لم يطل الوقت کثيرا لمعرفة الحقيقة الدامغة بخصوص أن تنصيب مسعود بزشکيان کرئيس للنظام لن يغير من سياسات والنهج الذي يتبعه النظام قيد أنملة، إذ باتت المٶشرات والادلة الاکثر من واضحة تتزايد قبل وبعد تنصيب بزشکيان بما يٶکد إن النظام سيبقى على ماهو عليه ولا ولن يتغير.
مع الحضور الکثيف لوکلاء النظام الايراني في المنطقة خلال حفل تنصيب بزشکيان والاجتماعات المختلفة التي عقدها معهم والتصريحات التي صدرت عنه والتي أکدت على إستمرار سياسة النظام في دعم وتإييد وکلاء النظام في المنطقة، جاء بمثابة دليل ناصع على إن لا بزشکيان ولا غيره من الذين سيخلفوه بإمکانهم أن يٶثروا على نهج وسياسات النظام.
إضافة الى الحضور المکثف لوکلاء النظام الايراني في المنطقة، فقد سبق وتزامن ذلك أيضا مع تسارع الاعدامات وإرتفاع وتيرتها إذ وفي صباح يوم 29 يوليو، جرى إعدام سجينا من المواطنين البلوش في ميناب، وقبل ذلك (27 يوليو)، تم إعدام أربعة سجناء، بينهم امرأة، في سجن بارسيلون في خرم آباد. کما إنه وفي يوم الخميس 25 يوليو، في جريمة غير إنسانية أقدم عليها هذا النظام الدموي، تم إعدام كامران شيخة، السجين السياسي السني في سجن أورمية بعد أن قضى 15 عاما في السجن.
وفي الثلاثاء 23 يوليو، أعدم جلاوز خامنئي سبعة سجناء، بينهم ثلاث نساء، في سجن بيرجند. وعلى هذا الاساس فإنه وخلال الاسبوع المنصرم لوحده، قد تم تنفيذ حکم الاعدام بأکثر من 20 سجينا في إيران، من بينهم خمس سجينات. وبطبيعة الحال فإن هذه مجرد بداية سبقت وتزامنت مع تنصيب بزشکيان وإن القادم سيکون قطعا أسوء بکثير إذ عودنا النظام الايراني بأن ما يأتي هو دائما الأسوء.
لکن من المفيد جدا هنا أن نٶکد بأن مصاحبة موجة الاعدامات هذه لتنصيب بزشکيان هي بمثابة رسالة من النظام لکل من يعنيه الامر ممن صدقوا أو إعتقدوا بمزاعم الاعتدال لبزشکيان، فهذا النظام وکما أکدت المقاومة الايرانية مرارا وتکرارا من خلال أدبياتها بإستحالة أن يتم تغيير هذا النظام من الداخل ولو حتى بشکل طفيف وإن تجربتي کل من محمد خاتمي وحسن روحاني اللذان زعما بأنهما معتدلان وإصلاحيان، قد أثبتت بما لايقبل أي جدل أو نقاش إن کل ماقيل ويقال عن الاعتدال والاصلاح في النظام الايراني ليس مجرد کلام ليس له من أي صدى ووجود على أرض الواقع بل وحتى إنه محض هراء!