ما يمر يوم الا و نسمع فيه قصة مؤلمة لهذا المعتقل او ذلك السجين في الحياة العامة او في وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها , وبين الفينة والاخرى تخرج وثيقة رسمية تكشف النقاب عن الجرائم المروعة التي ارتكبتها زبانية البعث وصدام ؛ وفي كل مرة تتزايد الأصوات الوطنية الحرة التي تطالب بمحاسبة المسؤولين عن هذه الفظائع والمجازر وكشف مواقع المقابر الجماعية , الا ان تلك الاصوات تذهب ادراج الرياح فكأنها , صرخة في واد ؛ والدليل على ما ذهبنا اليه , ان الالاف من العناصر البعثية الاجرامية والفلول الصدامية الارهابية والمتهمين بجرائم حرب , و مجازر التطهير العرقي والطائفي والمقابر والاعدامات الجماعية , والتهجير والتعذيب ؛ يرتعون كالدواب ويأكلون ويشربون ما لذ وطاب , وينعمون بالأمن والامان والسياحة والاستجمام في الدول الخارجية او في اربيل ؛ بل ان الكثير منهم يأخذون الرواتب التقاعدية المجزية من الحكومة العراقية ؛ وكأن الحكومة العراقية تكافئهم على اراقة الدماء واهانة المقدسات وانتهاك الاعراض والحرمات وارتكاب الاف الجرائم والمجازر والفظائع الرهيبة …!!
وقد ظن بعض السذج من العراقيين بأن الحكومات العراقية المتعاقبة قد انهت ملف القضاء على البعث والبعثيين وحاكمت كافة المجرمين والجلادين والزبانية الصداميين ؛ الا انهم صدموا عندما سمعوا بنبأ اعتقال (دراكولا البعث ) يوم الاحد 18/8/ 2024 , ولا أدري من أطلق هذا اللقب على المجرم خير الله حمادي عبد جارو , ولماذا اختص به دون غيره من عتاة الاجهزة الامنية ومجرمي الدوائر القمعية ؛ وهل كان يوجد في تلك الاجهزة الرهيبة والمعتقلات المرعبة وغرف التحقيق والتعذيب الجهنمية غير مصاصي الدماء ومكسري العظام ومهشمي الرؤوس ومغتصبي الصبايا والنساء والشباب وقاتلي الاطفال والشيوخ وجلادي المرضى والناس العزل ؟!
فقد نقلت وسائل الاعلام خبر القاء القبض على المجرم خير الله حمادي عبد جارو وقد لقبه بعض الاعلاميين ب ( خير الله حمادي الناصري التكريتي ) الا ان البعض قال انه من عشيرة الجبور, ولعل هذا الرأي هو الاقرب للصحة , وقيل هو من ابناء الشرقاط , وقيل كان يسكن في صلاح الدين /قرية المحزم , ويلقب ب ( ابو زينب ) , وقد افادت مصادر خاصة ، ان قوة من الحشد الشعبي توجهت من بغداد الى السليمانية مدعومة من قوات الاسايش اسفرت عن اعتقال “اللواء شاكر الدوري واللواء خير الله حمادي عبد الجبوري”… ؛ ومما لاشك فيه ان الدولة العراقية المعاصرة قامت على انقاض بقايا العثمنة والغرباء والدخلاء من ابناء الفئة الهجينة والعوائل ذات الجذور الاجنبية والاصول غير العراقية , وعمل هؤلاء ومنذ اللحظة الاولى لاستلامهم مقاليد السلطة والنفوذ والاعلام وكل شيء في العراق ؛ بإخفاء اصولهم وتغيير القابهم وتبديل اسماءهم , وبلغت هذه الظاهرة السلبية ذروتها عند مجيء التكارتة الى الحكم عام 1968 , اذ ابتعد هؤلاء عن مخالطة العراقيين الاصلاء من خلال العزل العنصري المناطقي , ثم قاموا باستخدام الالقاب الوظيفية ومنعوا استخدام الالقاب العشائرية في بداية الامر , ثم تراجعوا عن هذا القرار فيما بعد لأسباب معروفة , وبعدها تعاملوا بالكنى المبهمة والتي هي اشبه بالأسماء الحركية مثل : (( ابو طبر , ابو حرب , ابو صقر , ابو فهد , ابو ذيبة , ابو وداد … الخ )) واستمرت هذه الحالة بعد سقوط نظامهم الاجرامي عام 2003 بل ارتفع منسوب هذه الظاهرة , بحيث قام الكثير منهم بتزوير وثائقه الرسمية واجرى البعض منهم عمليات تجميل , وابتعد البعض الاخر منهم عن وسائل الاعلام والاماكن العامة ؛ وقيل ان المجرم خير الله حمادي قد زور وثائقه ايضا واجرى عدة عمليات تجميل , و جاء الى شمال العراق من اجل تجديد جواز سفره , وقيل انه كان يسكن في اربيل وقيل في السليمانية ؛ الا انه اعتقل في السليمانية , فالمعلومات تشير الى انه تم القاء القبض عليه في السليمانية في 8 اب 2024 بوشاية كونه قيادي في حزب البعث المحظور وانه من ازلام النظام البائد … , والعجيب أنني واغلب العراقيين شاهدنا على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة قبل اعتقال هذا المجرم بأسبوعين , تحذيرات اطلقها البعثيون والصداميون والطائفيون : بضرورة (( مغادره الوطنيين والعسكريين والمسئولين في النظام السابق السليمانية إلى خارج العراق خشية من اعتقالهم او تصفيتهم من قبل المليشيات … )) ولا اعلم كيف تنبأ هؤلاء الاعداء بما تخطط له اجهزة الحكومة الامنية , وهل كانت السليمانية مرتعا امنا لهم قبل ذلك , ولماذا غضت الحكومات العراقية الطرف عنهم طوال اكثر من 20 عام ؟!
وبهذا الصدد صرح الكاتب جعفر سيد عبد الزهرة الحسيني وفي صفحته الشخصية , قائلا : (( ولا تبخسوا الناس أشيائهم , للتاريخ وللحقيقة : لولاي لا أحد يعرف هذا المجرم خير الله حمادي التكريتي ، ولا أحد يتابعه أو يستدل على مكانه … , وكذلك المجرم الاخر قاتل الشهيد الصدر : سعدون صبري جميل مدير الشعبة الخامسة … , وكان آخر مكان التجأ اليه هذا المجرم – خيرالله حمادي – هي السليمانية , وقد زودت الشيخ قيس الخزعلي بهذه المعلومة عن مكانه ، وعن اسمه ، وكل التفاصيل المتعلقة به … ؛ وبالمناسبة ابنه النقيب زياد ضابط شرطة كهرباء كركوك … , وبعد بحث مستفيض استمر اكثر من شهر تم معرفة الشقة التي يُقيم بها … , وقد قدم الاستاذ بافل الطالباني كل العون والمساعدة … , وهذا المجرم مسؤول عن اعدام وقتل 359 شهيدا من بلد ، ومثلهم من الدجيل , وبعضهم اشرف على دفنهم احياءً في صحراء السماوة ( وقد ذكرتُ ذلك في كتابي على حافة الهاوية الصادر 2002 ) … , وتسببَ في مآسي عائلتنا ، فحُكم على والدي بالإعدام غيابيا في تشرين 1981 ، وكذلك على اخواني غيابياً في اوقات مختلفة ، واختفت آثار زوج اختي الى اليوم ، واعتقلني بيده القذرة في 10 كانون الثاني 1982 . وتشردن امي واخواتي وتبرأ منهن القريب والبعيد … , وهناك مجرم آخر تم اقتناصه ايضا : اللواء شاكر الدوري مدير امن بغداد … )) .
بما ان المجرم من ابناء الطائفة السنية او لعله من ابناء الفئة الهجينة , لا أحد يعلم تأريخ انخراطه في الاجهزة الامنية او تعيينه في دوائر الدولة , الا ان الوثائق تشير الى أنه قد تنسم منصب مدير أمن سرشقام ١٩٧١-١٩٧٢ , وبعدها مدير أمن دربنديخان ١٩٧٢-١٩٧٤ , وبعدها مدير أمن دوكان ١٩٧٤-١٩٧٥ , ثم مدير أمن زاخو ١٩٧٥ , ثم مدير أمن دهوك ١٩٧٥ , ثم عمل بصفة ضابط تحقيق في الشعبة الثالثة المختصة بقضايا “الأكراد”/ في أمن بغداد ١٩٧٦-١٩٧٧ , وبعدها اصبح مديرا لدائرة أمن بلد ١٩٧٧-١٩٨٢ , ثم مدير أمن الرصافة ١٩٨٢-١٩٨٤ , ثم مدير أمن الكرخ ١٩٨٤-١٩٨٨ , وبعدها اصبح مديرا لدائرة الأمن الاقتصادية (وزارة الداخلية) 1988-1990, ولم تستغن الطغمة الارهابية عن خدماته الاجرامية طوال عقد التسعينات من القرن المنصرم , كما سيتضح لكم لاحقا , فقد كان مشرفاً وبصورة شخصية على اعتقالِ وقطع ايدي التجار الشيعة بعد مساومتهم وابتزازهم وتقديمهم ك كبش فداء ؛ نتيجة للقرارات والسياسات الحكومية الاقتصادية الخاطئة وظروف الحصار المدمرة ؛ وبسبب استياء بعض التجار من المحسوبين على ابناء الطائفة السنية والفئة الهجينة والطغمة الصدامية منهم … الخ .
وقد تسلم منصب مدير عام الشرطة العراقية من 30 تموز 2001 – حتى 9 نيسان 2003 ؛ وقد ارسلته السلطة الصدامية الى لبنان عام 2002 للمشاركة في اجتماعات مجلس وزراء الداخلية العرب ؛ فهو اخر مدير للشرطة العراقية سيئة الصيت والسمعة وقتذاك .
نشأ المجرمون الصداميون وترعرعوا في بيئات طائفية متعصبة وعنصرية حاقدة , وانخرطوا في دورات بوليسية وامنية , تعلموا فيها مختلف فنون الاجرام والارهاب , وغرسوا في نفوسهم المريضة اسوء الصفات الاخلاقية واقذر السمات الشخصية وانواع العقد النفسية , ومنهم هذا المجرم الخطير والجلاد الشهير ( خير الله حمادي) والذي يعد من اركان النظام الاجرامي ومن المختصين بقضايا القتل والتحقيق والتعذيب والتصفيات الجسدية , وهو من الذين شربوا من دماء العراقيين حتى ارتووا , فقد أولغ بالدمِ العراقي بصورة بشعة تفوق الخيال , اذ لم يسلم من قسوة سياطه النارية وعصيه الكهربائية أحد , فقد سام المعتقلين والسجناء والمتهمين العراقيين سوء العذاب , واذاقهم حر الحديد والنار , واطعمهم الزقوم , وسقاهم ماء الحميم ؛ خلال مسيرته الاجرامية وسيرته الارهابية والتي استمرت لأكثر من 30 عام , والتي تدرج فيها من دائرة قمعية الى اخرى , ومن منصب اجرامي الى اخر , وبهذه المسيرة الشيطانية مارس ساديته بحق العراقيين , حيث قام بتجريبِ جميع وسائل التعذيب المبتكرة أبان الحرب العالمية الثانية وغيرها والتي استوردتها السلطة البعثية التكريتية الغاشمة , على المعتقلين الاكراد اولا ثم الشيعة ثانيا , فهو واشباهه من ازلام الطغمة الحاقدة الصدامية , كانوا يشعرون باللذة والسعادة عندما يمارسون التعذيب والقتل , ويفرحون برؤية دماء الضحايا وسماع صوت المعذبين من الرجال والنساء والاطفال , اذ يقضون لياليهم الحمراء بقلع الاظافر , وبتر الاطراف , وكي الاجساد , وايصال الكهرباء الى المناطق الحساسة في اجسام الرجال والنساء , وجلد الشيوخ والعجزة وكبار السن , وفقأ عيون الشباب , واغتصاب النساء , وتجريب الاسلحة والمواد الكيماوية والسموم المحظورة على السجناء العزل بلا رحمة ولا شفقة , وطالما اقتاد هذا المجرم الرذيل والجلاد الحقير النساء العراقيات من جامعاتهن وعملهن وبيوتهن وعرضهن لأبشع صنوف العذاب وطرق التعذيب والاهانات في سجني الكرخ والرصافة , والكثير من الضحايا علقوا على خبر اعتقاله ومنهم من استذكر جرائمه وقسوته عندما كان يحقق معهم في دوائر القمع الصدامية , وكانت تغتصب العراقيات من قبل اوغاد البعث ومرتزقة صدام وضباط التحقيق , حيث تساق اليهم النساء الجميلات من كل مكان لتلبية نزوات القيادة البعثية والصدامية والطائفية والعنصرية المريضة , والحوادث على ذلك كثيرة تلوكها الألسنة ولولا خوف السجناء والمعتقلين من الخوض في أعراض الناس، لنشر كثيرون الحوادث والقضايا والقصص المخزية والمؤلمة و بالأسماء , وفضح فظاعات وخروقات وجرائم الفئة الهجينة والطغمة الصدامية الجنسية في حق العراقيات .
ولأهالي بلد ذكريات قاسية مع هذا الجلاد الطائفي , لاسيما وانه قد تأثر بالفكر الوهابي الحاقد على الاغلبية العراقية منذ بداية عقد الثمانينات من القرن المنصرم , وقد انصهر الحقد البعثي الصدامي مع الفكر الوهابي التكفيري الطائفي في بوتقة نفسيته المريضة , لينتج لنا هذا المسخ المشوه الهجين والمدعو خير الله حمادي عبد جارو ؛ اذ مارس حقده الطائفي معهم , ولم يرحم منهم امرأة ولا طفلا ولا شيخا , وقد روع الابرياء , وساقهم الى حتفهم بلا رحمة , وبهذا الصدد ينقل لنا المواطن منتظر البلداوي ذكرياته قائلا : (( هذا المجرم كان بمنتهى الخسة والحقارة والاجرام ,وقد ارتكب بحقنا شتى الجرائم والموبقات , وعندما كنت صبيا واسمع البعض يذكر اسم المجرم ( ابو زينب ) وقتذاك ترتعد فرائصي وارتجف خوفا , فقد تسبب بإعدام المئات من ابناء مدينتي (بلد) وهجر الكثير من العوائل البريئة الى صحراء السماوة ( سجن نكرة السلمان ) وهناك مات الكثيرين في الصحراء , فضلا عن انه تسبب بإعدام خالي وسجن والدي ؛ واطالب الحكومة بإعدامه في مدينتي كي تطفئ نار قلوب ذوي الشهداء والضحايا …)) وقال المواطن البلداوي قاسم محمد العراقي : (( المجرم خير الله الملقب ابو زينب المسؤول عن قتل اكثر من ٦٠٠ مواطن من اهالي بلد وتهجير ٢٠٠٠ عائلة الى نكرة السلمان…؛ وللعلم هو وجلاوزته سرقوا اموال المواطنين المهجرين , وقد نجى من محاولتين لاغتياله )) وشهد المواطن قصي البلداوي بما يلي : (( منذ اربع عقود وذاكرتي مملوءة باحاديث وقصص وروايات تشيب لها رؤوس الولدان كما يقال عن جرائم هذا المعتوه وما زرعه من رعب وخوف وهلع وموت بين اهالي بلد المساكين … ؛ وليس هنالك من اهالي بلد ممن عاصر فترة تسلطه عليهم تخلو ذاكرته من قذارة ما فعله بالمدينة وناسها … , روايات وقصص وفواجع ومظالم وطغيان ووحشية لا يحتملها انسان … , هذا الكائن ليس سوى عجينة من جرائم ووحشية وغدر وكراهة بحاجة الى الف سؤال لا تفهم جوابه … , كيف يمكن ان يصنع انسان بهذه الطريقة وبهذا القدر من التوحش والغل والنذالة والسفالة وما شكل المؤسسة التي صنعته وما نوع الافكار التي صقلت وبرمجت توحشه هذا… , مثل هذه النماذج لا نقول ان الهدف فقط هو القصاص منها بل الاهم هو دراسة كيفية التصدي والحذر من انتاج مثيلاتها في مستقبل العراق … )) وقد شارك هذا المجرم كباقي المجرمين الطائفيين والعنصريين والبعثيين والصدامين بجرائم قمع الانتفاضة العراقية الخالدة عام 1991 … ؛ كما ان له تاريخ حافل بالإجرام فيما يخص القضاء على الحركات الاسلامية في عقد السبعينيات والثمانينيات من القرن المنصرم , وعلقت المواطنة فاطمة علي محمد على خبر اعتقاله , قائلة : (( كنا نسكن احدى احياء الكرخ , وفي احد الايام من عام 1984 , هجمت ضباع الامن على اخي علاء عندما كان يلعب كرة القدم مع اصدقاءه في الشارع , والبالغ من العمر 17 عام فقط واقتادوه الى دائرة امن الكرخ , وذلك للاشتباه باسمه ( علاء) , علما ان اخي صبي لا يفقه من الحياة شيئا فضلا عن السياسة ولم يكن متدينا , وقد تعرض لشتى صنوف التعذيب وبإشراف المجرم خير الله حمادي , واعدم شنقا فيما بعد , علما انه لم يبلغ السن القانوني … )) .
وكالعادة تعالت اصوات ابناء الفئة الهجينة والطغمة الصدامية والشراذم الطائفية والدونية وسقط المتاع من ابناء الاغلبية بعد خبر اعتقاله , فبعضهم قال : انه قد بلغ من العمر عتيا , ولا يصح اعتقاله وهو بهذه السن , والبعض قال : اعتقاله لا يقدم ولا يؤخر ولا ينفع بشيء , والثالث قال : الكثير غيره , ملطخة ايديهم بدماء العراقيين ولم يتم القاء القبض عليهم , والرابع قال : وللحقيقة لم يكن في سلك الشرطة اي قيادي في الحزب لكون تنظيمها يصل الى مستوى شعبة حزب حسب الهيكلية ولم يصل تنظيمهم الى مستوى حتى فرع حزبي … , واغلب قيادات الشعب الحزبية والفرق الحزبية في تنظيم الشرطة اصلا كانوا من خارج سلك الشرطة واعلى مستوياتهم الدراسية ما بين ابتدائية ومتوسطة ونادرا ما يتحقق لهم اجتماع حزبي مرة في السنة ؛ اما من حيث انه من ازلام النظام السابق فنقول ليس كل من لبس الزيتوني هو قائد … !! ؛ بينما علق البعض الخامس قائلا : الامن الوطني يذكرني بأساليب الامن العام قبل عام 2003 وهو ارث غير مستحب ؛ ففي شهر محرم من كل عام , كانوا يلقون القبض على اي تجمع للشباب حتى وان كانوا جالسين على الارصفة في الشوارع كأجراء احترازي بدون تهمة ولا يخرج هؤلاء الشباب الا بعد اربعينية عاشوراء الحسين في السنة التي تليها من التوقيف الاحترازي ؛ انصح كل الاجهزة الامنية الابتعاد عن هذه الاساليب الخاطئة وخصوصا اخبار الوشاية التي تكثر في ايام عاشوراء الحسين وخصوصا جهاز الامن الوطني …!! ؛ بينما علق المواطن الهجين والمدعو هزاع محمد الزمان , قائلا : السيد خيرالله حمادي عراقي وطني نزيه لا يدخن ولا يشرب الخمور , انسان صايم مصلي يمتلك أخلاق جدا عالية , ابن عشائر وهو من عشيرة الجبور/ ولادة شرقاط … ؛ وقد جاء في صفحة الهجين المدعو خالد جمال الناصري ؛ البيان التالي : (( عاجل . وعلى . الفور … ؛ الى منظمات حقوق الانسان وكل من يحمل على عاتقه المسؤولية اتجاه الدفاع عن المظلومين و المضطهدين في العالم ،نود ابلاغكم ان اللواء خيرالله حمادي عبد الناصري يبلغ من العمر 77 عام وحالته الصحية غير مستقرة لذلك نحمل الجهة التي اعتقلته المسؤولية عن تدهور وضعه الصحي وانه عمل اقامت به العصابات الاجرامية التابعة للسلطة الولائية باعتقال اللواء خير الله حمادي الناصري واقتياده الى جهة مجهولة …)) .
وللإجابة عن نهيق هؤلاء ونباح اولئك , اقول : ان التقدم بالسن لا يعتبر مبررا لعدم تطبيق القانون بحق المجرمين وانزال اقسى العقوبات بحق الجلادين ؛ ولا توجد منفعة اعظم من تطبيق القانون والعدالة واحقاق الحق وازهاق الباطل ؛ وعدم القاء القبض على كافة المجرمين لا يعني عدم اعتقال البعض منهم اذ ان اعتقال البعض مقدمة لاعتقال الجميع فيما بعد , والبعض لا يستحي من التهريج المفضوح والكذب المكشوف , فمن منا ينسى ان الكثير من ضباط الداخلية والشرطة كانوا من اعضاء حزب البعث المعروفين , وهل اللواء المجرم خير الله حمادي من الشخصيات التي ترتدي البدلة الزيتونية وهي خالية الوفاض من المسؤوليات القمعية والصلاحيات الاجرامية وهل هو مجرد شرطي بسيط او بعثي هامشي , وهل تم القاء القبض عليه بمناسبة عاشوراء او بسبب وشاية كيدية كما كان يحدث ايام الزمن الاغبر ؟! , واما بخصوص صلاته وصومه فهذا الامر ان صح فهو يؤكد ما ذهب اليه البعض من انه من الوهابية الحاقدين والسفلة الطائفيين , فهؤلاء يعتبرون ابناء الاغلبية العراقية الاصيلة كفار مشركون يجوز اعتقالهم وقتلهم وتعذيبهم وسبي واغتصاب نسائهم ومصادرة اموالهم ؛ والادهى ان المجرمين والجلادين والذباحين اصبحوا من المنادين بالرحمة وحقوق الانسان …؟!
ان هذا الخبر وان كان مفرحا , الا انه يحمل معه مشاعر الاسى والغبن والقلق , فبعد ان مات ذوي الضحايا والشهداء , ونسى الكثير من المعتقلين والسجناء الاحداث المؤلمة , وبعد ان تنقل هذا المجرم والاف من امثاله في البلدان والمدن بكل حرية وطمأنينة وتنعموا بخيرات الاغلبية والامة العراقية طوال هذه السنين , وبعد أكثر من 20 سنة , يتم القبض على هذا المجرم واخر مثله , فأين كانت الحكومات والاحزاب العراقية والحركات الاسلامية عن هؤلاء , وهل ستتم محاكمته ام يتم الافراج عنه بقانون العفو العام او من خلال صفقة مشبوهة , او يبقى في السجن يأكل ويشرب من ما تشتهي الانفس الى ان يموت حتف انفه …؟!