الأربعاء, سبتمبر 18, 2024
Homeمقالاتأهداف زيارة پزشکیان إلى العراق : منى سالم الجبوري

أهداف زيارة پزشکیان إلى العراق : منى سالم الجبوري

من الواضح إن قيام رئيس النظام الايراني بزشکيان بجعل العراق أول دولة يزورها بعد إستلامه مهامه
کرئيس للنظام، ليست کما يصفها وزير خارجيته بتلك التعابير الکاذبة والمخادعة، إذ أن هذا النظام الذي
هو في الحقيقة مثل العقرب لبلدان المنطقة بشکل خاص والعالم بشکل عام، وکما هو معروف لا صديق
للعقرب، ولذلك فإن هذه الزيارة مشبوهة من ألفها الى يائها، والمثير للسخرية إن صحف النظام الرسمية
ذکرت بعض الأهداف المعلنة لزيارة بزشکیان إلى العراق، التي تتمحور حول تعزيز السيطرة الإيرانية
على العراق واستغلاله لتحقيق مصالح النظام.
ما يمکن إستخلاصه من الصحف الرسمية للنظام الايراني فيما يخص زيارة بزشکيان للعراق، مثل
صحيفة "فرهیختگان" المرتبطة بعلي أكبر ولايتي، وزير خارجية النظام خلال حرب إيران والعراق،
وصحيفة "إيران" التابعة لحكومة بزشکیان في 10 سبتمبر، بالإضافة إلى وكالة الأنباء الحكومية "إيلنا"
في 9 سبتمبر، قد لخصت أهداف زيارة پزشکیان إلى العراق ضمن النقاط التالية:
ـ الهدف الرئيسي للزيارة ذو طابع اقتصادي، يهدف إلى جلب الأموال وإبرام عقود تساهم في حل
الأزمات الاقتصادية التي يواجهها النظام. ومن أبرز هذه الأهداف "تحرير 11 مليار دولار من الأموال
المجمدة للنظام الإيراني في العراق"، وهي أموال تعود لعائدات تصدير الكهرباء والغاز إلى العراق،
التي لم يتمكن النظام من استردادها بسبب العقوبات المفروضة عليه. يسعى النظام إلى ممارسة ضغوط
على الحكومة العراقية لاستعادة هذه الأموال.
ـ إبرام عقود تهدف إلى تعزيز التبادل التجاري وتنفيذ مشاريع مثل توسيع شبكة السكك الحديدية، ومد
خطوط أنابيب الغاز والنفط، واستغلال الحقول الغازية المشتركة. يسعى النظام لاستغلال نفوذ ميليشياته
المسيطرة على الحكومة العراقية لمواصلة استنزاف ثروات العراق. لذلك، رافق بزشکیان في زيارته
ممثلو الشركات التابعة للحرس الثوري والمؤسسات المرتبطة بخامنئي للتفاوض حول مشاريع في
قطاعات النفط والزراعة والكهرباء وغيرها.
ـ من بين أهداف الزيارة أيضا، تنظيم وضع الميليشيات الموالية للنظام الإيراني في العراق، وكذلك
الأحزاب والجماعات السياسية العراقية الخاضعة لسيطرة طهران. ورغم أن هذه الملفات تدار بالكامل
من قبل مكتب خامنئي وقوة القدس التابعة للحرس الثوري، إلا أن حكومة پزشکیان تركز بشكل أساسي
على الأهداف الاقتصادية، مع نقل رسائل أمنية وسياسية لتحقيق الأهداف التالية:
1 ـ توحيد الأحزاب والفصائل الموالية للنظام في الحكومة العراقية، مثل نوري المالكي، هادي العامري،
عمار الحكيم، قيس الخزعلي وغيرهم، في ظل تصاعد الخلافات بينهم حول استغلال موارد العراق،
وهو ما يثير قلق النظام الإيراني بشدة.
2 ـ إعادة تعريف العلاقة بين النظام والميليشيات التابعة له في العراق، بهدف تعزيز سيطرتها على
البلاد، وزيادة استغلالها في زعزعة الاستقرار وإشعال الحروب في المنطقة.
3 ـ استغلال الحكومة العراقية والميليشيات الموالية للنظام في قمع وإخراج الجماعات المعارضة للنظام
الإيراني في إقليم كردستان.
4 ـ الضغط على الحكومة العراقية لإخراج القوات الأمريكية من العراق، ما سيمكن النظام الإيراني من
بسط سيطرته الكاملة على البلاد. وذكرت صحيفة “فرهیختگان” في 10 سبتمبر: "يجب على إيران
تشجيع الجانب العراقي على متابعة قضية إخراج القوات الأمريكية".
5 ـ وأشارت صحيفة "إيران" التابعة لحكومة پزشکیان في 10 سبتمبر إلى أن: "أحد الجوانب الرئيسية
لزيارة الرئيس إلى بغداد هو التركيز على التعاون الأمني بين إيران والعراق، والذي يستند إلى اتفاقية

أمنية تهدف إلى تحقيق الاستقرار وضمان الأمن على الحدود الشمالية الغربية للجمهورية الإسلامية
الإيرانية مع العراق".
ومن خلال الاطلاع على هذه الاهداف المعلنة من قبل الصحافة الرسمية للنظام الايراني فإن الذي
يتوضح هو إن هذه الزيارة کما أسلفنا مشبوهة وهي مخصصة لترتيب الاوضاع في العراق من جديد بما
يجعله أکثر خضوعا وطاعة للنظام الايراني!

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular