ثمة أفكارقتلتْ أصحابها في مقصلة الفكرالحرْ وحكايات (أرخنة) أحداث وحيثيات إرهاصات الصراع الطبقي قديمهُ وحديثهُ بأستهداف أصحاب الكلمة الحرَة لفوبيا نشرهم نشاطهم الفكري في ثقافة العقلنة المضادة للغيبيات اللاهوتية المكتسبة للقدسية لأجل السيطرة على الجمهوربأسركيانهِ وروحهِ وعواطفهِ إلى زمكنة منطقة (الصفر) حيث العزلة التامة وأستحالة الخروج منهأ وذلك بتعطيل ديناميكية العقلنة الماحقة للفنتازياتالغير واقعية في الأحداث الغيبية المقدسة ربما ، وعند أفتقاد النص تلجأ جماعة الجهل والتجاهل لفتاوى الظلالة ، مما أستوجب حضورجماعةالعقلنة ومثقفو الواقعية الملتزمة بيد إنهم واجهوا الأضطهاد والنفي والتغييب والصعود لمقصلة الفكر الحر لسحق أجسادهم كمادة فانية وخُلدتْ أرواحهم وأفكارهم النبيلة أبد الدهر ، أليس هو الغباء بعينهِ ؟ عند جمهورالجهالة في أنتحارفضاءات الأنسنة وحب الحياة ، وإن ظنهم الخائب يقودهم حظهم العاثرإلى أعماق مستنقع الخيبة والخذلان والخواء الفكري والروحي ،وليعلموا أن الطغاة كالأرقام القياسية تتحطم في يومٍ ما !!! ، وثمة عتمة وضبابية لقضاة العدل في عوالم الرأسمالية ذات الأنظمة الشمولية لتشمل جغرافيتها منطقة الشرق أوسطي والشمال الأفريقي وجميع دول النفط الخليجية ، ولا أستثني العراق منذ تأسيسه وبعمره القرن يتعايش الزمن المر ومحطات الخيبة تعمل جاهدة في حجب الحرية كوسيلة لأنهاء ونحر الحرية ،وهم يتناسون إن الأفكار الحرة تبقي مضيئة في فضاءات الأنسنة وجنبات التأريخ البشري ، ولا للفكر الظلامي إنها ثمة وصفة أنتحارللأمة .
ولا —لآعداء حرية الرأي لكونهم يبصمون كل يوم تصريحاً للقتل العمد ، إن شواهد التأريخ المنصف للشعوب التواقة للحرية سجلت لأبطال مناضلين سحقوا بطرق وحشية وبقيت أرواحهم وأفكارهم مخلدة أبد الدهر تاركين بصماتهم بارزة في أرشيف السفر البشري أمثال :
– الفيلسوف سقراط تجرع السم وغُيب كجسد وخُلدت ْ أفكارهُ .
– صُلب اليسوع ونطقت خشبتهُ بالسلام والمحبة .
– وأغتيل جيفارا في غواتيمالا بعيداً عن وطنهِ وبقيت كلماتهُ الحرة والثورية تقلق مضاجع الطغاة .
– سيذكر التأريخ ( لوركا ) الشاعر والصحفي والرسام والناشط اليساري المسالم عدوالدكتاتورية والأثنية المقيتة ، وربما دُقتْ لهُ أجراس همنغواي لأنهُ كان على موعدٍ مع الموت بايدي كتيبة متخصصة للأعدام الميداني من جنود فرانكو أثناء الحرب الأهلية الأسبانية في 19 يوليو تموز رمياً بالرصاص 1936 بتهمة كونه (يساري وأشتراكي)وأقل ما يقال عنهُ إنهُ صحفي مكلف بالأعلام الحربي ، ومعلوم هي تلك القوى الخفية الناعمة ضد الفرانكويةالشوفينية في بدأ الحرب الأهلية الأسبانية حينما كان بعمر 38 عاما ، وهذه أبيات آخر قصيدة لهُ بترميزة (ماريا ) والتي يقصد بها قدسية الحرية :
ما الأنسان دون حرية يا ماريا ؟!
قولي لي كيف أحبك ؟
إذا لم أكن حُراً
كيف أهبكِ قلبي إذا لم يكن ملكي .
( أقتباس من مسرحية ” نساء لوركا ” في مهرجان قرطاج عام 2006 )
– وقُطع (الحسين بن علي) وأصحابهُ وأنصارهُ ال 72 ، بيد إنهُ ترك لنا مدرسة في الصمود والنضال ضد الطغاة وأرثا في الخلود الأبدي خلال أدلجة أفكارهِ الحرة في قولهِ : لم أخرج أشراً أو بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً ، إنما خرجتُ لطلب (الأصلاح ) في الأمة ، حقا هو ليس شخصاً بل هو مشروعاً وليس هو فرداً بل هو منهجاً وليس هو كلمة بل هو راية ، جمع الحسين كل صفات القائد الفذ فهو حسين الشجاعة والغيرة والكرامة والصبر ، شهيد الشرف والأباء وأحقاق الحق وشهيد الجهاد الحقيقي لانقاذالمضطهدين والمظلومين من طواغيت عصره ، فكان هدفهُ الأصلاح الأخلاقي العقائدي حين ساءت الأمور في أرجاء البلاد ، إذاً هي حركة نهضوية تصحيحية كانت فاتورتها الجهادية ثقيلة بتمريرهِ وأصحابهِ طعماً لمقصلة الفكر لسحق أجسادهم وبقاء أفكارهم التحررية خالدة منذ 1400 عام وما دامت الساعة .
– الحلاج : هو أحمد الحسني منصور الحلاج ، شيخ المتصوفة في العهد العباسي في العراق ، ولادة منتصف القرن الثالث للهجرة حيث تمَ صلبهُ في 26 مارس 922 م – 309 هجرية أي مضى علي تغيبهِ ألف ومئة سنة ، أتهم بالزندقة والخروج عن طاعة ولي الأمر الخليفة المقتدر بالله العباسي وذُبح الحلاج المثقف العربي وبقيت نظريته في ( الفهم الخاطيء والمغلق للدين ) مضيئة أعتبرته المتصوفة جهادا في سبيل أحقاق الحق والدفاع عن المظلومين لذا نكتب اليوم أفكارهُ الأنسانية لنشر ثقافة العقلنة .
– الدكتور فرج فوده من مصر أم الدنيا 1945-1992 كاتب ومفكر وصحفي وناشط في حقوق الأنسان بأيديولوجية ثابتة شعارهُ { دولة مدنية ديمقراطية } أغتيل على يد الجماعة الأسلامية ( أخوان المسلمين ) بسلاح ناري في 8 حزيران1992في القاهرة كان على موعدٍ مع مقصلة الموت بتكفير من الأزهر ، كانت كلمتهُ الأخيرة وهو يحتضر : يعلم الله أنني ما فعلتُ شيئاً إلا من أجل وطني ، وكان أعتراف القاتل ( عبدالشافي رمضان ) إنهُ الذي قتل فرج فوده بسبب (فتوى ) الدكتور عمرعبدالرحمن مفتي الجماعة الأسلامية بقتل المرتد فرج فوده ، فلإنهُ مرتد ، لما سئل من أي كتبٍ عرفت إنهُ مرتد ؟ أجاب بأنهُ لا يقرأ ولا يكتب ! ولما سئل لماذا أخترتم موعد الأغتيال قبيل عيد الأضحى ؟ أجاب لنحرق قلب أهلهِ ! .
مؤلفاتهِ
– كتاب قبل السقوط 1984
– كتاب الحقيقة الغائبة 1984
– كتاب الملعوب 1985
– كتاب الطائفية إلى أين ؟ 1985
– كتاب حوار حول العلمانية 1987
– كما كتب عدداً من البحوث والمقالات في جرائد المعارضة ( جريدة الأهالي والأحرار ) .
– محمود محمد طه من السودان مؤلف ومفكر سياسي 1909 – 1985 يعتبر أكثر المفكرين العرب جدلا في التأريخ بأفكاره العقلانية الحرة والتي ذكرها في أنجازاتهِ الفكرية الثقافية : حيث نادى بالمساواة بين الرجل والمرأة في الأرث والشهادة في ( كتابه الثالث الأحوال الشخصية )، قسم التأريخ الأسلامي إلى قسمين العهد المكي والعهد المدني وأن العهد المدني في المدينة أنتهى بموت الرسول ، ومن أهم الأفكار التي طرحها محمود محمد طه في كتابه ( الرسالة الثانية من الأسلام ) بطلان آيات الجهاد ، وأكد لا حجاب للمرأة في كتابه الرابع ( عقل المرأة وخلقها ) ، وطبق عليه الحد وأعدم بتحالف الأزهر ورابطة العالم الأسلامي في السعودية وجماعة الأخوانالمسلمين في عهد الرئيس الأسبق في السودان جعفر النميري في 18- 11-1985 ، وأغتيل شنقاً بتهمة الردة عن الأسلام بيد أن أفكارهُ شكلت تحدياً أخلاقيا في مواجهة محترفي التجارة بآلام الشعوب وتطلعاتها ، إنها أزمة تفسير الدين كما تعتقد جماعة جمهور النص المقدس .
– علي شريعتي المفكر الأيراني الذي أغتيل في لندن عام 1977 لكونه ملتزم بقول الحق والكلمة الحرَة ، يقول سألتُ صديقي لماذا لا أسمع صياح ديككم ؟ قال : أشتكى منهُ الجيران فذبحناه ! أدركتُ حينها من يوقظ الناس يقتل !؟، أصبح تأويل الدين وتحريف أفكارهِ مصدر دخل لوعاظ السلاطين وحراس المعابد ( كتاب ” الأنسان الحر ” د- علي شريعتي ) .
– كامل شياع : أغتيال عقل وموعد مع الموت المجاني ، أنهُ من رعيل مثقفي النور والضياء ، الحقيقة أعجبتُ بكتابه ومنجزه الثقافي المميز(عشاق العراق ) حيث كان ينظر بعيدا في صنع دولة المدينة الفاضلة (اليوتوبيا) حيث السلام والحرية والخبز النظيف ، وإلى بناء وطن يسع جميع مكوناتهِ الجميلة ، عاد إلى الوطن الأم بعد سنوات الجمر ومشاعر الجلد الذاتي للمنفى القسري أعطي منصب مستشار في وزارة الثقافة ليسهم في بناء وطن جديد بمشهد أنساني ملتزم ولأنسنته التي لم يقبل عليها الظلاميون أمطروه بوابل من الرصاص في 23 \8\2008 ليسكتوا كل شيء جميل في رأس الشاب المناضل ا لعراقي كامل شياع .
ولتعلم مقصلة الكلمة الحرة إن التعبير عن الرأي حقَ مشروع ومكفول ليس أمتياز تمنحه الدولة لمواطنيها وإن حق التعبير والأعتقاد يعتبران الرافعة الأساسية للديمقراطية ، وكل الحقوق والحريات مكفولة في الدستور العراقي للعام 2005 ( المادة 13 يعتبر الدستور القانون الأسمى والأرفع في البلاد ، والمادة 37 حماية الأفراد من الأكراه الفكري والسياسي والديني ، والمادة 38 تكفل حرية الصحافة والتظاهر السلمي ، والمادة 45 تكفل الدولة تعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني ، وللعلم إن الفقرات الواردة في الدستور ا لعراقي مكفولة أممياً في الأتفاقات الدولية .
والشكر الموصول لمؤسسة المدى لجمعها نتاجات المثقف اليساري المغدور ” كامل شياع “ الأدبية ا لثقافية في ثلاث كتب تحيي فيها أفكارهُ الأنسانيةالنبيلة : كتاب تأملات في الشأن العراقي ، كتاب قراءات في الفكر العربي والأسلامي ، كتاب الفلسفة ومفترق ما بعد الحداثة .
كاتب وباحث عراقي مغترب
في آب أوغسطس 2024