على مر ال45 عاما المنصرمة، کان ولازال من أکثر المواضيع خطورة وحساسية طرحها في إيران،
هو موضوع منظمة مجاهدي خلق أيا کان سياق وإتجاه الموضوع طالما کان محوره الاساسي يتعلق
بالمنظمة، ومن دون شك فإن الاهتمام الاستثنائي الذي أولاه ولازال يوليه لموضوع مجاهدي خلق يأتي
من الدور والتأثير الذي لعبه ولازال يلعبه على صعيد الاحداث والتطورات وفرض نفسه کرقم صعب
على الساحة والمشهد الايراني.
بعد الاعتراف الملفت للنظر للنظام الايراني بدور وتأثير مجاهدي خلق في تفجير وتوجيه إنتفاضة 28
ديسمبر2017، والذي فند ودحض معظم التصريحات والمواقف السابقة لقادة النظام بشأن إنتهاء دور
وتأثير المنظمة على الساحة الايرانية، فإنه وفي خطاب كاشف، أصدر جواد هاشمي نجاد، رئيس منظمة
هابيليان، وهي منظمة أمنية واستخباراتية مرتبطة بالنظام، تحذيرا صارخا بشأن النفوذ والأنشطة
المتزايدة لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية . وفي حديثه إلى أعضاء الباسيج، أشار بشكل ملحوظ إلى
المنظمة باسمها الكامل بدلا من استخدام مصطلح النظام، مما يشير إلى مدى عدم أهمية مصطلح
“المنافقين” داخل إيران.
هذا الاعتراف ولاسيما من جانب هذا المسٶول الذي قام النظام بإناطة دور موجه الحملات الضالة
المضلة والکاذبة والمخادعة ضد المنظمة، يعتبر بمثابة إعتراف نوعي غير مسبوق ولاسيما وإنه يأتي
بعد الاحداث والتطورات المتداعية عن إنتفاضة 16 سبتمبر2022، وبعد إثارة حرب غزة من جانب
النظام ومصرع رئيسي، مما يدل وبکل وضوح بأن المنظمة کانت ولازالت التهديد الاکبر والاکثر
خطورة وتأثيرا على النظام.
وکما قد قامت وسائل الاعلام الحکومية في سياق نشرها لهذا الخبر المهم، قال المسٶول المذکور:" إن
أنشطة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، وخاصة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك أحداث عامي 2017
و2019، لا تزال تلعب دورا مهما في القضايا المحلية والدولية. “ونجحت السيدة مريم رجوي في أحد
اجتماعاتها في الكونغرس الأمريكي في حشد دعم 90 بالمائة من أعضائها للمشاركة في ذلك الاجتماع"
وأضاف مشددا أن:" الخطر الرئيسي يكمن في حقيقة أن هذه المنظمة تواصل أنشطتها التدميرية تحت
ستار حقوق الإنسان والديمقراطية، ويجب الاعتراف بهذه القضية باعتبارها تهديدا خطيرا لأمننا".
ومن جانبها وفي سياق نقلها لهذا الخبر، لفتت وکالة أنباء الباسيج الانظار الى الدور والثقل الدولي
للمنظمة بقولها:" أشار هاشمي نجاد إلى نفوذ المنافقين على السياسيين الأوروبيين والأمريكيين البارزين،
وذكر أن هذا الدعم ليس بسبب المال فقط، بل بسبب الدور الحاسم للمنظمة في تعزيز الأهداف المعادية
لإيران على نطاق عالمي".
وأضاف هذا المسٶول الذي هو رئيس منظمة هابيليان التابعة والمسيرة من جانب وزارة الامن للنظام
بأنه وهو يشير للقدرة التنظيمية المميزة للمنظمة في إقامة الاجتماعات والمٶتمرات الکبيرة:" في كل
عام، في ذكرى العمليات المسلحة للمنظمة، تعقد اجتماعات مفصلة في باريس، والتي لا تستطيع حتى
الحكومة الفرنسية مقارنتها من حيث الإمكانيات وعدد المشاركين".