الأحد, أكتوبر 27, 2024
Homeاراءالإيزيديون يدعون للسلام ويرفضون جميع أشكال التحريض الديني : صباح سمير

الإيزيديون يدعون للسلام ويرفضون جميع أشكال التحريض الديني : صباح سمير

منذ تحرير مناطق الأيزيدية من قبضة تنظيم داعش، ظهرت فرصة جديدة لبناء مستقبل أفضل يعمه السلام والتعايش. هذا التحرير لم يكن مجرد انتصار عسكري، بل إشارة إلى بداية مرحلة تتطلب جهوداً جماعية لمواجهة التطرف وخطاب الكراهية. الإيزيديون، كغيرهم من المجتمعات، يدعون إلى السلام ويرفضون بشدة جميع أشكال التحريض الديني. نحن نرفض تماماً أي محاولة لإساءة استخدام الدين كوسيلة لنشر الكراهية والعنف، مؤكدين أن هذه الأفعال لا تعكس القيم الحقيقية للإيمان. إن إيماننا الراسخ بأهمية الاحترام المتبادل بين جميع الأديان يدفعنا إلى النضال ضد خطابات التحريض والكراهية. التعليم هو الركيزة الأساسية في بناء مجتمع أكثر تسامحاً. من خلال تعزيز التعليم، نهدف إلى تشكيل وعي الأجيال القادمة حول أهمية التسامح والتعايش السلمي وقبول الآخر. يجب أن يكون التعليم محور الاستراتيجيات الرامية لمكافحة الفكر المتطرف وتغيير المفاهيم الخاطئة. الإعلام أيضاً يلعب دوراً حاسماً في تشكيل الوعي المجتمعي. ينبغي على الإعلام التركيز على نشر رسائل تدعو إلى الاحترام المتبادل والتفاهم بين الأديان والقوميات المختلفة، مع محاربة التطرف الديني وخطاب الكراهية. تشجيع الحوارات المفتوحة بين المجتمعات المختلفة يساهم في بناء الثقة وتعزيز النسيج الاجتماعي. دعم المجتمع المدني يعد عنصراً أساسياً في تحقيق هذه الأهداف. يتطلب الأمر مبادرات محلية تعزز الوحدة الوطنية وتقدم الدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين من العنف. ينبغي على التشريعات الحكومية أن تكون صارمة في محاربة خطاب الكراهية والتحريض على العنف، لضمان تحقيق الأمان الاجتماعي والابتعاد عن التطرف الديني. تغذية التطرف الديني من قبل بعض الجهات لأغراضها الخاصة، عبر استغلال الفقر والجهل والانقسامات السياسية و الاجتماعية، يعزز من تفشي الكراهية ويزيد من تحديات بناء المجتمع. من الضروري كشف هذه الجهات وفضح مخططاتها، وتوحيد الجهود لمواجهتها عبر التوعية والتعاون المشترك. في مواجهة هذه التحديات، يجب تبني استراتيجيات شاملة تركز على تعزيز الوحدة الوطنية وتعميق الفهم المتبادل بين المكونات الدينية والقومية المختلفة. يجب تنظيم برامج لإعادة تأهيل الأفراد المتأثرين بالفكر المتطرف وتوفير منصات للحوار بين الشباب من خلفيات متنوعة لتعزيز التفاهم وتبادل الأفكار. تعزيز التعايش والتفاهم بين مكونات المجتمع العراقي والكوردستاني يتطلب جهوداً مستمرة لبناء جسور الثقة والاحترام. يمكن تنظيم فعاليات ثقافية و تجمع بين مختلف الأطياف، مما يسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية. المبادرات المشتركة بين منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الدينية تلعب دوراً مهماً في تعزيز قيم السلام والتسامح، مما يساعد في بناء مجتمع موحد ومتماسك. دور رجال الدين في تعزيز العلاقات ومكافحة الفتنة والابتعاد عن العنف الديني وخطابات الكراهية له أهمية بالغة. من خلال خطبهم ومواعظهم، يمكنهم نشر قيم الحب والتسامح والسلام، وتوجيه الناس نحو الاحترام المتبادل. يجب أن يكون رجال الدين قدوة في السعي نحو الوحدة والعمل على تقريب وجهات النظر بين الأديان والمذاهب المختلفة. تعاونهم مع المؤسسات التعليمية والإعلامية يسهم بشكل كبير في خلق بيئة مجتمعية ترفض التطرف والعنف. تأثير الفكر المتطرف على المجتمع يتجلى في جوانب سلبية عدة، منها تفكيك الروابط الاجتماعية وتعزيز مشاعر الكراهية والعنف. كما يعرقل التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال زرع الخوف والقلق بين الناس، مما قد يؤدي إلى هجرة الكفاءات والعقول الواعدة. التطرف يقوض الثقة بين أفراد المجتمع ويعزز مشاعر العداء، مما يعيق التقدم والازدهار. حالياً، أصبح استغلال الفكر المتطرف الديني أكثر تعقيدًا وانتشارًا، حيث تستغل الجماعات المتطرفة الدين لتحقيق أهدافها السياسية والاجتماعية، معتمدة على تفسير متشدد للنصوص الدينية لتبرير العنف. هذه الجماعات تستغل الجهل والفقر لتجنيد الأتباع، وتستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لنشر دعايتها. هذا الاستغلال يفاقم التفرقة والعداء بين مكونات المجتمع، مما يهدد الاستقرار والأمان. من الضروري التأكيد على أنه ليس من العدل تحميل المجتمع بأسره مسؤولية تصرفات فردية. يجب محاسبة الأفراد المتورطين في التطرف دون تعميم اللوم على المجتمع بأسره. تحميل مجموعة كبيرة من الناس مسؤولية تصرفات فردية يقوض جهود بناء الثقة والتفاهم. ينبغي التركيز على تصحيح سلوك الأفراد المتورطين وتقديم الدعم اللازم للمجتمعات المتضررة بدلاً من خلق أجواء من الإدانة الجماعية. استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي لنشر رسائل السلام والتسامح يمكن أن يكون فعالاً في الوصول إلى الشباب، مقدماً بديلاً إيجابياً للأفكار المتطرفة. بتضافر الجهود بين التعليم والإعلام والمجتمع المدني، يمكننا بناء مستقبل أكثر إشراقاً وسلاماً لجميع سكان العراق وكوردستان. يجب ألا ننسى أن منذ الثالث من أغسطس 2014، ما زال النازحون الأيزيديون يعيشون في مخيمات كوردستان، حيث فتحت كوردستان أبوابها وجوامعها لهم. هذا العمل الإنساني هو مثال حي على التسامح والتعايش والدعم الإنساني في أوقات الأزمات.

RELATED ARTICLES

Most Popular