كاتب فلسطيني
جاء الحديث عن المرحلة الخامسة من إسناد المقاومة الفلسطينية ونصرة اليمن للشعب الفلسطيني المظلوم، بعد استخدام أنصار الله صاروخاً فرط صوتي، تجاوز كل الدفاعات الجوية المتعددة الطبقات، واستهدف موقعاً إسرائيلياً بين القدس وتل أبيب، كانت المرة الأولى لإطلاق مثل هذا الصاروخ باتجاه العمق الإسرائيلي، ولن تكون المرة الأخيرة، تشير العملية إلى بداية مرحلة جديدة من التصعيد العسكري ضد كيان العدو الإسرائيلي، مع إمكانية تنفيذ عمليات أكبر وأوسع في المستقبل.
وقيل في هذا إن إسرائيل مهددة بالتعرض إلى وابل من هذه الصواريخ، لو استمرت في حربها على قطاع غزة. وأن لدى قوى المقاومة ما تخفيه من مفاجآت للعدو، هذا التصعيد يصب في صالح المقاومة الفلسطينية بغزة، كورقة قوة وضغط هامة، إذ ارتبط التصعيد في المرحلة الرابعة بتهديد إسرائيل بعملية عسكرية في رفح، وترتبط المرحلة الخامسة بالتصعيد على الجبهة اللبنانية.
بدت الولايات المتحدة الأميركية بعد هذا التصعيد غير قادرة على احتواء التداعيات، ولا حصر مخاطر توسع الصراع، ولن تستطيع وقف فرض المزيد من الحصار على إسرائيل، الذي تصر عليه اليمن، رغم «تحالف حارس الازدهار» الذي أنشأته الولايات المتحدة، ولم يستطع الحد من عمليات أنصار الله، ولا التصدي لصواريخهم البالستية، ولا طائراتهم المسيرة.
تصاعدت قوة الإسناد نوعاً، ويتوقع أن تتصاعد كماً، من صاروخ واحد فرط صوتي، في مرحلة الانتقال من المرحلة الرابعة، إلى المرحلة الخامسة، حيث يزداد عددها حسب الواقع الميداني، ومع استمرار العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
لم يتمكن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، ولا القوة البحرية للاتحاد الأوروبي، التي تم إطلاقها مؤخراً، من الحد من هجمات أنصار الله، التي شنها المقاتلون اليمنيون رداً على العدوان على قطاع غزة، ورداً على العدوان على الحديدية. فكيف يكون الأمر مع استخدام هذا النوع من الصواريخ بكثافة، في الهجمات المقبلة؟. سواء في البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن والمحيط الهندي، أم في استهداف مواقع في فلسطين المحتلة؟.
تشير تقارير إعلامية إلى تطورات قادمة في المرحلة الخامسة، أن «سلاح الغواصات» ستدخل في العمليات التي يشنها أنصار الله على سفن تجارية بالبحر الأحمر، وستستهدف موانئ البحر المتوسط، بشكل مباشر، في خطوة جديدة تشمل ميناء أشدود وميناء حيفا، إضافة لما سبق من استهداف ميناء إيلات.
كشف الإعلام الحربي اليمني مساء الاثنين عن صاروخ «فلسطين 2»، الذي يُعتبر من الجيل الأحدث للصواريخ الفرط صوتية. استطاع هذا الصاروخ، بفضل سرعته الفائقة، ودقته العالية، تجاوز جميع منظومات الدفاع الإسرائيلية بعد أن قطع مسافة 2040 كيلومتراً من الأراضي اليمنية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، مُخترقاً كل الدفاعات الجوية المتعددة الطبقات والمتعددة الجنسيات، مما يثبت قدرة اليمن على استهداف أي موقع داخل الكيان الإسرائيلي خلال فترة زمنية قصيرة، قبل أن تتمكن أنظمة الدفاع من التصدي لهذا الصاروخ الذي سيجعل من اليمن لاعباً مهماً في المنطقة، وقوة إقليمية فاعلة على الساحة الدولية، بعد أن أصبح اليمن قادراً على تصنيع وتطوير الصواريخ الفرط صوتية. قدرات متميزة أكدها استهداف عمق كيان العدو الإسرائيلي في الاحتفال بالمولد النبوي. وبهذه المناسبة تحدث القائد عبد الملك الحوثي، متوعداً بمفاجآت جديدة في البر كما في البحر، مؤكداً أن الأعداء سيواجهون تقنيات غير مسبوقة، مشيراً إلى أهمية دعم فلسطين والجبهات المناصرة. مُرسلاً رسالة قوية تتعلق بقدرات اليمن العسكرية، وبأن من وصل إلى هذا المستوى من القدرات، قادر على الوصول إلى نقاط أخرى على امتداد خريطة فلسطين المحتلة. وقال المتحدث العسكري باسم الجيش اليمني، يحيى سريع، الاثنين 16/9/2024، أن الصاروخ فرط صوتي ، من طراز فلسطين 2، ويبلغ مداه 2150 كيلومتراً، ويعمل بالوقود الصلب على مرحلتين ، ويتميز بتقنية التخفي، وسرعته تصل إلى 16 ماخ.
أما العدو الإسرائيلي فحاول أن يبخس مما وصل إليه اليمن من تطور في قدراته العسكرية، ويقلل من أهميته، فقد ذكرت تقارير إسرائيلية أن الصاروخ المذكور الذي أصاب عمق الكيان الأحد 15/9/2024، ـــــــ وأثار تساؤلات بشأن فعالية الأنظمة الأمنية المتعددة، وأجهزة الإنذار المبكرـــــــ ليس يمني بل إيراني من طراز «طوفان».
منذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني شن الجيش اليمني وأنصار الله هجمات في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، في إطار إسناد الشعب الفلسطيني بالضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على قطاع غزة، من خلال منع ملاحة السفن التي تنقل كل أنواع البضائع والاحتياجات من المعدات والسلاح والتجهيزات إلى الموانئ الإسرائيلية، بغضّ النظر عن جنسيتها. وقد كبّد اليمن العدو الإسرائيلي خسائر باهظة، وتعرِّض الاقتصاد الإسرائيلي للخسائر، وأدى إلى انخفاض التبادل التجاري، وسبّب تراجع تصدير الغاز الإسرائيلي في الأسواق الدولية إذ تتواجد في البحر الأبيض المتوسط ثروة نفطية وغازية تستولي إسرائيل عليها.
رسائل الصاروخ الفرط صوتي تأتي بعد رسالة «مسيرة يافا» حيث تبني أنصار الله، اطلاق طائرة مسيّرة استهدفت تل أبيب الجمعة 19/7/2024، وأدت إلى مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين، وصول المسيرة «يافا» إلى عمق الكيان واجتيازها القبة الحديدية، ومقلاع داوود، وأرو والباتريوت ..حملت العديد من الرسائل، للأمريكي والإسرائيلي وحلفائهما في التحالف ضد اليمن، وكشفت هشاشة وسائط الدفاع الإسرائيلية، وعجزها عن إسقاط المسيرات والصواريخ. وعجز دول التحالف الغربي عن فتح البحر الأحمر أمام حركة الملاحة، وهذا ما تؤكده صحفهم وإعلامهم.
منذ بدء الجيش اليمني وأنصار الله عملياتهم المساندة لغزة في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، 2023 ، أي بعد شهر من العدوان على قطاع غزة . بدأت أول مرحلة من التصعيد العسكري للحوثيين باستهداف مواقع في جنوب فلسطين المحتلة بصواريخ ومسيّرات، قبل أن ينتقلوا إلى المرحلة الثانية في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، وذلك باستهداف سفن تتبع إسرائيل، أو لها علاقة بموانئها.
ومطلع العام 2024، بدأت المرحلة الثالثة التي تمثلت باستهداف سفن أمريكية وبريطانية في البحر الأحمر وبحر العرب، جاء تصريح السيد القائد عبد الملك الحوثي بمثابة الإعلان رسمياً عن دخول اليمن إلى المرحلة الثالثة، من إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وبمثابة التوجه للاستمرار ومواصلة توسيع مدى العمليات العسكرية بفاعلية، لتصل إلى مناطق ومواقع لم يتوقعها العدو أبداً، كما هو إنذار بتصعيد كبير في العالم ما لم تنته جرائم العدو الاسرائيلي في غزة.
في التاسع من كانون الأول/ ديسمبر أعلن أنصار الله منع مرور جميع السفن من جميع الجنسيات المتوجهة من وإلى الموانئ الإسرائيلية، في حال عدم دخول احتياجات قطاع غزة من الدواء والغذاء، وجاء في البيان: بعد نجاح القوات المسلحة اليمنية بعون الله تعالى في فرضِ قرارها منع السفن الإسرائيلية من الملاحة في البحرين الأحمر والعربي ونتيجة لاستمرار العدو الصهيوني في ارتكاب المجازر المروعة وحرب الإبادة الجماعية والحصار بحق إخواننا في غزة فإن القوات المسلحة اليمنية تعلن عن منع مرور السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني من أي جنسية كانت، إذا لم يدخل لقطاع غزة حاجته من الغذاء والدواء وستصبح هدفاً مشروعاً لقواتنا المسلحة.
أعلن أنصار الله والقوات المسلحة اليمنية يوم الجمعة 3 مايو/ أيار 2024، بدء تنفيذ مرحلة رابعة من التصعيد في هجماتهما، بما يشمل استهداف جميع السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، وبحسب ما جاء في بيان المتحدث العسكري باسم الجيش يحيى سريع، تشمل المرحلة الرابعة من التصعيد استهداف السفن المتجهة إلى موانئ العدو في البحر الأبيض المتوسط، حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.
وأعلن زعيم حركة أنصار الله في اليمن، السيد عبد الملك الحوثي، يوم الخميس 16 أيار/ مايو 2024، بدء العمل بالمرحلة الثانية من مرحلة التصعيد الرابعة ضد الكيان الصهيوني. ردًا على تصعيد العدو الصهيوني عملياته العسكرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة. باستهداف أي سفينة تخرق الحظر المفروض على موانئ الكيان المحتل، في أي منطقة تطالها القدرات العسكرية اليمنية، وفي أي وقت بعد خرقها للحظر. ما يعني فرض حصار كامل على إسرائيل، وعلى السفن المتجهة إليها.
ودعا الحوثي الدول التي تفهمت الموقف اليمني بداية العمليات العسكرية اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني، أن تتفهم هذا الإجراء الضروري وذلك من أجل مضاعفة الضغوط على العدو الإسرائيلي لوقف مجازره البشعة بحق الشعب الفلسطيني، ووقف عدوانه، ورفع الحصار بدخول المساعدات الغذائية والدوائية إلى جميع مناطق قطاع غزة.
تندرج جهود الجيش اليمني وأنصار الله لإسناد غزة في ثلاثة محاور، المحور الأول: استهداف السفن التي تخترق الحظر وتدخل الموانئ الإسرائيلية، والثاني: توجيه ضربات مباشرة إلى أهداف إسرائيلية بالصواريخ والمسيرات في عمق فلسطين المحتلة، والمحور الثالث: استهداف السفن الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر والمحيط الهندي.