إذا كانت افغانستان تسمى بمقبرة الامبراطوريات فبالتأكيد أن الشاهد الأبرز في هذه المقبرة هو شاهد قبر الاتحاد السوفيتي الذي هزم جيشه في افغانستان خلال الحرب السوفيتية الافغانية امام القوة غير النظامية للمقاومة التي عرفت باسم المجاهدين الافغان بعد حرب ضروس استمرت عشر سنوات اضطر بعدها الاتحاد السوفيتي للانسحاب من افغانستان دون ان يحقق ايا من اهدافه الاستراتيجية غزا الاتحاد السوفيتى أفغانستان بحجة التمسك بمعاهدة الصداقة السوفيتية الأفغانية لعام 1978 فى 24 ديسمبر 1979 فمع اقتراب منتصف الليل نظم السوفييت جسرًا جويًا عسكريًا ضخمًا إلى كابول شمل ما يقدر بنحو 280 طائرة نقل وثلاث فرق تضم ما يقرب من 8.500 رجل لكل منها، فى غضون أيام قليلة، قام السوفييت بتأمين كابول ونشر وحدة هجوم خاصة ضد قصر تاجبرج وواجهت القوات السوفيتية عناصر من الجيش الأفغانى الموالية للرئيس حفيظ الله أمين مقاومة شرسة لكنها وجيزة فى 27 ديسمبر تم تعيين بابراك كرمال زعيم فصيل بارشام المنفي من الحزب الديمقراطي الشعبي الماركسي لأفغانستان كرئيس جديد للحكومة في أفغانستان ودخلت القوات البرية السوفيتية أفغانستان من الشمال ومع ذلك واجه الجيش الاحمر السوفيتي مقاومة شرسة عندما غامروا بالخروج من معاقلهم إلى الريف استخدم المقاتلون تكتيكات حرب العصابات ضد السوفييت كانوا يهاجمون أو يداهمون بسرعة ثم يختفون فى الجبال مسببين دمارًا كبيرًا دون معارك ضارية استخدم المقاتلون أى أسلحة يمكنهم الحصول عليها من السوفييت أو التى حصلوا عليها من الولايات المتحدة حيث قدمت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية مليارات الدولارات من الدعم للمجاهدين الافغان تحولت موجة الحرب مع إدخال الولايات المتحدة للصواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الكتف فى عام 1987 ما سمح بإسقاط الطائرات والمروحيات السوفيتية بشكل منتظم قرر الزعيم السوفيتى ميخائيل جورباتشوف أن الوقت قد حان للخروج وبدأت القوات السوفيتية في افغانستان في الانسحاب في عام 1988 بعد أن أصابها الإحباط ولم يكن هناك نصر في الأفق وعبر آخر جندي سوفيتي عبر الحدود في 15 فبراير 1989 كانت حرب افغانستان أول حملة عسكرية سوفييتية خارج الكتلة الشرقية منذ الحرب العالمية الثانية وشكلت نهاية فترة تحسين العلاقات في الحرب الباردة.
