جانِب مُهِمّ مِن سعادةِ الإنسانِ تكمُنُ في تكوينِ أُسرةٍ وأنجابِ الأطفالِ، وهذِه ميزة بشريّة إنسانيّةٍ لا ينفرِدُ بِها البشرِ عن غيْرهُم مِن الكائِناتِ. ولو نُلاحِظُ مِن بيْن الرّوابِطِ العديدةِ في الأُسرةِ الواحِدةِ نجِدُ انّ رابِط الحُبِّ بيْن الزّوْجِ والزّوْجةِ مِن أقواِها، فهو مِن أهُم الرّوابِطِ الّتي تجعلُ الفردُ يعملُ ليْلُ نهارٍ، ويَكِد في العملِ في سبيلِ تحقيقِ رِضا الزّوْجةِ ويُثبِتُ لها جِدارتِهُ كزوْجٍ وكرِب لِلأُسرة، وبذلك لا تتردّدُ الزّوْجةُ في مُبادلتِهِ ذلِك الشُّعورِ، فيُفيضُ البيْتُ سعادةً ويَتفرّعُ الحُبُّ الى بُستانٌ مِن الرِّضا لِكلّا الطّرِفين. ولكِنّ قيّل قديمًا دوام الحالِ مِن المِحالِ، وغالِبًا ما تأتي الرّياحُ بِما لا تشتهي السُّفُنُ.
نظرة للوراء:
في بداية الدعوة الإسلامية، تم أضعاف الرابطة الزوجية في المجتمع الإسلامي الحديث، بل قصم ظهرها عن طريق شرعنة تعدد الزوجات، فالمسلم يحق له أن يتزوج أربع نساء، والطلاق مباح أيضا، أي بوسعه أن يطلق أحداهن ويتزوج بأخرى وهكذا. وطبعا هذين الأمرين يرتكزان على عوامل نفسية تتضمن في طياتها معرفة عميقة جدا بنفسية الأنسان ومواطن ضعفه. وحتى لا يتردد الزوج في الذهاب إلى الفتوحات الإسلامية نتيجة رابطة الحبّ القوية التي تربطه بزوجته الواحدة الوحيدة، فيحق له أن يطلقها، وله الحق في الحصول على عدد من الدعجاوات والشقراوات نتيجة الغزو أضافة الى زوجاته الأربع. وقد يبيع بعضهن في أسواق الرق والنخاسة، ويغتني بثمنهن؛ حتى فقدت المرأة قيمتها الإنسانية وفقدت الزوجة قيمتها كشريكة للزوج في بناء الأسرة والمجتمع والحياة.
وبما أن المجتمع الأيزيدي جار للمجتمع الإسلامي الأكبر والأقوى والأكثر تأثيرا. أخذ منه أسهل الأمرين. تعدد الزوجات والطلاق، وبدلا عن الغزو وسبي الفتيات ـوالتي لا يحق له فعل ذلك ـ بدأت في المجتمع الشنكالي عادة النهب: أي يحق للشاب الأيزيدي أن ينهب الفتاة دون موافقة الأهل، هكذا كما يحدث في الأفلام الهندية عندما يخطف البطل البطلة الحسناء ويتعالى الصفير والتصفيق احسانا، والأسواء في هذه العادة أنه يدخل بها وهما ما يزالا في مغامرتهما العاطفية، ليجد أهل الفتاة وربما أهله أيضا أمام الأمر الواقع، فيتم الصلح بالتراضي وجعلها زوجة له في العلن. لا شك أن العادة الأخيرة قد انحسرت في الزمن الحاضر قليلا أو كثيرا، وهذا مرده لتأثير العولمة، وفهم الحياة بطريقة مغايرة، وهذا شيء حسن الا أن تعدد الزوجات والطلاق لا يزال متفشيا في المجتمع.
على الفرد أن يدرك في جوّ مثل هذا دائما ستكون هناك معارك لن ينتصر بها، وهناك أشياء جميلة وسعادة لن يصلها، وبالتالي ستحدث مواقف لا يستطيع أن يتجاوزها؛ فيشعر بالضعف. وبالتالي عليه أن ينطق بقناعاته الشخصية التي يكتمها في صدره أو يتأملها الى ما شاء الله..
والسؤال الذي أطرحه هنا:
ماهي الانجازات التي جاءت بها أسر كهذه لمجتمعاتهم؟
نجد دون صعوبة من انها لا تنتمي الى عالم الأرقام، فالنظام الذي وضع قواعده بعض رؤساء العشائر، وشيوخ الطريقة، وملاكي الأراضي. ووطده أناس شبقين يعيشون على الهامش من أجل اشباع شهواتهم، وتقليد الآخر دون النظر في مستقبل الأسرة والأطفال.
الرجل في هذه الحالة أناني، حقير، ساذج متوحش. يعيث فسادًا ويمزق عائلته بمزاجه الدنيء وأعماله الوحشية الشريرة. وفي الوقت نفسه، يتوقع من زوجته أو زوجاته إذا صح التعبير أن تتبعن بإخلاص تعاليم وطريق العفة وأن تكون مخلصة لزوجها الواحد الفريد بغض النظر عن تصرفات الزوج سواء كانت خاطئة أو فاضلة.
ربما يدرك الرجل حماقته، ولكن بعد فوات الأوان فجميع الذين حاورتهم حول هذا الموضوع، بل كنت جزءا منه. على مدار عشرات السنين كانوا دائما يقولون إن قادتنا ورؤساء عشائرنا وأكابرنا (من الذين تزوجوا مثنى وثلاث ورباع وأزيد) على خطأ، ونحن على صواب، وما أن تسنح لهم الفرصة حتى يطبقوا شعار خاص بهم سأسميه: (أسرة حرة لديها أسباب العيش، ورب أسرة سعيد بتعدد زوجاته).
أذا أردنا نقد المجتمع وبيان الظواهر السلبية التي تنخر جسده علينا أن نحفر عميقا، فأمثال هؤلاء لا يستطيعون أن يحللوا واقع أسرهم فكيف نريدهم أن يجدوا حلولا كبيرة لمجتمعاتنا. جل ما يمكن لهم أن يفعلونه أن يصبحوا ذيولا للآخرين، ويهتموا بشهواتهم وملذاتهم.
مثل هذه الشخصيات ومن لف لفهم من المرضى، ومن يقدسهم. لا يمكنهم تحمل كتاباتنا، ومناقشتنا.
ولكن ما العمل بعد أن (وقع الفأس على الرأس؟):
اصلاح المجتمع يبدأ من الاصلاح الاجتماعي. والاصلاح الاجتماعي يبدأ بإصلاح الأسرة، واصلاح الأسرة يبدأ من الفرد كما لا يخفى. وينبغي أن يبدأ هذا من اعادة العقل الفلسفي والعلمي ليحل محل العقل المشبع بعادات وتقاليد بالية ورجعية ومتخلفة أوصل المجتمع الأيزيدي وخاصة الشنكالي الى مستويات متدنية من التخلف والفقر والتعصب والنزاع.
اما عودة العقل الفلسفي والعلمي فتقوم فقط على اساس تغليب لغة الحوار العقلاني لدراسة وتحليل التراث والواقع واستخلاص الجيد الصالح منه، ونقد غيره.
أحسنت أستاذ مراد على التعبير والتحليل والذي تضمنت عدة جوانب مهمة في الأسرة والمجتمع وعسى أن يكون تلك خطوة في الاتجاه نحو مستقبل أفضل لبناء،أسرة ناجحة . بخصوص موضوع النهب أو الخطف في مجتمعنا الشنكالي بأعتقادي انه من تراكم تاريخي،قديم منذ بداية المجتمع البدائي،أو مايسمى بالمشاعي،قبل التحول الزراعي،الريفي،..حينها كانت عوائل أو كروبات منعزله تعيش،في،المغارات وكانت تعتمد على قوة العضلات والابدان في الحصول على القوت اليومي،من خلال الصيد وقطف،الثمار،وحينها كانت المرأة المصدر الوحيد لإنتاج الفرد وبناء الأسرة القوية المتماسكة .فبمرور آلاف السنين ضعفت المرأة وتضائلت جيناتها وادت إلى ولادة أفراد مشوهين وضعيفي،الأبدان ولهم عاهات لايستطيعوا اداء،مهام الأسرة وجمع القوت .فهنا أضطرت الأسر إلى نهب وخطب نساء،من جماعات وعوائل وكروبات أخرى لتحسن نسلها وتجديد عوائلها وانجاب أجيال جديدة تساعد اسرها لاداء،مهامها ..
شكرا لحضوركم الكريم .. وجهة نظر ورأي احترمه … تحياتي لكم