في تقييم الاحداث الكبرى في العالم ( ثورة اكتوبر ، ثورة 14/تموز ، والحركة الكوردية ) . الحلقة الــ 5
وكان اسباب قيامها ، يتلخص في ان الوضع عامة في الامبراطورية الروسية آنذاك كان سيئا للغاية ومن جميع النواحي خاصة الوضع الاقتصادي ، لا سيما ، وانها كانت قد دخلت الحرب العالمية الاولى ( 1914- 1918 ) الى جانب الحلفاء . مما خلق اوضاعا مناسبة لاحزاب المعارضة انذاك ، ان تنشط بقوة بين الناس وتعمل على اقناعهم بضرورة حصول تغيير ما في قوام السلطة ، خاصة ان السلطة كانت قد اوغلت في دماء الناس ( الاحد الدامي ) ومن بين تلك الاحزاب كان الحزب البلشفي ( الشيوعي ) فيما بعد
وهذا التغيير تأتى ، من عدم التزام القائد البلشفي لينين الذي قاد الحدث الكبير “ثورة اكتوبر”، عام 1917 ، لمقولة ماركس الشهيرة ، والذي كان قد اكد في نظريته حول الاشتراكية ، بـأ نه ( يمكن فقط بناء الاشتراكية في بلد او بلدانا ، عندما ، يتوفر فيها عاملين اثنين هامين جدا وهما وجود اولا: تكنولوجيا متقدمة ومتطورة ، وثانيا : عندما يصل المجتمع في ذلك البلد او البلدان الى مجتمع متقدم حضاريا وثقافيا الى درجة كافية ) !!! اعتقد انني لم اشرح هذه المقولة كما وردت تماما ، ولكن خلاصتها تؤكد على هذين الشرطين الهامين جدا للوصول الى الاشتراكية ومن ثم الشيوعية .
ولكن لينين تجاوز هذه المقولة بمفهوم آخر ، الا وهو ” انه يمكن بناء الاشتراكية في اضعف حلقة من حلقات الرأسمالية ” وشخص آنذاك ، دولة روسيا بانها اضعف حلقة من سلسلة الدول الرأسمالية !! واضاف شارحا نظريته : بانه يجب التركيز في النضال للشيوعيين او البلاشفة انذاك على روسيا والعمل على تغيير الوضع فيها ،ومن ثم الانتقال الى غيرها من ا لبلدان . وفعلا حاول لينين وبكل استماتة ، ومستسخدما كل امكانياته الفكرية والشخصية ، لتغليب رأيه هذا على قيادة البلاشفة وفعلا تمكن من ” فرض ” رأيه وان كان بالاقناع على القيادة رغم المعارضة الشديدة من كبار قادة البلاشفة انذاك مثلا تروتسكي و بليخانوف وغيرهم . ويقال ان الفرق في التصويت كان صوتا واحدا لصالح رأي ف . لينين !! .
ومع الاسف الشديد ، ان ف. لينين ومن معه من بعض قادة البلاشفة ، لم يهتموا ، او يمعنوا النظر بشكل جيد وعميق ، الى مسألة هامة جدا ومفصلية ومقررة لما ياتي من الاحداث ، ولم يتساءلوا من الذي يمكنه ان يطبق برامج الثورة وما بعدها ؟؟ ، ومن ثم المحافظة عليها وتطبيق الخطوات التي تقود الى الاشتراكية ؟ !! وانا متأكد انهم لم يقيموا بعمق الاوضاع انذاك ، وامكانية الحزب البلشفي انذاك ، بذلك القوام والعدد والامكانية ، لبلد مثل روسيا المترامية الاطراف ، والشعب الذي كان انذاك يربو على ( 160 ) مليونا ، في تطبيق المجالات التي اشرنا لها ، اعتمادا على اعضاء الحزب البلشفي فقط ؟ المحدودي العدد آنذاك .
انها ، برأي المتواضع ، كانت مغامرة خطيرة جدا ، بحيث تجاوز لينين آراء بعض قادة البلاشفة المهمين المعارضين لرأيه ، وكذلك جميع الاحزاب المعارضة الاخرى ، معتبرا ان ذلك الوقت هو المناسب جدا للقيام بتلك الخطوة ، وبمناسة ذكر ثورة اكتوبر ستورد ( تعظيما ) للدور العظيم والفريد الذي قام به الرفيق ف. لينين ، والذي كانوا في وقتنا ، اثناء دراسة الثورة البلشفية من قبلنا ، كان يقال لنا ان الرفيق لينين كان يقول لرفاقه ويؤكد لهم انه يجب ان يستولوا على السلطة في اليوم الفلاني !! فاذا قمنا بهذا العمل قبل هذا التاريخ بيوم واحد ستفشل واذا كان بعده ايضا بيوم سنفشل !!! كان يقال لنا للتأكيد على فطنته وتحليله الذكي للاحداث !!! ولكن في حقيقة الامر ، وفي تثقييمي الحالي اقول : ان البلاشفة قد اغتصبوا السلطة !! ولم يعطوا اية اهمية للاحزاب الاخرى التي كانت متفقة على اجراء الانتخابات بالبلاد ، وكانت سيطرة البلاشفة على مجالس السوفييت لها الاهمية الكبرى في خطوتهم تلك !! .
وبالنسبة الى شخصية لينين ، فقد كتب الكثير عن شخصيته والمواصفات التي كان يتمتع بها ، وانا ايضا اريد ان ادلو بدلوي في وصف شخصيته وان كان في زمن متأخر ، ولكن ليس للزمن تأثير على ذلك .
وبالتأكيد سينبري الكثير من الشيوعيين والماركسيين واليساريين ، ومنهم رفاقي واصداقائي الذين عملوا معي ويعرفونني ، وسيتساءلون ، كيف تتجرأ على سلوك هذا المسلك في تقييم شخصية اكبر
قائد ثوري في التاريخ ؟؟ وفوق ذلك تخطأوه ، وفي اي شيئ في قيادته لـ ( ثورة اكتوبر ) واتوقع ان يقولوا ايضا ، ومن تكون انت لكي تقييم وتخطئ هذه الشخصية ؟؟؟ فالفرق بينكما هو مثل البعد بين الارض والسماء !!! ، واعتقد سيقال الكثير من الاراء بحقي ، وهذا من حقهم تماما ،
وانا جوابي لهم ، ان النقد ، الان يطال الله نفسه !! ومن معه من الملائكة والانبياء كافة !!! ومؤيدوهم بمئات الملايين !! وليس هناك ، كما هو متفق عليه بين كافة مثقفي العالم ، من هو محصن من ان يطاله النقد والتشريح .بما فيها الالهة والرسل والانبياء والكتب ” المقدسة ” !!!
فما دمت انا ، قد سرت على الطريق الذي سلكه لينين ورفافه ، والملايين من الناس المخلصين ، والذين استشهد الكثير منهم ، من اجل الافكار الماركسية ، وامل البشرية في تحقيق العدالة في نهاية المطاف .
وقد ضحيت بعمري وبعائلتي التي (كانت ضحية في عمليات الانفال السيئة الصيت عام 1988 ) ، وبكل الامتيازات والمنافع التي عرضت علي ، ولم اقبل بها ، وذلك تمسكا بتلك الافكار والامال المتعلقة بها ، فيكون من حقي ، ان احلل شخصية اي كان من قادة الحركة الشيوعية واوجه النقد لها بما فيهم لينين والاخرين !!! .
وللعلم ، ولا يروح فكر رفاقي الشيوعيين وكافة اصدقائي ومن يعرفني من الناس الطيبين ، و من
القادة الشيوعيين ومن قادة الانصار ايضا ، اقول لا يروح فكركم بعيدا ، من انه قد حدث لدي تغيير فكري او تبديل ايماني وقناعاتي الفكرية ، لا ابدا ، لم يحدث اي شيئ من هذا القبيل ، فانا ما زلت على قناعاتي الفكرية ، وايماني الكبير بالماركسية ، وبتوجهاتها العامة السليمة ، وانها في نهاية المطاف ستؤمن بها غالبية البشرية ، وستنفذها ، ولكن بطريقتها التي ستختارها وبشكل ديمقراطي ، وانا ما زلت ملتزما بالعمل بالحزب الشيوعي العراقي وعضوا بارزا في منظمة المانيا ، فلا يروح فكركم بعيدا يا رفاقي واصدقائي . وانما انا افتش عن الحقيقة اينما كانت ، وحتى لو طالت الحزب ولينين و…الخ .من الفادة الميامين !!!.
يتبــــع