من الإمراض التي تصيب الإنسان مرض الزهايمر الذي يدمر الذاكرة والوظائف الذهنية المهمة الأخرى ، واضطرابًا خفيفًا وصعوبة في التذكر حتى ينسى الكثير من إحداث أو ذكريات الماضي وأقواله أو أفعاله .
لو رجعنا بعقارب الساعة إلى الوراء ، وقسمنا تصريحات أو بيانات وتغريدات الساسة إلى ثلاث مراحل ما قبل الانتخابات ، والثانية إثناء تشكيل الحكومة وقبلها تسمية الرئاسات الثلاثة،وخلال فترة عملهما لخمس عشر سنة حكم وليومنا هذا ، والأكثر استغربا من تصريحات بعضهم وهنا بيت القصيد .
لن أتحدث عن وعودهم أو مشاريعهم ، وبرامجهم في الإصلاح أو التغيير التي طالما سمعناها من الكثيرين صباحا ومساءا من حماة الدين والوطن ، وقادة المرحلة والبناء قبل الانتخابات، وان المرحلة القادمة ستشهد متغيرات وتحولات كبرى في تغير مسار البلد ، وان المسؤولية ستكون لأهل الكفاءات والخبرات التكنر واط ، و المصيبة يكررنها في كل مرحلة تسبق الانتخابات ، وما نتج عنها وضع البلد من أسوء إلى أسوء بكل المجالات.
ولن أتحدث عن كثرة الأعذار أو الحجج التي يتعذرون بها في مرحلة ما بعد تشكيل الحكومة ،وقبلها من وضع البلد العامة معقد سياسيا، ويجب علينا تغليب المصلحة الوطنية ، وان المرحلة تقتضي نعمل ضمن الفضاء الوطني ، وتشكيل الحكومة تضم الكل كفاءة أو بدونها الأهم إن تستمر عجلة البلد بالسير ، لكن في الاتجاه الذي نراها بأمة أعيننا اليوم .
وهنا تبدأ علامات الزهايمر في الظهور لدى البعض ، وهم يوجهون سيل من الاتهامات نحو الآخرين بالفشل ، ويحملونهم المسؤولية الكاملة عن استمرار معاناة الناس ، وعدم حل مشاكل ، وكل طرف يتهم الأخر بنفس ، والطامة الكبرى الجميع مشترك في صنع القرار برلمانيا وحكوميا .
الأغرب ما في الموضوع البعض يذهب أكثر من ذلك ، ويقول العملية السياسية برمتها فاشلة منذ نشئت نواتها الأولى وليومنا هذا ، ويحمل مؤسسها أو الأب الروحي لها كل هذه الإخفاقات وعدم نجاح تجربته الديمقراطية ، وصاحب الدعوة هذه مشترك معهم قبل نشئت النواة وليومنا هذه في كل الدورات البرلمانية والحكومات الحالية والسابقة .
هذه الحالة لا ينطبق عليها ، إلا من أصابه هذا المرض العضال بدليل هم ينسون كل شي من وعودهمأومواقفهم السابقة اتجاه البلد وأهله ، ويتذكرون أمر واحدا فقط دوام مصالحهم ومصالح الغير .