#قصه
رجل تجاوز الخمسين من عمره..
ذهب ذات مساء لزيارة والدته المسنة ذات الثمانين عام التي انحنى ظهرها
أخذا يتحدثان طويلا حتى تأخر الليل واشتد البرد فقرر أن يبيت ليلته عند امه
نام وملء جفنيه حتى اذان الفجر فقام من مرقده فتوضا وصلى ولبس ملابسه ولم يبق الا الحذاء..
بحث عنه فلم يجدهم في المكان بحث كثيرا وأخيراً وجدهم.. . بجوار المدفأة وعلم أن أمه الحنون وضعته هناك حتى يجده دافئا عند لبسه..
وقف ينظر طويلا إلى ذلك الحذاء وهو يفكر في حنان تلك الأم التي اعتبرته طفلا في عينها حتى وهو في الخمسين من عمره..
طال به التفكير ولم يدر بنفسه إلا و الدموع تتساقط من عينيه..
قال في نفسه..يا الله هل يوجد من يفعل ذلك غير الأم وهل يوجد في الدنيا كلها من هو أشد حنانا و عطفا من الأم على وليدها..
قال لبست حذائه واتجهت نحو امه في المطبخ
فوجدتها تحضرلي الفطار
أحتضنتها و بكيت كثيرا في حضنها
وقال في نفسه..مهما وصل بنا الحال في بر والدينا فلن نصل ولا لجزء بسيط مما قدموه لنا من تضحيات..
عندما ترحل الأمّهات
تصدأ الإبر
التي كانت تُخيط الجِراح
أمهاتنا جنة ومن يريد الجنة عليه أن يستغل وجودهن في الحياة ليقدم ما بوسعه في سبيل إرضائهن و إسعادهن..
وليعلم الجميع بأنه كلما أرضيت والديك رضي الله عنك..
اللهم احفظ وعافي كل ام حيه…وارحم واغفر لكل ام متوفية.