تشير تقديرات إلى أن مستقبل المنطقة مرهون بـ “مصير” الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، تزامنا مع تقارير غير مؤكدة بشأن مقتله في ضربة شنها الجيش الإسرائيلي على “المقر الرئيسي” للجماعة في الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية، بيروت، الجمعة.
وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الجمعة، إن الخيارات التي تتخذها جميع الأطراف في الشرق الأوسط في الأيام المقبلة ستحدد المسار الذي ستتخذه المنطقة وستكون لها عواقب عميقة لسنوات قادمة.
تعليق بلينكن أثار تساؤلات المراقبين، بشأن الخيارات التي ستلجأ لها إيران ردا على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مقر حزب الله في بيروت، وكيف ستتعامل واشنطن مع التهديدات المستقبلية في حال أصرت طهران على التصعيد.
وأوضح بلينكن في مؤتمر صحفي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، أوضح أن واشنطن تعتقد أن السبيل للمضي قدما سيكون من خلال الدبلوماسية وليس الصراع.
وحذر أي شخص قد يستغل الوضع لاستهداف أفراد أو مصالح أميركية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة “ستتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن شعبها”، مضيفا أن هذه لحظة حرجة بالنسبة للشرق الأوسط والعالم، بحسب الوكالة.
تحذيرات وزير الخارجية الأميركي جاءت بعد ساعات من شن إسرائيل سلسلة غارات على ضاحية بيروت الجنوبية قالت إنها استهدفت المقر المركزي لحزب الله، هي الأعنف منذ حرب تموز عام 2006، فيما ذكرت محطات تلفزة إسرائيلية أن الهدف منها الأمين العام للحزب المدعوم من إيران حسن نصرالله.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إنه من السابق لأوانه القول ما إذا كانت الضربة الإسرائيلية قد أصابت زعيم حزب الله، في وقت سارع مصدر مقرب من الحزب إلى التأكيد لوكالة فرانس برس أن نصر الله “بخير”.
الزميلة الأقدم في معهد واشنطن الأميركي، حنين غدار، قالت لموقع الحرة إن مسارات التهدئة أو التصعيد في المنطقة مرهونة بمصير نصر الله بعد الغارة الاسرائيلية.
وأضافت أن مقتل نصر الله، إذا تم تأكيده، يعني أن الحزب خسر القيادة، وأن إيران ليس أمامها سوى خيار الموافقة على شروط التهدئة الأميركية الفرنسية لوقف إطلاق النار.
وأشارت حنين إلى أنه ليس أمام إيران خيار آخر سوى هذا الحل، “فنصر الله كان الشخص الوحيد الذي رفض مبادرة وقف إطلاق النار، وبغيابه تكون إيران مُجبرةٌ على التسوية”. بحسب تعبيرها.
وبشأن المخاوف الأميركية من تطورات الأوضاع الحالية، ذكرت حنين أن أمام الولايات المتحدة “سيناريوين”، الأول “خطير” والثاني “أهون” كما تقول.
فواشنطن تأمل أن تختار طهران خيار عدم التصعيد، “لأن التصعيد سيجر الولايات المتحدة وإسرائيل إلى حرب شاملة”، بحسب تعبيرها.
أما بشأن تبعات التصعيد في حال أصرت إيران على موقفها، فتقول غدار، إنه سيؤدى إلى “فتح أطراف عدة جبهات جديدة ضد إسرائيل من خلال تكثيف الحوثيين والميليشيات العراقية عملياتهم، وتصعيد مسلح لحزب الله في الجولان”.
الحرة / خاص – واشنطن