|
بالأمس قرر البنك المركزي العراقي دراسة إزالة الأصفار للتخلص من الكتلة الورقية النقدية الكبيرة كما فعل البنك المركزي التركي عندما حذف تسعة اصفار بحيث ما عاد المواطن التركي يتكلم عن المليارات من اجل شراء ما يحتاجه من يومياً. إنّ موجة ارتفاع الأسعار هي ظاهرة عالمية، ولو عدنا إلى الوراء فيما يخص العراق سنجد كيف كانت الأسعار والأجور إبّان العهد الملكي ثم في الستينات لاحقاً… ففي اربعينات القرن الماضي كان سعر البيضة الواحدة يساوي فلسين/ إثنين فلس/، وكان راتب الفراش والرزّام اربعة دنانير شهرياً لكنها كانت تكفي في ظل المستوى المعيشي الإستهلاكي، وفي ستينات القرن الماضي كان راتب المعلم – خريج دار المعلمين = 18 دينار الراتب الإسمي + 12 دينار غلاء المعيشة فيصبح المجموع 30 دينار الذي يساوي 100 دولار ، أما حالياً فراتب المعلم يتعدى ثلاثمئة دولار، كذلك كان راتب الوزير في تلك الحقبة يساوي 150 دينار / ولا ندري كم مليون دينار يستلم في الظروف الراهنة/…. تقليص الكتلة النقدية سيؤدي إلى جعل المواطن يتجه نحو إقتناء الدينار / للتخلص من ظاهرة دولرة السوق العراقية/ وذلك الإقبال سيرسخ القوة الشرائية للعملة الوطنية.
بعملية حسابية بسيطة اجريتها وجدتُ من الأفضل أن تُزال من اربعة إلى خمسة أصفار عندذاك سيحتل الدينار العراقي موقعه لدى المصارف الخارجية … وإجراء إزالة الأصفار يستوجب الإستعانة بآراء المتخصصين بالعلوم المالية والساسات النقدية والتخطيط الإقتصادي .