في الذكرى العاشرة للهجوم الوحشي الذي شنته داعش في 3 أغسطس 2014، تظل معاناة منطقة شنكال، وبخاصة قرية كوجو و حردان و مناطق اخرى ، شاهدة على واحدة من أسوأ الإبادات الجماعية في العصر الحديث. الهجوم كان محاولة ممنهجة لإبادة المدنيين الإيزيديين، حيث شهدت المنطقة مجازر غير مسبوقة كانت تهدف إلى القضاء على الإيزيديين لأسباب دينية وعرقية. في تلك الأيام العصيبة، نُفِذت عمليات إبادة جماعية في مناطق مثل كوجو وحردان، حيث استهدف الإرهابيون المدنيين بشكل وحشي، مستغلين دعم بعض القبائل العربية المتعصبة والمجاورة لقرى شنكال. بعد مرور عقد من الزمن، لا يزال المجتمع الإيزيدي يعاني من تبعات هذه الإبادة. بينما يواصل الناجون جهود إعادة بناء حياتهم، لا يزال مصير العديد من الإيزيديين مفقوداً ومصيرهم غير معروف. الوضع الحالي في شنكال معقد للغاية. يعاني المجتمع الإيزيدي من تباين في المصالح والاتجاهات، مما يعوق تحقيق حل شامل يعالج الجرح ويضمن حماية الأجيال القادمة. تتصادم الأجندات الداخلية والخارجية، حيث تسعى الحكومة الفيدرالية لتقليص حجم القضية وعدم الاعتراف بها كإبادة جماعية، مما يعوق جهود التدويل والعدالة. تسير عملية فتح المقابر الجماعية ببطء، ويواجه البحث عن الإيزيديين المحتجزين في دول الجوار مثل سوريا وتركيا صعوبات كبيرة. وعلى الرغم من جهود فريق التحقيق الدولي ”يونيتاد“، فإن قرب انتهاء مهمتهم وتسلّم آلاف الوثائق الحساسة يثير القلق من أن الحكومة قد تسعى لإنهاء المهمة دون تحقيق نتائج ملموسة، مما قد يؤثر سلباً على قضية الإيزيديين. يتطلب الوضع الراهن إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة المتورطين في الإبادة الجماعية، وضمان تحقيق العدالة للضحايا وتعويضهم. كما يجب تعزيز العدالة الاجتماعية وإعادة بناء البنية التحتية في شنكال، وتكثيف جهود إعادة البناء الاقتصادي. تشكيل قوة موثوقة من سكان شنكال بالتعاون مع إقليم كوردستان والحكومة المركزية والمجتمع الدولي يعد خطوة حيوية لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة وحمايتها من تهديدات مستقبلية بالإبادة الجماعية. يواصل الإيزيديون وأهالي الضحايا مطالبتهم بإنصاف كامل. تشمل مطالبهم ضرورة تقديم الدعم الكامل للناجين من الإبادة الجماعية، وتحديد مصير المفقودين بشكل عاجل، وتوفير تعويضات مناسبة للعائلات المتضررة. كما يدعون إلى إنشاء محكمة دولية خاصة لمحاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم، لضمان تحقيق العدالة وإحالة الجناة إلى القضاء. بالإضافة إلى ذلك، يطالب المجتمع الإيزيدي بإعادة بناء البنية التحتية في شنكال بشكل كامل، بما في ذلك المدارس والمستشفيات والمرافق العامة، لضمان عودة حياة طبيعية للنازحين. كما يؤكدون على أهمية دعم الجهود الإنسانية لتأهيل الأطفال والنساء الذين تأثروا بشكل مباشر بالعنف، وتعزيز برامج التعليم والرعاية الصحية لدعم استقرار المجتمع الإيزيدي وإعادة بناءه. الهجوم على شنكال في 3 أغسطس 2014 كان جزءاً من حملة واسعة النطاق شنتها داعش ضد الأقلية الإيزيدية في العراق. الإيزيديون، الذين ينتمون إلى مجموعة دينية ذات معتقدات غير تقليدية، كانوا هدفاً لهذه الهجمات بسبب اختلافاتهم الدينية والعرقية. الهجوم أسفر عن قتل الآلاف، واستعباد النساء والفتيات، وتدمير الممتلكات. تُعد هذه الأحداث واحدة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية في العصر الحديث، وصنفتها الأمم المتحدة كإبادة جماعية. المنطقة، بما في ذلك شنكال وكوجو وحردان، تعرضت لتدمير واسع النطاق، مما أدى إلى نزوح آلاف العائلات. الجهود الدولية لملاحقة الجناة ومحاسبتهم ما زالت جارية، لكن التحديات السياسية والإدارية تعيق تقدم هذه الجهود. البحوث المتعلقة بالمقابر الجماعية والبحث عن المفقودين تواجه صعوبات، بينما تشهد المنطقة تأخيراً في عمليات إعادة البناء والتعويض. تحقيق العدالة وتعزيز استقرار المنطقة يتطلب تضافر جهود الحكومة العراقية وحكومة كوردستان لتأهيل الأجواء وإعادة النازحين إلى مناطق سكناهم في شنكال، والمجتمع الدولي، والمنظمات الإنسانية لضمان عدم تكرار مثل هذه الفظائع في المستقبل. الإحصائيات المتعلقة بمجزرة قرية كوجو، التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي، بتفاصيل صادمة حول الفاجعة التي حلت بالقرية. تقع قرية كوجو جنوب قضاء شنكال، على بعد حوالي 35 كم، وتتبع إدارياً لناحية القيروان. قبل اجتياح تنظيم داعش، كان عدد سكان قرية كوجو يتجاوز 1700 شخص. وقد خلف الهجوم الوحشي للتنظيم أكثر من 518 شهيداً من أهالي القرية. حتى الآن، تم اكتشاف 11 مقبرة جماعية، وفتح كل المقابر لتوثيق الجريمة. تشير الإحصاءات إلى أن عدد الناجين من المجزرة بلغ 19 شخصاً فقط، بينما تم دفن 154 شهيداً من قبل ذويهم في المقبرة الخاصة بالإبادة. في الوقت نفسه، عادت 30 عائلة فقط إلى مناطق جنوب شنكال، دون أن يعودوا إلى كوجو. هذه الإحصائيات تسلط الضوء
على فداحة المجزرة والدمار الذي خلفه تنظيم داعش في قرية كوجو، مع التأكيد على التحديات الكبيرة التي تواجه المجتمع الإيزيدي في إعادة بناء حياته واستعادة هويته