الأربعاء, ديسمبر 4, 2024
Homeاراءالتحول او" الانقلاب "الفكري الكبير والهام الذي حدث لدي "!!ح 1 :...

التحول او” الانقلاب “الفكري الكبير والهام الذي حدث لدي “!!ح 1 : صبحي خدر حجو

صبحي خدر حجو

  تقييم لحدث قديم ، في وقت متأخر

التحول الفكري ، مسألة  طبيعية لدى الانسان ، لانه لا توجد حقائق ثابتة دائما ، ولان  التغييرات تجري على الانسان بدءا ، وثم المجموعات البشرية  والمجتمع اي مجتمع كان بذاته ، والدول جميعها ، وهذه التغييرات حتمية لا مناص منها ، ان الزمن وجميع التطورات التي تجري في العالم وفي الدول والمجتمعات تؤثر وتساهم  في تشكل التغيير لدى الانسان ، وتجارب الانسان نفسه في مجمل حياته مع التغييرات الجارية في العالم كما قلنا ، تشكل نظرة الانسان للكون وللعالم وللمجتمع ولكل شيئ ، ويبقى هذا التحول الفكري ، مرتبطا وناتجا عن مدى ثقافة وتطور هذا الانسان نفسه وسعة افقه ومداركه واهتماماته.

وانا ، الانسان الذي جرى لديه هذا التحول الفكري الكبير ، وبالمناسبة ، وعن نفسي اقول ، فانا انسان بسيط ، ولست خريج جامعة ، ولا احمل شهادة دراسية عليا ، سوى بالمفهوم العراقي خريج المتوسطة ( الرابع الاعدادي العام ) وكنت قد نجحت من الرابع الى الخامس الاعدادي ، وكان التخرج من الثانوية انذاك من الخامس اعدادي . حيث سجنت في شهرتموز 1963 بعد الانقلاب الدموي للحزب البعثي الفاشي  في العراق .

ولم اتمكن من تتمة دراستي ، بعد انهاء محكوميتي من سجن الحلة ، واتمامي سنتين تحت الاقامة الجبرية في بلدتي بعشيقة .او بالاحرى لم تتاح لي الفرصة لتكملة الدراسة رغم اني كنت راغبا جدا بها .

كما من الضروري التنويه ، الى انني لست باحثا ، ايضا لكي اعزز آرائي بالمصادر العديدة ، والضرورية بطبيعة الحال ، ولكن مع الاسف اذ لم  يتبقى من العمر ، ، ما يساعدني على تنفيذ ذلك .

وبصراحة ان عملية ايجاد المصادر ومراجعتها مضنية ، وهي تتعب المرء كثيرا وتحتاج الى طاقة وتحمل كبيرين ،وهذا مع الاسف لا طاقة لي به الان ، خاصة وانا ادخل في العقد الثامن  من عمري

واعتقد ايضا ، انها لا تحتاج الى الكثير من المصادر ، لانها باغلبها تشتمل على آرائي وقناعاتي بالاحداث التي سأذكرها او التي مررت بها .

 اذن هذا الذي ، جرى عنده هذا التحول الفكري الكبير ، او سمه ( الانقلاب الفكري )هو انسان بسيط ، كما قلت انفا ، وفقط اعتمدت على سعة مداركي والثقافة التي امتلكلها والتجربة الشخصية الغنية بنظري ، وعملي في السياسة منذ كنت شابا يافعا ولحد الان ، اي تجربة تربو على الستة عقود ، واهم من كل ذلك احساسي المرهف في الاشياء والمواضيع الخاصة والعامة ، وهذا الاحساس لم يأتي من الفراغ ، انما هو مبني على كومة من الحقائق المستمدة من هذا الواقع الذي نعيش فيه ، ليس هذا فقط ، انما الاحساس هذا خلاصة مكثفة لكل تلك التجربة التي خضتها زائدا مما في نفسي من الشعور المرهف بالاشياء وتحليلها بالشكل الصحيح .

وكأنني الان ارى نفسي محلقا فوق العالم في منطاد ، واراه بشكل جديد خاصة لبعض الوقائع من تاريخه !! .

 والتبدل الفكري بدأ ” بثورة ” اكتوبر البلشفية ” التي تغيرت نظرتي لها تماما ، وبقدر حماسي السابق لها ، والدفاع عنها بشكل شرس ، واعتبارها بداية التبشير العلني والتنفيذ الفعلي للفكرة الاشتراكية والشيوعية التي كانت ، وما زالت ، بنظري محط امل الناس في هذه المعمورة ، والشيئ الهام في تطبيقها على الواقع , ولكني الان اراها بمنظار اخر تماما عكس نظرتي السابقة . واقول رغم مآثرها الكبيرة ، والتضحيات الغالية والكبيرة التي قدمها البلاشفة ومؤيدوهم ، ورغم ما قامت  به من عظيم الاعمال لشعبها وللبشرية !! الا انها في نهاية المطاف يمكن للمرء ومع الاسف الشديد ، ان يوصفها ويحكم عليها ، بانها فشلت في تحقيق الاهداف التي قامت من اجلها ، ليس هذا فحسب ، انما اعادت روسيا والبلدان التابعة لها ، او ما كانت تسمى بـ ” المنظومة الاشتراكية ” الى نقطة الصفر ، اي بعد سبعة عقود من قيامها ونجاحها !!! بانهيارها الدراماتيكي الذي اذهل العالم ، وما زال الكثير من الناس ، غير مصدقة الى الان ، وتتمنى ان يكون حلما مزعجا لها . وما زالت الاحزاب والمجموعات اليسارية والشيوعية في العالم تعاني من تلك النتائج الكارثية ، التي حصلت لها ، والتي كنت اتوقعها ، ولكن بصراحة لم اكن اعلم او اتوقع ، انها ستكون بهذا القدر الهائل من الدوي وبهذا الشكل الذي جرى !!.

والسؤال هنا يطرح نفسه كيف توصلت انا الى هذا الاستنتاج الهام ؟؟ بصراحة كنت مدركا تماما ، وكنت في الكثير من الاحيان اصرح به ، امام الخاصة من الزملاء والرفاق ، لانه لم يكن مسموحا قط في الاجواء الحزبية ، طرح مثل هذه الافكار اصلا !! ورغم عيشي ووجودي الدائم في  الاجواء الحزبية الصارمة، والتي اقول الان انها تحدد مسار الانسان الفكري ولا تجعله ينظر لا يمين ولايسار، انما دائما الى الامام فقط لا في السير ، انما في التفكير، وقد عبر احد الرفاق السوريين عن ذلك اجمل وادق تعبير ، عندما وصف الامر ، اوهذا الالتزام الصارم ، او كما كان يوصف بالحديدي !! ، وشبهه بالحصان الذي يجر العربة ، وتوضع على جانبي عينيه وصلتي جلد لكي يرى امامه فقط ، بحيث لا يرى او يشعر بما يجري حوله ، كان ذلك في سنة 1989 في جلسة مع مجموعة من الرفاق السوريين والانصار الشيوعيين العراقيين  ، وفي دار ذلك الرفيق في مدينة القامشلي في شمال سورية . ومع الاسف لا يحضرني اسمه  في الوقت الحاضر .

يتبع

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular