الأربعاء, أكتوبر 23, 2024
Homeمقالاتلتحريض على قتل النفس جريمة كبيرة : محمود المارديني

لتحريض على قتل النفس جريمة كبيرة : محمود المارديني

منشور موجه (وبالكصة) إلى الذين يتباهون بما تلقوه خلال دراستهم الجامعية بشكل أكاديمي، ولا يعلمون بأن الشهادة والدرجة العلمية لا تثبت أن من حاز عليها هو إنسان مفيد للمجتمع، ولا تعني أبدا أن من حصل عليها هو مثقف ولديه إدراك ووعي وحضور في المجتمع.
باديء ذي بدء، نؤمن بالله الواحد الأحد، ربا جليلا وخالقا عظيما، ونفتخر بالرسول الأكرم الصادق الصدوق الأمين نبيا ورسولا، ونعتز بالإسلام دينا.
الحمد لله رب العزة، وله الشكر والثناء على نعمة الإسلام، الحمد لله رب العرش العظيم الذي جعلنا ندافع عن نبي الرحمة محمد (ﷺ)
بأخلاقنا وحسن تعاملنا مع الناس.
نود هنا أن نشير إلى أن الله سبحانه وتعالى الموصوف بـ (( رب العالمين ))
قد تكرر ذكره في القرآن الكريم (42) مرة
وذكرت كلمة :
(( الإنسان )) في القرآن الكريم (65) مرة.
وتكرر النداء في القرآن الكريم بـ
(( يا أيها الناس )) في (20) موضعا.
والمتأمل في تلك الآيات جميعها يجد أنها تخاطب جميع الناس، تدعوهم إلى التأمل فيما ينفعهم في آخرتهم، وتذكرهم بربوبية الله لهم.
وعليه نقول :
الحمد لله رب العالمين، الذي مكنا بالدفاع عن الدين الحنيف بكل ما نملك من عزم وقوة في وقت توارى فيه الكثيرين بجحورهم خائفين،
أليس المطلوب من كل شخص يتسنم منصبا أو وظيفة في أي مجال كان، وخاصة في مجال التعليم أن يكون ملما بثقافة المجتمع الذي هو فيه، وأن يكون قدوة حسنة للجميع.
وإن كان مسلما عليه أن يتبع سنة النبي المختار (ﷺ) ويسير على نهج الإسلام الخالد
جاء في الذكر الحكيم :
(( أدْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )) (125) سورة النحل
إن التحريض على قتل النفس التي حرمها الله عزوجل، إلا بالحق كبيرة من أكبر الكبائر وجريمة من أعظم الجرائم، فقد قال الله تعالى: (( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق )) (33) سورة الإسراء.
وقال تعالى : (( من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا )) (32) سورة المائدة.
والكافر المسالم محقون الدم والمال في الإسلام، فلا يجوز الإعتداء عليه بأي حال إذا كان صاحب عهد أو أمان أو ذمة، لقول النبي (ﷺ) : (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما) (رواه البخاري).
وقد حرم الإسلام الإعتداء على الحيوان البهيم عمدا بدون سبب، فقال النبي (ﷺ) :
(ما من إنسان قتل عصفورا فما فوقها بغير حقها إلا سأله الله عز وجل عنها) الحديث رواه النسائي والحاكم وصححه.
فما بالك ببني آدم الذين كرمهم الله بقوله: (( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا )) (70) سورة الإسراء.
كل من يرى أنه مخالف لي فيما ذكرته أو سأذكره في هذا المنشور :
أتعلمون أن أمير المؤمنين علي بن طالب (رض) قد قال ومنذ أكثر (1400 عام) لعامله على مصر مالك الأشتر :
(الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق) ؟؟!
أليس الدفاع عن المسلمين الذين يقتلون بدم بارد في : غزة وجنوب لبنان واليمن وليبيا والعراق وكشمير وجنوب الفليبين ومينمار وجنوب الصحراء في أفريقيا ودول القوقاز وفي الهند والصين، أوجب من التحريض على قتل من يخالفنا في الدين والمذهب والعرق ؟؟!
ألا ترون كم هو حجم خطاب الكراهية ضد الإسلام وحرق القرآن الكريم والإساءة إلى نبي الرحمة، وخاصة في السويد والدنمارك وهولندا، أين موقفكم أيها (الغيارى) من ذلك ؟؟!
ألا ترون شعوبنا خاضعة ذليلة وحكامنا جبناء متخاذلين، فقط نسمع ونرى جعجعة اللسان والأكاذيب والبطولات الكارتونية؛ لأن عدونا أكثر منا قوة وأشد عزما، لكن عندما يتعلق الأمر بتعاملنا مع من هم أقل قوة منا وأشد ضعفا، من أبناء الأديان والمذاهب والقوميات المختلفة عنا في الدين والعرق، نرى أبطال الجهاد والتحرير والعنتريات، ألا يعتبر ذلك
جبنا ونفافا وتخاذلا.
ألم يحن الوقت لتبديل أيدلوجية القتل والجنس
لتحل محلها ثقافة الحوار والتسامح والتعايش السلمي بين الجميع بعيدا عن الطائفية المقيتة والقتل على الهوية والإنتماء والقومية والدين والمذهب والعقيدة ؟؟!
ألا لعنة الله إلى يوم الدين على علماء الدين من وعاظ السلاطين والساكتين عن قول الحق.
ختاما أعلن إستعدادي الكامل أن أناظر أي عالم دين أو مفكر أو أستاذ جامعي من مجموع (2) مليار مسلم على وجه الأرض، حول ما ذكرته أعلاه، فالدين لله وحده والوطن للجميع، والله ناصر المؤمنين.
محمود المارديني.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular