الخميس, سبتمبر 19, 2024
Homeمقالاتفي رؤيا المدن المنكوبة : مصطفى محمد غريب

في رؤيا المدن المنكوبة : مصطفى محمد غريب

ندخل من بوابات اوروك النكبة

الأبواب المدهونة باللون الأسود

ونرى اشجار الدفلى

تصطاد فراشات الأزهار

ونرى تموز المتجمد في الفقرات

يتذكر فعلاً سبع مراحل

تتفرع من قيمٍ

وحضارات الوادي الموصوفْ بالألواح الطينية

حضاراتٌ في تاريخ النهرين

أزمانٌ تخلق فيها الوثبات!

وزمانٌ بَشَر بالعقل

وحدائق فكريةْ

تتعالى فيْ الرايات

تنبتُ قداح التبشير

في ريحٍ شرقية

صبحٌ ومساءْ

 تتبرعم من ثورات

 ومزارعها تمتد بعيدا
تُسقى من دجلةْ

تحي فرات الآخذ في التجفيف القسري

وخلايا تنشر افكاراً حرةْ

قالوا، وحكوا

عن زمنٍ ساد الغصات * 

وضحاياه العصر تراكم من آهات

 وطنٌ أصبح غصة من غصات..

كنا في الداغستاني

نلمحه في كل صباح

يغسل في عتبات الطرقات الفوقية

سعياً ابداً خلف الوهم الشاذ

حط على افئدة الصبيان

سجل وجدان القنطار من الاحزان

ليعيد مساوئ ماضيهم

وَيُشيدَ الذل عبارات الأمة

” أمة لا عنوان

أمة قربان

أمة برهان “

امة تبغي العصيان

أحصنة ٌ تركب في الفلوات

وافراساً شهباً للشهوات

ليهب العقل يجاور سر التاريخ

وليكشف حقب القتل هوية اسماء

تتعاطف في رؤيا الفسحة

في كل مكانْ

 تتنقل في الازمان

وحوافر تزحف في اثار البنيان

فتدق القلب تدق الجدران  

ما مر الوقت بلا زيفٍ او تزييف

وبلا قهرٍ والفصل خريف

في زمن الحرس الغربان

والتلفاز المغشوش بإسم الدين

يزيد هموم القوم ضباب

يطرح نفس الأسماء بلون داكن  

وتنابلة الدعوات على المذياع

حطوا فتحات الانبوب سراب الكلمات

وانفرد القربان رهان

والقاطع في السفرات يغني القحط الانسان

صاح بأعلى صوتٍ

الرابوت نشيد الكدح الملعون على الأبواب

ودمٌ يتدفق من موتى احياء

أيكون الصوت التقديس مزامير الساعة ؟

أيكون النبض طبول الاحياء؟

أتكون السكين غزاة الغربيين

هَموا في الظل التبشير بما هو آت

صاحوا الانسان التابوت على الاكتاف

مدنٌ أغوانية تلطم ليل نهار *

في خازوقٍ موعودٍ للتضليل

تُخضعه الكلمات المسمومة

تجعله رمزاً في زمن ٍمن نكبات ْ

تذبحهُ سكين غزاة خلف البحر المنفي 

صاحوا في الاصحاب

يُحكى ان الاغرابْ
جاءوا سكنوا المدن النهرية

سدوا شلالات مياه الأعين

وضعوا كلمات التهديد

في صيغٍ تخديرية

وحكايا نسجوا للتعميم

خدعوا الوعي التبصير

في المدن الأسطورية

مدنٌ قدسية

وكورال عبيد التقديس على طول المسرح

ونشيد ينشد للتدريس بالطاعة الأبدية

أيعيد التاريخ المشي على الارجل دون الرأس؟

هل نسمح خوفاً أو صمتاً ان يثرم عظم عراق الخير؟

ما هذا “الطنطل *”

هذا اللص خداع الشعب الكادح

اين الهمة في غلق الأبواب

اين النخوة في فتح مزاريب العقل

ما هذي العصمة في تاريخٍ الحصة

يا مدن العزل الملغومة بالسم الترياق

يا جرح الوطن المنكوبْ

بالكذبة التدميرية

بالنكبة المأساوية..

وقاموس الأشرار؟!

1 / 8 / 2024  

ــــــــــ

* الغُصَّةُ: هي انْسِدادُ مَجْرَى الهَواءِ في المَرِيءِ

بِسَبَبِ وُصولِ جِسمٍ غَرِيبٍ إليه،

* الإغوانا هي نوع من الزواحف ذات الدم البارد  

* طنطل هو شخصيَّة خُرافيَّة ضاربة في التراث الشعبي العراقي

 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular