مهما قيل وذکر عن الرئيس الايراني الجديد مسعود بزشکيان، فإن أهم موضوع يجب ملاحظته وأخذه
بنظر الاعتبار والاهمية البالغة، هو إنه مسٶول عن أرث رئيسي، وإن المشوار الذي مضى فيه الرئيس
السابق ولم يتمکن من إکماله بسبب مصرعه وعوامل أخرى، فإن على بزشکيان أن يمضي فيه قدما
ويکمله.
رئيسي الذي حظي بدعم وتإييد ومساندة غير مسبوقة لرئيس للنظام من جانب المرشد الاعلى خامنئي،
کانت مهمته الاساسية القضاء على حالة الغليان الشعبي التي باتت تسود سائر أرجاء إيران والتزايد غير
العادي لدور وتأثير منظمة مجاهدي خلق في الشارع الايراني وحتى تمکنها من أن تکون طرفا فعالا في
توجيه مسار الاحداث والتطورات ضد النظام.
إنتفاضة 16 سبتمبر2022، التي کانت أکبر صفعة لرئيسي وخامنئي الذي خلفه بشکل خاص وللنظام
بشکل عام، جعلت رئيسي يصاب بحالة من التخبط وعدم الاتزان عندما قام بالسعي لنقل المواجهة مع
منظمة مجاهدي خلق الى خارج إيران بعد أن فشل في حسمها لصالحه في داخل إيران، وهو الامر الذي
تجلى في سعيه لتحديد وتحجيم دور مجاهدي خلق على الصعيد الدولي وکذلك مسعاه المثير للسخرية
بمطالبة بلدان العالم بعدم إيواء المنظمة وتسليمهم للنظام!
وبطبيعة الحال فإن رئيسي کما فشل في الداخل فإنه قد فشل فشلا ذريعا على الصعيد الدولي أيضا، ولقي
رئيسي مصرعه وفي قلبه غصة عميقة من جراء هزيمته المفضوحة في صراعه ومواجهته مع
المنظمة، واليوم فإن کل المٶشرات تٶکد بأن ما لم ينجح به رئيسي ليس من المستبعد بل وحتى من
المستحيل أن ينجح به بزشکيان، ولاسيما وإن حالة التخبط والتناقض والصراع السائدة داخل النظام تٶکد
بصورة وأخرى على إن النظام صار يتخوف من المستقبل الذي صار مجهولا بالنسبة له ولاسيما في
ضوء تعاظم مشاعر رفض وکراهية النظام والنجاح الباهر لوحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي
خلق في القيام بعملية تعبئة شعبية غير عادية ضد النظام وخصوصا وإن نشاطاتها المستمرة بقدر ما
تربك النظام وتسبب له صدمات وأضرارا مختلفة فإنها موضع إستقبال وترحيب کبيرين من جانب
الشعب الايراني.
الايام القادمة ستکون وبموجب مختلف التقديرات، أياما صعبة لبزشکيان وللنظام وسيجد خامنئي نفسه
أمام ورطة کبرى وليس کبيرة، وعندما نقول ورطة کبرى، فإننا نعني بذلك إن النظام سيصل الى حيث
المنعطف الخطير والحساس الذي کان دائما يسعى لإجتنابه لکنه وبسبب من عملية إدارة الصراع التي
تقوم بها منظمة مجاهدي خلق من خلال وحدات المقاومة وشباب الانتفاضة، ضد النظام، سيجد نفسه
ورغما عنه في هذا المنعطف الذي قطعا لن يخرج منه سالما أبدا.