بعد الصدمة الکبيرة التي تلقاها النظام الايراني بمصرع ابراهيم رئيسي ومانجم وتداعى عن ذلك من إصابة خامنئي بإحباط شديد ولاسيما بعد أن تيقن من أن المخطط الذي عهد به الى رئيسي قد باتت تذرو به الرياح، فإن خامنئي ونظامه ومن أجل تدارك الاوضاع الحساسة والخطيرة التي تبلورت من جراء مصرع رئيسي المفاجئ، فإن خامنئي ونظامه ومن أجل الحد من تزايد الاوضاع سوءا وتدارکها قبل فوات الاوان، فإنهم يرکزون وبصورة ملفتة للنظر على موضوع وحدة النظام وصفه المرصوص ومن إن الاوضاع آمنة ومستتبة في سائر أرجاء إيران.
الترکيز على وحدة النظام والدعوة الى ذلك بإلحاح هو الامر الذي حرص عليه الرئيس بزشکيان ولازال، وهو لايکاد يمل من تکرار دعوته الى وحدة الصف والتعاون بين فصائل النظام المختلفة، ولکن وعند النظر الى الاوضاع السائدة في داخل النظام، فإننا نجد وضعا مختلفا بالمرة، وضعا نرى فيه تزايدا ملفتا للنظر في الانقسام والاختلاف داخل جناحي النظام وتزايد غير إعتيادي في فصائل النظام التي تتميز بتطرفها من حيث تمسکها بآرائها وتوجهاتها وترفض رأي وموقف الآخرين.
في موازاة ذلك، وعند النظر الى الجبهة المضادة للنظام والتي تتجسد في الشعب الايراني وفي المقاومة الايرانية ونضالهما من أجل الحرية وإسقاط النظام وإقامة الجمهورية الديمقراطية التي تضع حدا نهائيا للدکتاتورية سواءا الدينية أو الملکية منها وإن نظرة واحدة الى ما يجري في داخل وخارج إيران فيما يتعلق بهذه الجبهة المضادة للنظام توضح مقدار ومدى قوتها وتأثيرها على سير الاحداث والتطورات.
في داخل إيران، حيث تزايد ملفتا للنظر في التحرکات والفعاليات الاحتجاجية من تظاهرات وإعتصامات ووقفات إحتجاجية لشراء مختلفة من الشعب الايراني في سائر أرجاء إيران، وکذلك النشاطات المتزايدة لوحدات المقاومة وشباب الانتفاضة التابعتين لمنظمة مجاهدي خلق التعبوية من حيث توعية الشعب وجعله على إطلاع بمسائ النظام ومخططاته المعادية له وکذلك من حيث النشاطات الثورية التي تدك من خلالها المراکز والمٶسسات الامنية والقمعية التابعة للنظام وإضرام النيران فيها، والملفت للنظر إن النظام وعلى الرغم من سعيه الحثيث من أجل الحد من هذه النشاطات وتکثيف إجراءاته الاحترازية، إلا إن هذه النشاطات ولکونها مدعومة من جانب الشعب ومنبثقة منه، فإنها أقوى من تلك الاجراءات وتتخطاها.
خارجيا وعلى الصعيد الدولي، فإنه يکفي أن نشير للفعاليات المستمرة والمتواصلة للمقاومة الايرانية في مختلف المحافل والاوساط الدولية والتي يتم فيها فضح النظام وإظهار جرائمه وإنتهاکاته ومعاداته للعالم، هذا الى جانب نشاطات متميزةللإيرانيين الاحرار في سائر أرجاء العالم ضد النظام والتي کان آخرها التظاهرات التي جرت في نيويورك خلال زيارة بزشکيان الاخيرة لها وإلقائه کلمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي کشفت النظام على حقيقته وعرته أمام العالم وأثبتت بأن لا يعبر عن الشعب ولا يمت بصلة إليه.