1 ــ من هذين المشهدين
اجلس وحدي باحثاً عن فسحة الفراغ
يدي أشدها اقولُ واجماً
يا ويلتي من الآهات
يا ويلتي من الجراح
يا ويلتي من القديم
وصرختي من الجديد في الوريد
اصفنُ مأخوذاً بلهفتي
لعالم الألوان في سلالم الحدود
أرى السديم بلسماً يحملني لغيمة الرياح **
في مشهد من الوضوح
في مشهدٍ من مسرح التأويل والبعاد
يا ويلتي هذا المباح
بحجة التاريخ والعفن الجديد
كي يدفنوا بغداد
بغداد يا مدينة الحضارة في افول
كنت اراها في الصباح
بالقرب من حديقة الاتراح
غنيمة تقاد للذباح
وقرب مخبز الشواء
من مشهدين يظهران في وضوح
يخبز خبزاً من لحوم الفقراء
القابعين في الفناء كالخراف
لأجل فكرة الذبيحة
اقول قولا صادقاً
مصاب بالتشوش والرثاء
هذا الوباء الخالد اللعين
يضرب في اوردة السعير
والرأسمال اللص يسرق العباد
يسرق في رياء
في مشهدين
بغداد يا ذبيحة الاهواء والفخاخ
2 ــ أراها خصلتين
كنت اراها في المساء ِقبتين
تفلي راسها في مشهدٍ مثير
تنزع ثوبها الصغير
وترتدي دشداشة الحرير
في منظرٍ يثير
وكل من يرغب في التبصير
يا ويلتي بغداد في النذير
وحنظلة السفير
في قالب التسفير
ولهبة السعير
يشتد بين زفرتين
مهاجر في غرف التحريف
أو اغتيال فوق قامة الرصيف
3 ــ من كرمتين
كنت اراها منظرين
تفاحتين
كمْثرتين
كنت اراها قدحاً من الشراب
من كرمتين
في الكأس كانت مسرحين
وعيني كانت كالبراق
تراها حباً وعناق
سمراء كالدقيق
حمراء كالعقيق
كنت اراها حبة الضياء
تشع مقلتين
تغني بانشراح
” على الجبين اللجين
ان كنت تقصد قتلي”**
فأنا القتيل مرتينْ
فكلما اراك قادماً
أصاب من صبري عليك
وكلما اراك غائماً
يا سالب العقد الثمين
أقول ضوء قادم من ظلمة الوجه الحزين
يضيء ظلمة البغداد
ويطرد الاوغاد
في منظرين
20 / 8 / 2022
** السديم: غيمة سوداء تتكون امن لغازات الشديدة الحرارة، تدور حول نفسها كأنها سحابة شفافة
** الشاعر اللبناني بشارة الخوري ( الاخطل الصغير )