررنا تشكيل خط صد في محافظة صلاح الدين، لإيقاف زحف التنظيم إلى بقية المدن”. وبالفعل، “تم إنشاء هذا الخط صباحاً، لكن في الليل انهار ودخل التنظيم إلى صلاح الدين من دون قتال/ عناصر القوات الأمنية ألقوا سلاحها وهربوا! ما حدث عملية انهيار المؤسستين العسكرية والأمنية. القوات انهارت من دون قتال أو أمر بانسحابها. القائد العام للقوات المسلحة حينها (نوري المالكي) لم يعط أي أمر بالانسحاب». على حدّ قوله.